قرعة أمم أفريقيا تحفز المغرب ومصر للحلم باللقب

منتخبا الجزائر وتونس يرفعان شعار التتويج.
الأحد 2023/10/15
إلهام المونديال

تخوض المنتخبات العربية نهائيات كأس أمم أفريقيا 2023 وعينها على بلوغ المباراة النهائية، بعدما منحتها القرعة فرصة ذهبية لبلوغ الأدوار المتقدمة أمام منافسين في المتناول، إذ تميل إليهم الكفة على الورق فنيا وتاريخيا. وتحلم الجماهير العربية بمتابعة نهائي يجمع منتخبين عربيين في كوت ديفوار، بما أن الممثلين الخمسة قادرون على تحقيق النتائج المميزة بفضل قوة نجومهم، على أن تكون حقيقة الميدان هي الفيصل في بلوغ الإنجازات وكتابة التاريخ.

الرباط - يسعى المنتخب المغربي لكرة القدم إلى معانقة المجد في منافسات كأس أمم أفريقيا 2023 وإضافة لقب آخر إلى خزائنه غاب مدة طويلة، وذلك على خطى نهائيات كأس العالم 2022. وتبدو هذه المرة مناسبة في ظل وجود مجموعة مميزة من اللاعبين، وتحت قيادة المدير الفني وليد الركراكي الذي يهدف إلى تتويج جهوده بلقب تاريخي.

وتحدث وليد الركراكي عن موقفه من قرعة بطولة كأس الأمم الأفريقية، المقررة إقامتها في كوت ديفوار خلال الفترة الممتدة من 13 يناير حتى 11 فبراير المقبلين. ووقع المغرب في المجموعة السادسة إلى جوار الكونغو الديمقراطية وزامبيا وتنزانيا.

وقال الركراكي خلال تصريحات نقلها موقع الاتحاد المغربي لكرة القدم “هي قرعة معقولة ومعتدلة. لقد وضعتنا أمام منافسين (زامبيا وتنزانيا) سنواجههما أيضا في تصفيات المونديال”. وأوضح “أملك الخبرة الكافية، حيث كنت مساعدا لمدرب المغرب الأسبق رشيد الطوسي في نسخة جنوب أفريقيا، وأعرف ما تعنيه أمم أفريقيا والتحولات التي تطرأ على المباريات، ونحن جاهزون”.

وعن حظوظ المغرب أضاف “نحن هنا للذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة، مثل بقية المنتخبات التي تم تقديمها في ثوب المرشح للتتويج باللقب الذي تحكمه عادة التفاصيل الصغيرة”. وأتم “سأبدأ من الآن العمل ودخول مرحلة أخرى، لدينا الوقت الكافي للتحضير حيث نعرف منافسينا، وفي الكان لم تعد هناك منتخبات صغيرة وأخرى مرشحة على الورق”.

أكثر إثارة

◙ خطتنا واضحة
◙ خطتنا واضحة 

قيل قديما إن زمن المعجزات قد ولى، ولكن رغم ذلك فإن معجزات كرة القدم تتوالى وتستمر، وما يجعلها أكثر إثارة حينما تتحقق عبر سيناريوهات درامية لا يمكن أن تتصورها العقول. وعبر الخطط البديلة لطالما تحققت بطولات وإنجازات مدهشة وغير متوقعة. وقد يقول من حققها، أو كان جزءا منها، لنفسه متعجبا “ربما لم تكن تحدث هذه المعجزات من خلال الخطط الأساسية”.

لذلك تركت لنا “الخطة ب” دائما القصص والنوادر ليحكيها ويتحاكى بها عشاق الساحرة المستديرة. ومن أجمل وأغرب قصص المستطيل الأخضر، التي تحققت عبر خطة بديلة، رحلة المنتخب المغربي الاستثنائية خلال كأس العالم 2022 في قطر، والتي انتهت بحصول أسود الأطلس على المركز الرابع، في إنجاز عربي وأفريقي غير مسبوق. وقدم الأسود في هذه البطولة أداء استثنائيا تحت قيادة مدربهم الوطني وليد الركراكي، الذي تولى المسؤولية قبل قرابة 100 يوم فقط على انطلاق المونديال، عقب إقالة المدير الفني السابق وحيد خليلوزيتش.

◙ جمال بلماضي لفت إلى أن الشعب الجزائري من حقه أن يحلم بالتتويج باللقب كما يطمح هو أيضا إلى تحقيق ذلك

وكان المدرب البوسني قد واجه انتقادات واسعة منذ كأس الأمم الأفريقية التي سبقت كأس العالم، وودع الأسود منافساتها من دور الثمانية إثر الخسارة أمام المنتخب المصري. وزاد الغضب الجماهيري وارتفع صوت الشارع الرياضي في المغرب بشأن طريقة خليلوزيتش في إدارة الفريق، واختياراته الفنية وتعامله مع اللاعبين، كما شهدت الفترة الأخيرة تصاعد الخلاف بينه وبين رئيس الاتحاد المغربي فوزي لقجع. وخرج قائد المنتخب رومان سايس، وانتقد علانية الفلسفة التي يدير بها المدرب البوسني الأسود. فكانت كلها مؤشرات على قرب انتهاء العلاقة بين وحيد والفريق.

وبالفعل أعلن الاتحاد المغربي، قبل نحو 100 يوم على انطلاق مونديال قطر، إقالة خليلوزيتش بعد 3 سنوات قضاها على رأس القيادة الفنية لمنتخب أسود الأطلس. وصرح لقجع عقب الإقالة بقوله “كان من الضروري أن نوضح له أن اليأس قد تسرب إلى المغاربة بسبب فلسفته، وإقالته جاءت بسبب ميله إلى استبعاد لاعبين بارزين ومهمين من قائمة المنتخب”. وقرر بعدها الاتحاد تعيين وليد الركراكي، المدرب السابق للوداد، الذي قاد الفريق المغربي إلى تحقيق لقب دوري أبطال أفريقيا على حساب الأهلي المصري.

وعلى الفور بدأ الركراكي المهمة بإعادة نجوم المنتخب المغربي الذين كانوا على خلاف كبير مع المدرب السابق وحيد خليلوزيتش، وعلى رأسهم بالتأكيد النجم حكيم زياش الذي كان قد أعلن أنه لن يلعب دوليا لأسود الأطلس طوال فترة تواجد البوسني في الإدارة الفنية. ووصل الفريق إلى أعلى قدر من الجاهزية خلال 90 يوما تقريبا، ليبدأ مشواره التاريخي في الدوحة. واستهل منتخب المغرب مشواره في كأس العالم بالتعادل سلبيا مع كرواتيا، ثم الفوز على بلجيكا بهدفين نظيفين، والفوز على كندا بهدفين مقابل هدف ليتصدر مجموعته برصيد 7 نقاط.

وحقق إنجازا كبيرا بالفوز على إسبانيا في دور الـ16 بركلات الترجيح بنتيجة 3 – 0، وذلك بعد انتهاء المباراة والأشواط الإضافية بالتعادل السلبي. وفي ربع النهائي فاز على البرتغال بهدف نظيف، قبل أن يخسر في نصف النهائي أمام فرنسا بهدفين نظيفين، ويلعب على المركزين الثالث والرابع أمام كرواتيا. وربما يؤمن أغلب المشجعين المغاربة الآن بأنه لولا “الخطة ب” للاتحاد المغربي، بتعيين الركراكي مدربا للأسود قبل المونديال بمئة يوم، لما حقق المنتخب هذا الإنجاز.

 طموح كبير

◙ أمنية جميلة
◙ أمنية جميلة 

اعترف جمال بلماضي المدير الفني للمنتخب الجزائري، في تعليقه على قرعة نهائيات كأس أمم أفريقيا كوت ديفوار 2023، بأنه كان يتمنى مواجهة المنتخب المصري منذ سنوات. وأوقعت القرعة التي سحبت في مدينة أبيدجان بكوت ديفوار المنتخب الجزائري في المجموعة الرابعة رفقة بوركينافاسو وموريتانيا وأنغولا. وقال بلماضي، في مؤتمر صحفي أعقب فوز المنتخب الجزائري على ضيفه منتخب الرأس الأخضر 1 – 5 وديا، ” منتخب بوركينافاسو فريق أكثر من صلب ومتماسك وجدي. لم تعد هناك فرق صغيرة، علينا أن ندرك هذا جيدا”.

وأضاف “أحترم كل المنتخبات، سندرس منافسينا من جميع النواحي وسنحضر لهم بكل جدية”. من جهة أخرى لفت بلماضي إلى أنه من حق الشعب الجزائري أن يحلم بالتتويج بلقب كأس أفريقيا مثلما يطمح هو شخصيا إلى تحقيق هذا الهدف، بيد أنه نبّه إلى أن خزينة الاتحاد الجزائري لا توجد فيها إلا كأسان أفريقيتان، في إشارة واضحة إلى صعوبة الفوز في منافسات الكان.

المدرب جلال القادري نجح في إقناع بعض اللاعبين المحترفين بتمثيل المنتخب التونسي لتكوين مجموعة قوية

وأعرب عن ارتياحه للمواجهة التي ستجمع المنتخبين الاثنين المقبل بأبوظبي في الإمارات. وتابع ” قبل أربع أو خمس سنوات كنت أتساءل متى سنواجه مصر؟ لست أنا من ينظم المباريات، لكن اليوم الحمد لله، سنلاقي منتخبا قويا خاصة أنه سيكون مدعوما بجالية كبيرة متواجدة في الخليج”.

إلى جانب ذلك رفض بلماضي وصفه بـ”وزير السعادة”، مشددا على أن هذا الوصف يليق باللاعبين لأنهم يقدمون أفضل ما لديهم ويعملون على إسعاد الشعب الجزائري. ولم يخف مدرب الجزائر سعادته بالأداء الذي قدمه اللاعبون في مباراة الرأس الأخضر، مشيدا في المقام الأول بمحمد الأمين عمورة، وأيضا الوافد الجديد أمين غويري، متمنيا له التسجيل في المباراة المقبلة أمام مصر.

 جاهزية تامة

◙ مجموعة قوية
◙ مجموعة قوية 

من ناحية أخرى أكد البرتغالي روي فيتوريا، المدير الفني لمنتخب مصر الأول لكرة القدم، أن مجموعة الفراعنة في بطولة أمم أفريقيا قوية للغاية، حيث تضم منتخبات تمتلك لاعبين مميزين، وعلى رأسها غانا المنافس الشرس على اللقب، “ولكننا جاهزون في كل الأحوال”. وقال فيتوريا في تصريحات للمركز الإعلامي للاتحاد المصري لكرة القدم إن “قارة أفريقيا تضم منتخبات قوية والكرة في أفريقيا أصبحت قوية وسريعة ومنتخبا موزمبيق والرأس الأخضر يمتلكان أكثر من لاعب في دوريات أوروبية مثل البرتغال”.

وأضاف فيتوريا أن من يريد الفوز باللقب والبطولة بالطبع يجب أن يكون مستعدا ومهيأ لمواجهة منتخبات كبيرة وقوية، وأنه سعيد ومحظوظ بامتلاك لاعبين كبار لديهم الرغبة في الفوز ببطولة أمم أفريقيا وأنه يطمح إلى كسب اللقب لإسعاد الجماهير المصرية.

◙ مدرب منتخب مصر يؤكد أن من يريد الفوز باللقب والبطولة بالطبع يجب أن يكون مستعدا ومهيأ لمواجهة منتخبات كبيرة وقوية

وأوقعت قرعة دور المجموعات لكأس الأمم الأفريقية منتخب مصر في مجموعة واحدة رفقة غانا والرأس الأخضر وموزمبيق. ويطارد سيناريو أمم أفريقيا 2017 في الغابون منتخب مصر مع مدربه روي فيتوريا، قبل انطلاق النسخة المقبلة في كوت ديفوار. وكانت قرعة نسخة 2017 قد أوقعت مصر، تحت قيادة هيكتور كوبر، في مجموعة واحدة بجوار غانا ومالي وأوغندا.

وبدأت مصر مشوارها بالتعادل السلبي مع مالي، قبل الفوز على أوغندا وغانا بنفس النتيجة (1 – 0). وفي ربع النهائي فاز منتخب الفراعنة على المغرب بهدف محمود كهربا، ثم تجاوز بوركينا فاسو في نصف النهائي بركلات الترجيح. وفي نهائي الكان خسر منتخب مصر أمام الكاميرون بنتيجة 1-2.

وبشكل عام لا يعرف منتخب مصر الفوز بلقب أمم أفريقيا عندما يقع في مجموعة واحدة مع غانا. وفي نسخة أمم أفريقيا 1970 وقعت مصر مع غانا وغينيا وجمهورية الكونغو. وحصد المنتخب المصري 5 نقاط، لكنه ودع البطولة من نصف النهائي بعد الخسارة من السودان. وفي نسخة 1992 وقع منتخب مصر مع غانا في مجموعة واحدة رفقة زامبيا. وخسر منتخب الفراعنة المباراتين بنتيجة 0-1، ليودع البطولة الأفريقية من الدور الأول.

المنتخب التونسي

◙ شعار معروف
◙ شعار معروف 

يرفع المنتخب التونسي شعار اللقب الثاني بعد مرور عقدين على إنجازه القاري الأول عام 2004 في أرضه، إذ جاء في المجموعة الخامسة التي تضم منتخبات متقاربة، هي مالي وجنوب أفريقيا المتوج عام 1996 وناميبيا. نجح المدرب جلال القادري في إقناع بعض اللاعبين المحترفين بتمثيل المنتخب التونسي لتكوين منتخب قوي، لتصبح الخطوة المقبلة محاولة التتويج بالتاج القاري، وهذا عبر إعداد قائمة مثالية قادرة على التفوق أمام المنافسين في الدور الأول، ثم التعامل مع مباريات الدور الثاني كأنها نهائيات مبكرة.

ويأمل المنتخب الموريتاني أن يؤكد تطوره بتخطي دور المجموعات للمرة الأولى في مشاركته الثالثة، حيث قاده المدرب أمير عبدو من جزر القمر إلى التأهل بصعوبة، كما لا يمكن إغفال مفاجآت أنغولا. ويسعى المنتخب الموريتاني لتجاوز نقص خبرته على المستوى القاري، إذ ستكون مشاركته هذه المرة بنية بلوغ مباراة النهائي وتحقيق إنجاز غير مسبوق، خاصة أنه سار في منحى تصاعدي خلال السنوات الأخيرة عبر مشروع تبناه الاتحاد المحلي وعمل عليه مدربون متمرسون مثل الفرنسي كورنتين مارتينس قبل مغادرته.

◙ المنتخب الموريتاني يأمل أن يؤكد تطوره بتخطي دور المجموعات للمرة الأولى في مشاركته الثالثة
◙ المنتخب الموريتاني يأمل أن يؤكد تطوره بتخطي دور المجموعات للمرة الأولى في مشاركته الثالثة

ومع ارتفاع عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم إلى 24 بدلا من 16 منتخبا بداية من نسخة 2019، شهدت النسختان الماضيتان أربعة وجوه جديدة من بين المنتخبات المشاركة. ولكن مع إقامة البطولة بنفس العدد من المنتخبات للنسخة الثالثة على التوالي، ستخلو هذه النسخة المرتقبة في كوت ديفوار من الوجوه الجديدة، حيث سبق أن شاركت جميع المنتخبات الـ24 المتأهلة للنهائيات في البطولة عبر نسخ ماضية.

وخلال نسخة 2019، التي كانت الأولى بمشاركة 24 منتخبا، شاركت منتخبات مدغشقر وموريتانيا وبوروندي في النهائيات للمرة الأولى، كما شهدت النسخة الماضية عام 2021 مشاركة منتخب غامبيا للمرة الأولى في النهائيات.

وبعد ثلاث نسخ متتالية، شهدت كل نسخة منها مشاركة وجه واحد جديد على الأقل، ستخلو نسخة 2023، التي  ستستضيفها كوت ديفوار مطلع العام المقبل من الوجوه الجديدة. ومن بين جميع المنتخبات المتأهلة للنهائيات في النسخة المرتقبة، يتصدر المنتخب المصري قائمة الفرق  الأكثر مشاركة في النسخ الماضية بإجمالي 25 مشاركة سابقة، فيما سيخوض البطولة للمرة الـ26 في تاريخه من خلال النسخة الجديدة في كوت ديفوار.

ويستحوذ المنتخب المصري على الرقم القياسي في عدد المشاركات بالبطولة، ولا يقترب منه في المنتخبات الأخرى المشاركة في نسخة 2023 سوى المنتخب الإيفواري، الذي يخوض البطولة للمرة الـ25 كما يخوض المنتخب الغاني البطولة للمرة الـ24.

وعلى النقيض من ذلك سيكون منتخب غامبيا أقل المنتخبات المشاركة في هذه البطولة خبرة بالنهائيات، إذ يخوض الفريق البطولة للمرة الثانية فقط، حيث كانت مشاركته الوحيدة السابقة خلال النسخة الماضية، فقد كان ولا يزال أحدث الوجوه المنضمة إلى النهائيات. كما يخوض المنتخب الموريتاني النهائيات للنسخة الثالثة على التوالي أيضا منذ ظهوره الأول في نسخة 2019، فيما يخوض المنتخب التنزاني البطولة للنسخة الثالثة.

16