الهلال يتسلل إلى مقدمة الدوري السعودي المدجج بالنصر والاتحاد

الألماني ماتياس ياسله مفتاح عودة الهيبة لأهلي جدة.
الاثنين 2023/10/09
عودة التوازن

الرياض - ضرب أكثر الدوريات العربية إنفاقا في التاريخ موعدا جديدا مع هلال استعاد صدارة لم يخسرها أكثر من 48 ساعة أمام التعاون الذي استحق عن جدارة، وبعد مرور تسع مراحل، لقب الحصان الأسود. وذلك على وقع تأكيدات نجومه ومدربيه على دعمهم ترشح السعودية لاستضافة بطولة كأس العالم 2034. وعشية التوقف الدولي، بدا لافتا تسلل “سكري القصيم” إلى مشهد المقدمة المدجج بالأسماء الكبيرة، متفوقا على “نصر رونالدو” و”اتحاد بنزيمة” و”أهلي فيرمينيو”.

مستلهما من إصابة الرأس القوية التي تعرض لها في مطلع المباراة، ومصرا على متابعتها رغم النزيف الحاد، تصدر الإيفواري فرانك كيسييه المشهد، بعدما كافأته كرة القدم، ونصّبته صانعا لفوز أهلي جدة الثمين على جاره الاتحاد في ديربي عروس البحر الأحمر الذي أوفى بوعوده جماهيريا بحضور تجاوز الـ55 ألف متفرج ضاقت بهم مدرجات ملعب “الجوهرة المشعة”. ويقول مدرب “الراقي” الألماني ماتياس ياسله إن “العقلية القتالية انتصرت”، واصفا المباراة بـ”المجنونة”.

لكن تألق كيسييه الذي تجلى في اقتناصه هدفا يساريا جميلا، لم يكن ليترجم إلى نقاط ثلاث لولا براعة الحارس السنغالي إدوار مندي الذي ارتدى قفاز الإجادة، معوضا الإخفاقات الماضية ومغلقا شباكه المشرعة، عبر تصديه لتسديدات الفرنسي كريم بنزيمة ورفاقه الذين وصلت نسبة استحواذهم على الكرة إلى 62 في المئة.

نتيجة مؤسفة

رونالدو يخفق في قيادة النصر إلى فوز جديد
رونالدو يخفق في قيادة النصر إلى فوز جديد

بـ”نتيجة مؤسفة”، كما وصفها مدربه البرتغالي لويس كاسترو، أخفق مواطنه كريستيانو رونالدو في قيادة النصر إلى فوز سابع متوال، بعدما وقع في فخ تعادل بطعم الهزيمة أمام أبها الذي أذاق العالمي الكأس المُرة نفسها التي شرب منها الفريق الجنوبي في موسمي 2008 – 2009، و2020 – 2021، عندما كان النصر يدرك التعادل في الرمق الأخير.

وعلى وقع تجديد تعاقده مع نجمه سلطان الغنام حتى 2028، وعلى الرغم من استغلاله لعاملي الأرض والجمهور ومباغتة خصمه بهدف مبكر هو الأسرع هذا الموسم، عبر البرتغالي أوتافيو مونتيرو، وتعزيزه التقدم بهدف آخر عبر البرازيلي تاليسكا، فشل النصر في قيادة المباراة إلى بر الفوز الآمن بعدما غاب رونالدو متصدر الهدافين، وفي موقف نادر، عن التسجيل في شباك أبها، فاسحا المجال أمام الهداف الكاميروني كارل توكي إيكامبي لاقتناص التعادل.

لكن التعادل حسب كاسترو “لن يعيق شغفنا بمواصلة السعي لنيل لقب الدوري”، مضيفا “بدأنا بشكل جيد حتى منتصف الشوط الثاني، حيث فقدنا التوازن، والخصم كانت لديه فرصة للتعديل واستطاع ذلك في آخر الوقت”. النقطة الوحيدة كانت كافية لأبها بالنسبة إلى نجمه التونسي سعد بقير؛ فـ”بحكم الظروف التي مررنا بها أعتقد أن التعادل سيزيدنا ثقة، وشخصية الفريق ظهرت في العودة أمام فريق كبير كالنصر رغم تلقينا هدفا مبكرا”.

مرحلة محفوفة بالمخاطر

فرانك كيسييه يتألق رغم الإصابة
فرانك كيسييه يتألق رغم الإصابة

بغياب نجم نيمار، المُجاز للاحتفال بمولودته في البرازيل، لم يسمح الهلال لملاحقه التعاون بأكثر من 48 ساعة في صدارة الترتيب، بعد تحقيقه لفوز ثلاثي سهل على الأخدود، استعاد معه القيادة. وأكرم الزعيم وفادة جماهيره الكثيفة التي حضرت إلى نجران، فنجح في بث الطمأنينة في نفوسها مبكرا بعدما فك البرازيلي ميشال دلغادو صياما عن هز الشباك دام 500 دقيقة، ما فتح الطريق أمام الموج الأزرق لاجتياح دفاعات المضيف التي لم تقو على الصمود، مشرعة شباكها لثلاثية أبقت الأخدود في المنطقة الخطرة.

وقال دلغادو إن “الهلال يحتل المكان الطبيعي والمستحق في الصدارة”، فيما وصف مدربه البرتغالي جورجي جيزوس الانتصار بـ”المهم خارج ملعبنا”، موضحا أن “الفريق لعب بانضباط عال ما أدى إلى عدم وجود أي فرصة للأخدود”.

الإيفواري فرانك كيسييه تصدر المشهد، بعدما كافأته كرة القدم ونصّبته صانعا لفوز أهلي جدة الثمين على جاره الاتحاد

لكن مدرب فلامينغو البرازيلي السابق والذي بدا سعيدا بسبب عودة الجماهير إلى الهتاف باسمه مجددا، تخوف مما وصفه بـ”مرحلة محفوفة بالمخاطر لانضمام 18 لاعبا من فريقنا إلى منتخباتهم الوطنية”.

وفيما لفت جيزوس إلى أن علاقته بلاعبيه استثنائية واحترافية، وأن أغلب العناصر “دوليون” ولا يمكن أن يلعبوا جميعا في وقت واحد، أكد دلغادو أنه لاعب محترف، “لا يهم سواء لعبت كأساسي أو كبديل، سأحاول تقديم أفضل ما لدي في أي وقت لهذا النادي الذي أعطاني الكثير”. ولم تكن عناوين استهلال المرحلة التاسعة مطابقة لخلاصتها التي أفرزت صدارة كانت مطلوبة للهلال قبل الدخول في نافذة أكتوبر، مع يقين مدربه جيزوس بضرورة عدم الاستهانة بملاحقه التعاون الذي انفرد وحيدا بوصافة الترتيب، معززا رصيده بـ22 نقطة جمعها من سبعة انتصارات، اكتسح في آخرها الطائي بثلاثية بيضاء.

وهو تألق لخص أسبابه المدرب المجتهد البرازيلي بيركليس شاموسكا بقوله “النتائج تبدأ أولا من الرئيس الذي يعطينا الدعم، وثانيا أننا حافظنا على نفس فريق الموسم الماضي، وثالثا يأتي دورنا كجهاز فني”. وفيما كان “سكري القصيم” يمضي إلى حجز مكانه بين الأربعة الكبار كان الاتفاق، بقيادة مدربه الإنجليزي ستيفن جيرارد، يعاني خسارته الثانية هذا الموسم، أمام الفتح الذي تقدم عليه بفارق الأهداف في المركز السادس.

17