تأبين صامت لمصابيح أديسون التي أنارت العالم
مصباح أديسون الكهربائي المتوهج في طريقه ليصبح جزءا من الماضي، بعد أن قررت الولايات المتحدة حظر استخدامه، كما كتبت تسفيتانا باراسكوفا لموقع أويل برايس الأميركي.
واشنطن- بعد اعتمادها للإضاءة لأكثر من قرن، وضعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن اللمسات الأخيرة خلال السنة الحالية على قواعد جديدة للمصابيح الكهربائية ضمن حملتها للحفاظ على الطاقة، منهية بذلك عصر مصباح أديسون المتوهج.
وتحدد إحدى القواعد الحد الأدنى القياسي بـ45 لومن لكل وات في المصابيح الكهربائية. ولا يمكن للمصابيح المتوهجة تلبية حد السطوع الأدنى (توفر حوالي 15 لومن لكل وات)، ولا تستوفي بذلك المعيار الجديد ولم يعد مسموحا تصنيعها وبيعها في الولايات المتحدة من 1 أغسطس الماضي.
لكن استخدام المصابيح المتوهجة غير ممنوع، ولا يُحظر سوى تصنيع المصابيح ذات القوة الأقل من 45 لومن لكل وات. ويستثني الحظر الفعلي أضواء الأجهزة، وأضواء عيد الميلاد، والأضواء الكاشفة، وأضواء الأشعة تحت الحمراء، من بين أمور أخرى.
وتندرج قواعد إدارة بايدن ضمن إجراءات كفاءة الطاقة هذا العام، التي ستوفر مجتمعة 100 دولار للعائلات سنويا.
وبمجرد وضع قواعد المصابيح الكهربائية هذه، تتوقع وزارة الطاقة الأميركية أن يوفر المستهلكون ما يقرب من 3 مليارات دولار سنويا على فواتيرهم.
وتقول الإدارة إنه من المتوقع أن تؤدي القواعد إلى خفض انبعاثات الكربون بمقدار 222 مليون طن متري على مدار الثلاثين عاما القادمة، وهو ما يعادل الانبعاثات الناتجة عن 28 مليون منزل في عام واحد.
وانخفض استخدام المصابيح المتوهجة في الولايات المتحدة مع تحول المزيد من الأسر إلى الثنائيات الباعثة للضوء الموفرة للطاقة خلال السنوات الأخيرة.
222
مليون طن متري من انبعاثات الكربون يمكن تقليصها على مدار ثلاثين عاما في الولايات المتحدة
وارتفع استخدام الثنائيات الباعثة للضوء خلال السنوات الخمس الفاصلة بين 2015 و2020. وتقول إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن 47 في المئة من الأسر تحولت إلى استخدام التكنولوجيا الجديدة للإضاءة الداخلية خلال عام 2020.
وللمقارنة، لم تتجاوز حصة مصابيح الثنائيات الباعثة للضوء في الإضاءة الداخلية 4 في المئة خلال 2015.
وانطلقت العديد من البلدان في التخلص التدريجي من المصابيح الكهربائية المتوهجة منذ أكثر من عقد. وأصبحت مصابيح الثنائيات الباعثة للضوء الآن المهيمنة في الولايات المتحدة والعالم، وفقا للوكالة الدولية للطاقة.
وتعتمد حوالي 50 في المئة من مبيعات الإضاءة السكنية العالمية تقنية الثنائيات الباعثة للضوء.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة في تقريرها السنوي للإضاءة في يوليو 2023 إن العام الماضي شهد تقدما مستمرا في نشر مصابيح الثنائيات الباعثة للضوء وكفاءة الإضاءة.
واعتبر الإضاءة واحدة من قطاعات الطاقة القليلة التي تسير على طريق تحقيق صافي الانبعاثات الصفري بحلول 2050.
لكن الوكالة الدولية للطاقة تابعت “على الرغم من أن بعض الأسواق المتقدمة قد أدخلت لوائح جديدة تنص على البيع الحصري لمصابيح الثنائيات الباعثة للضوء عالية الكفاءة، إلا أن التقدم في هذا المجال يجب أن يستمر لضمان أن تتبعه جميع البلدان بحلول 2025، مع زيادة الكفاءة حتى 2030 للتوافق مع صافي الانبعاثات الصفري بحلول 2050”.
وقفزت مبيعات مصابيح الثنائيات الباعثة للضوء السكنية على الصعيد العالمي خلال السنوات الأخيرة، من حوالي 5 في المئة من السوق في 2013 إلى حوالي 50 في المئة سنة 2022. وتشكل مصابيح الثنائيات الباعثة للضوء المدمجة (مصباح واحد أو أكثر داخل الوحدة) حصة متزايدة.
وأشارت الوكالة الدولية للطاقة إلى أن “عددا من الأسواق المتقدمة، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا، كانت مسؤولة عن التوسع السريع في سوق وحدات الإنارة، كما أنشأت الصين قاعدة تصنيع محلية وعالمية كبيرة”.
وتحسن متوسط فعالية مصابيح الثنائيات الباعثة للضوء منذ 2010 بحوالي 4 لومن لكل وات سنويا. وتحقق أفضل التقنيات في فئتها الآن ما يزيد عن 200 لومن لكل وات، ولكنها تبقى أكثر كلفة.
استخدام المصابيح المتوهجة غير ممنوع، ولا يُحظر سوى تصنيع المصابيح ذات القوة الأقل من 45 لومن لكل وات
وقالت الوكالة الدولية للطاقة إن فعالية مصابيح الثنائيات الباعثة للضوء الجديدة تستمر في الارتفاع، لكنها تحتاج إلى الوصول إلى حوالي 140 لومن لكل وات بحلول 2030 للتوافق مع سيناريو صافي الصفر، والذي سيكون أعلى بنحو 30 في المئة من متوسط 2022.
وتغطي معايير الحد الأدنى من معايير أداء الطاقة ما يقرب من 80 في المئة من الاستهلاك المخصص للإضاءة في العالم. وترتفع النسبة إلى أكثر من 90 في المئة في أوروبا والولايات المتحدة والصين، وفقا للوكالة الدولية للطاقة.
ولا يمكن للمصابيح المتوهجة أن تلبي هذه المعايير خاصة عندما جعلت التكنولوجيا والابتكار الإضاءة فعالة وأقل كلفة منذ العصور الوسطى. وانخفض سعر الإضاءة بأكثر من 99.9 في المئة منذ سنة 1300، في حين قفزت الكفاءة بمقدار ألف ضعف منذ عام 1700، وفقا لموقع “عالمنا في البيانات”.
