يوروبا ليغ: ليفربول في مكان لا يرغب بالتواجد فيه

يستعد نادي ليفربول الإنجليزي لبدء مبارياته ضمن بطولة الدوري الأوروبي بمواجهة فريق لاسك لينز النمساوي، حيث يسعى الريدز بقيادة المدير الفني يورغن كلوب للفوز بتلك البطولة. فيما يغيب ليفربول عن دوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ أول موسم كامل يقود فيه كلوب الريدز في 2016-2017.
لندن - يجد الفريق الإنجليزي العريق ليفربول نفسه في مكان لا يرغب فيه بعدما اعتاد على أضواء دوري الأبطال، وإذا كانت المشاركة في "يوروبا ليغ" حلما بالنسبة إلى فريق برايتون، فإن مواطنه ليفربول الذي يحل ضيفا على لاسك النمساوي في المجموعة الخامسة التي تضم أيضا أونيون سان - جيلواز البلجيكي وتولوز الفرنسي، لا يرغب إطلاقا بالتواجد في هذا المكان لاسيما بعدما استعاد مكانته بين كبار القارة العجوز وشارك في مسابقتها الأهم دوري الأبطال في المواسم الستة الماضية وحتى أنه أحرز اللقب عام 2019 للمرة الأولى منذ 2005 والسادسة في تاريخه.
ويبدو فريق المدرب الألماني يورغن كلوب عازما على تجنب ما حصل معه الموسم الماضي حين حل خارج المراكز الأربعة الأولى المؤهلة إلى دوري الأبطال، بعدما بدأ الدوري الممتاز هذا الموسم بأربعة انتصارات وتعادل في المراحل الخمس الأولى.
بعدما كانت المشاركة القارية من الأمور التي لا يجرؤ مشجّعو برايتون الإنجليزي حتى على الحلم بها، يبدأ "النوارس" الخميس قصة أقرب إلى الخيال حين يستضيفون أيك أثينا اليوناني في مستهل مشوارهم في مسابقة "يوروبا ليغ" لكرة القدم.
وتعتبر زيارة أيك أثينا إلى ملعب “أميكس” في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية التي تضم البطلين السابقين لدوري الأبطال أياكس أمستردام الهولندي ومرسيليا الفرنسي، مناسبة لم يكن من الممكن تصورها في الأيام المظلمة، عندما بدا برايتون على وشك الانهيار. وكان برايتون في يوم من الأيام متهالكا مثل الرصيف الغربي الذي دمرته الحرائق على شاطئ الساحل الجنوبي للمدينة، لكنه الآن أصبح يمتلك أحد نماذج الأعمال الأكثر إثارة للإعجاب في كرة القدم العالمية.
أقرب إلى الخيال
تسعى الأندية إلى محاكاة قدرة برايتون على التجوال في الكرة الأرضية بحثا عن لاعبين شباب مغمورين مثل الإكوادوري مويسيس كايسيدو والأرجنتيني أليكسيس ماك أليستر والإسباني مارك كوكوريلا الذين تطوروا جميعا لكي يصبحوا كنزا للنادي بعدما تخلى عنهم في صفقات هائلة ضخمة مقارنة بما أنفقه لضمهم. وساعدت هذه السياسة المبتكرة النادي على تحدي الصعاب وصولا إلى مفاجأة الجميع بإنهاء الدوري الممتاز الموسم
الماضي في المركز السادس، ما شرّع الباب أمامه للمشاركة القارية الأولى في تاريخه. وأظهر برايتون أن ما حققه الموسم الماضي لم يكن وليد الصدفة، إذ بدأ هذا الموسم بقوة أيضا وأحرج مانشستر يونايتد السبت بإسقاطه في معقله “أولد ترافورد" بنتيجة 3-1.
◙ حلم برايتون تحول إلى حقيقة بقيادة المدرب الإيطالي روبرتو دي تزيربي الطامح إلى النقاط الثلاث في مستهل هذه المغامرة
وقال الرئيس التنفيذي للنادي بول باربر إن "هذا المشروع كان رائعا. هناك بالتأكيد الآن وعي أوسع في برايتون"، مضيفا "أحد الأندية الأوروبية التي تحدثت إليها يطلع على جميع مبارياتنا، ويجلس طاقمه التدريبي صباح كل اثنين لمشاهدتها (مباريات برايتون) منذ البداية حتى النهاية". إنه موقف قوة غير مسبوق لناد كان قبل 26 عاما على وشك الخروج من الدوري ولم يكن لديه ملعب خاص به.
وعندما تم تعيين ستيف غريت مدربا لبرايتون في ديسمبر 1996، كان الفريق متأخرا بفارق 11 نقطة عن قاع دوري المستوى الرابع، وكان الهبوط الكارثي إلى دوري الهواة يلوح في الأفق. وقال غريت عن مهمة الإنقاذ التي قام بها في برايتون "لم يكن الأمر يتعلق بالفوز بشيء ما. كان الأمر يتعلق أكثر برؤية ما إذا كان من الممكن إنقاذ شيء ما".
نجاح غريت في تجنيب برايتون كارثة الخروج من نظام الكرة الإنجليزية الاحترافية، لم يكن نهاية المشاكل بالنسبة إلى النادي إذ تم بيع ملعب “غولدستون غراوند” الذي كان معقل الفريق طيلة 95 عاما، بعدما ذهب ضحية التطوير العقاري عام 1997. وبعد أعوام من المشقة والترحال لخوض مبارياته البيتية بعيدا عن الديار، جاء الفرج على يد لاعب البوكر المحترف توني بلوم الذي اشترى النادي عام 2009، أي قبل عامين من افتتاح ملعبه الجديد القائم على مشارف المدينة.
وأعطت مراهنة بلوم على برايتون ثمارها، إذ وبعد غياب دام 34 عاما، صعد الفريق إلى دوري الأضواء عام 2017 في تجربة تحدّث عنها باربر، قائلا "منذ عام 1997 صعدنا 86 مركزا في الدوري. كانت كرة القدم الأوروبية حلما بعيد المنال بالنسبة إلى الجماهير في ذلك الوقت".
معنويات مرتفعة
لكن الحلم تحول الآن إلى حقيقة بقيادة المدرب الإيطالي روبرتو دي تزيربي الطامح إلى النقاط الثلاث في مستهل هذه المغامرة القارية التاريخية للفريق الذي يدرك أن أيك أثينا سيكون على الأرجح مفتاح منافسته على بطاقة التأهل المباشر إلى ثمن النهائي أو أقله نيل المركز الثاني المؤهل إلى الملحق، لاسيما في ظل وجود الخبيرين أياكس ومرسيليا في المجموعة.
وبعدما حلّ الموسم الماضي وصيفا للمتخصص في المسابقة إشبيلية الإسباني، يبدأ روما الإيطالي مشواره في المجموعة السابعة ضد مضيفه شريف تيراسبول المولدافي بمعنويات مرتفعة جدا، نتيجة الفوز الكاسح الذي حققه فريق المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الأحد في الدوري على إمبولي بسباعية نظيفة، بينها ثنائية للأرجنتيني باولو ديبالا وهدف أول للبلجيكي روميلو لوكاكو بألوان نادي العاصمة.
وبذلك، تنفس مورينيو الصعداء بعد بداية موسم كارثية، إذ دخل نادي العاصمة اللقاء وهو في المركز التاسع عشر قبل الأخير بنقطة واحدة فقط من ثلاث مباريات، لكنه استفاد من وضع ضيفه القابع في ذيل الترتيب من دون نقاط كي يحقق انتصاره الأول ويتحضر بشكل جيد للحلول ضيفا على شريف تيراسبول في مجموعة سلافيا براغ التشيكي وسيرفيت السويسري اللذين يتواجهان الخميس على أرض الأخير.
وفي سياق آخر وصل مشوار المدرب الإسباني مارسيلينو مع مرسيليا الفرنسي إلى نهايته على الأرجح، إذ لن يكون بصحبة الفريق في زيارته الخميس إلى هولندا لمواجهة أياكس في بداية مشواره في "يوروبا ليغ". وحسب وسائل إعلام سيترك مارسيلينو المنصب الذي استلمه هذا الصيف خلفا للكرواتي إيغور تودور من دون أن ينجح في كسب مودة جمهور الفريق، وسيستلم المهمة موقتا الثنائي بانشو أباردونادو اللاعب السابق في مرسيليا الذي يعمل حاليا ضمن الطاقم الفني، ودافيد فريو المدير الرياضي في النادي.