إسبانيا تغير تاريخ كأس العالم للسيدات

سيدني - توّج المنتخب الإسباني بكأس العالم للسيدات لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه بفوزه في المباراة النهائية على نظيره الإنجليزي 1 – 0، الأحد في سيدني.
وسجلت قائدة منتخب “لا روخا” أولغا كارمونا هدف الفوز في الدقيقة الـ29، فيما أهدرت زميلتها جينيفر هيرموسو ركلة جزاء صدتها حارسة “اللبؤات الثلاث” ماري إيربس. وأسكت مدرب إسبانيا خورخي فيلدا بفوزه في مونديال السيدات الذي أقيم في أستراليا ونيوزيلندا الانتقادات التي طالته العام الماضي جراء تمرد 15 لاعبة دولية نددن بأساليبه الصارمة.
وكانت 15 من لاعبات المنتخب الإسباني أكدن في سبتمبر الماضي رفضهن الاستمرار في صفوف الفريق حال استمرار خورخي فيلدا مديرا فنيا للفريق، ولكن الاتحاد الإسباني للعبة أكد دعمه للمدرب. وضمت قائمة المنتخب الإسباني في المونديال الحالي ثلاث لاعبات فقط من هذه اللاعبات الـ15.
وانتظرت إسبانيا مشاركتها الثالثة فقط بعد عامي 2015 و2019 لتظفر باللقب الغالي، بفوزها على إنجلترا أبرز المرشحات في المونديال.
وفرض المنتخب الإسباني تفوقه بفضل إبداعه الكروي وأسلوب لعبه الذي يعتمد على تمرير الكرة، متغلبا على خبرة الإنجليزيات اللواتي افتقدن للصفاء المعتاد. وسارت زميلات كارمونا على خطى منتخبي ما دون 17 عاما وما دون 20 عاما للسيدات المتوجين باللقب العالمي الغالي عام 2022.
وبدوره، خاض المنتخب الإنجليزي نهائي كأس العالم للمرة الأولى في مسيرته بعدما فشل في تجاوز نصف النهائي في مناسبتين، قبل أن يتوج بلقب كأس أوروبا العام الماضي، لكنه تعثر في الخطوة الأخيرة في سيدني.
مدرب إسبانيا خورخي فيلدا أسكت بفوزه في مونديال السيدات الانتقادات التي طالته العام الماضي جراء تمرد 15 لاعبة
وفشلت لاعبات المدربة الهولندية سارينا فيغمان في إحراز اللقب الذي طال انتظاره في بريطانيا، وتحديدا منذ فوز الرجال بمونديال 1966 الذي أقيم على أرضهم.
وعلى غرار عام 2019 مع هولندا، اكتفت فيغمان بلقب الوصافة في كأس العالم، بعد فوزها بلقب قاري أوروبي.
تفوقت الجماعية والأداء الفني والمهاري على القوة البدنية، ليتوج منتخب إسبانيا بكأس العالم للسيدات، لأول مرة في تاريخه. رغم الخسارة، إلا أن المنتخب الإنجليزي كانت انطلاقته أفضل وأقوى، حيث تميز فريق المدربة سارينا فيغمان، بالقوة والسرعة والشراسة في الضغط لاستخلاص الكرة. لكن منتخب إنجلترا افتقد الجماعية نسبيا، حيث جاءت أغلب محاولاته باجتهاد فردي من رأس الحربة لورين هيمب، التي حرمتها العارضة من هز الشباك. لم تجد هيمب معاونة كافية من الثنائي الهجومي، أليسيا روسو وإيلا تون، أو انطلاقات راشيل دالي ولوسي برونز على جانبي الملعب.
أما خورخي فيلدا، المدير الفني لمنتخب إسبانيا، فقد نجح في تشكيل توليفة جماعية مميزة من الرباعي الهجومي سلمى بارايويلو وجينيفر هيرموسو وأيتانا بونماتي، وماريونا كالدينتي. كما لمعت بشدة أولجا كارمونا لاعبة ريال مدريد، التي شغلت مركز الظهير الأيسر، حيث انطلقت كالفراشة وسجلت هدفا، وصنعت عددا من الفرص الخطيرة، وتميزت أيضا في التغطية الدفاعية. حاولت فيغمان مدربة منتخب إنجلترا تنشيط الهجوم في الشوط الثاني، وبدا أفضل نسبيا بنزول لورين جيمس مكان آليسيا روسو. إلا أن المربع الذهبي لمنتخب إسبانيا مع فراشة ريال مدريد كانوا الأكثر انسجاما، ووصلوا إلى المرمى كثيرا.
تألقت الحارسة الإنجليزية ماري إيربس، لاعبة مانشستر يونايتد، وتصدت للعديد من المحاولات، منها ركلة جزاء، أهدرتها جينيفر هيرموسو. لم يتفوق المنتخب الإسباني هجوميا فقط، بل كانت الحارسة الإسبانية، كاتا كول لاعبة برشلونة، صامدة أمام الضغط الإنجليزي. وأجادت كول في توجيه الرباعي الدفاعي أمام سيل الكرات العرضية العالية خاصة مع امتداد اللقاء أكثر من 15 دقيقة كوقت بدل ضائع.