هل غادرت السفيرة رومانوسكي العراق؟

هل ستقف السفيرة ألينا رومانوسكي التي يثير غيابها قلق الساسة في العراق ويتزامن مع عقوبات أميركية على الاقتصاد العراقي أمام الكونغرس لإطلاعه على ما يدور في أروقة السياسة بالمنطقة الخضراء؟
السبت 2023/07/29
غياب يثير عديد التساؤلات

أكثر من شهر مضى على غياب السفيرة الأميركية في العراق عن لقاءات المسؤولين والزعامات العراقية، ومعروف أنه لم يغادر أي سفير أميركي الأراضي العراقية منذ عام 2003 وحتى هذا اليوم.

هل غادرت السفيرة ألينا رومانوسكي الأراضي العراقية عائدة إلى وطنها، بعد أن امتلأت حقائبها بتقارير مجساتها واستنتاج خبرتها العملية في الـ”سي.آي.أي” (CIA) حول واقع ومستقبل العراق؟

ألينا رومانوسكي سفيرة فوق العادة مُنحت صلاحيات الحكومة الأميركية في قراراتها الموجهة للحكومة العراقية.

محمد شياع السوداني هو رئيس الوزراء العراقي الوحيد الذي لم تُكتب له فرصة زيارة البيت الأبيض ولقاء الرئيس الأميركي جو بايدن، ربما بسبب إخفاقه في تنفيذ الشروط الأميركية التي وضعتها أمامه رومانوسكي، ومنها تحجيم دور الحشد الشعبي والابتعاد عن المحور الصيني وإخضاع العراق للتطبيع مع إسرائيل.

غياب رومانوسكي عن المشهد السياسي العراقي كل هذه المدة يوحي أن هناك ما يدور في أقبية السياسة الأميركية يتعلق بالمشهد العراقي، والخشية أن يكون مزيداً من الفوضى والإرباك

على الأرجح كما يعتقد البعض أن رومانوسكي غادرت الأراضي العراقية، وهي مستاءة من العمل السياسي لحكومة السوداني التي شكّلها الإطار التنسيقي الذي يضم ميليشيات مسلحة تتشارك في حكومة جالس أغلب وزرائها ومسؤوليها، صغيرهم وكبيرهم، السفيرة رومانوسكي إلّا وزراء الفصائل المسلحة.

الخشية من افتقاد رومانوسكي هو أن تحمل مفاجآت للعراقيين متعلقة بواقعهم السياسي، فالسيدة المدربة مخابراتياً والتي جمعت معلومات حتى عن الواقع الرياضي في العراق، حين نزلت إلى الملعب وهي ترتدي الملابس الرياضية لحضور مباراة كرة القدم بين فريق مشترك من لاعبات كرة القدم الهواة من سفارات الولايات المتحدة وفرنسا وأستراليا ضد فريق نسائي عراقي. كانت مباراة كرة قدم وديّة واستعراضية لم يحضرها متفرجون لأنه لم يتم الإعلان عنها، في إيحاء فسّره المراقبون أن أميركا ليست وحدها في الساحة العراقية، وإنما هي من يقود تحالفا دوليا برئاستها.

غياب السفيرة الأميركية رومانوسكي هذه الفترة يُثير قلق ساسة المنطقة الخضراء، يتزامن هذا الغياب مع العقوبات الأميركية المتوالية على الاقتصاد العراقي، حتى إني أعتقد أن المعلومات التي توفرت للخزانة الأميركية والبنك الفيدرالي عن عمليات تهريب الدولار وغسيل الأموال كانت من ضمن الملفات التي احتوتها حقائب رومانوسكي وهي تغادر بغداد.

هل ستقف رومانوسكي أمام الكونغرس الأميركي لإطلاعه على ما يدور في أروقة السياسة بالمنطقة الخضراء؟ لا يُستبعد هذا الفعل خصوصاً مع تسلسل الأحداث السياسية التي بدأت مع اختفاء المواطنة الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف المتهمة بالتجسس، والتي دخلت العراق بجواز سفر روسي، وتبعتها الاحتجاجات التي رافقت حرق نسخة من القرآن واقتحام السفارة السويدية، إلى العقوبات التي فرضها البنك الفيدرالي على أربعة عشر مصرفاً عراقياً لقيامها بعمليات غسيل أموال، ويتوقع أن تطال العقوبات مصارف أخرى في قادم الأيام.

غياب رومانوسكي عن المشهد السياسي العراقي كل هذه المدة يوحي أن هناك ما يدور في أقبية السياسة الأميركية يتعلق بالمشهد العراقي، والخشية أن يكون مزيداً من الفوضى والإرباك لبلد لا يحتاج إلى هذا المزيج لأنه غارق أصلاً في قعر الانهيار.

9