السماء ليست حدنا.. إنها ملعبنا.. وفرصتنا

رالي الطائرات فائقة الخفة في تونس تقليد جديد يشد أنظار العالم.
الأحد 2023/06/18
تجربة جديدة على درب العالمية

تحوّل رالي الطائرات فائقة الخفّة في تونس إلى تقليد يستقطب المشاركين والمتابعين من مختلف أنحاء العالم، بما يفتح أمام البلاد فرصة جديدة في مجال تطوير السياحة الرياضية والتحوّل إلى منصة دولية تحتضن سباقات الرياضات الجوية، وفي ذلك رافد اقتصادي هام، فضلا عن الترويج السياحي.

تونس - انتظمت الدورة السادسة من الرالي الدولي للطائرات فائقة الخفّة من الخامس والعشرين من مايو إلى السادس من يونيو الجاري بقبلي بمشاركة 50 طيارا من عدة جنسيات. وأوضح رئيس الجامعة التونسية للرياضات الجوية والأنشطة التابعة ماهر العطار في تصريح صحفي أن هذا الرالي الذي ينتظم تحت إشراف وزارة الشباب والرياضة وبالشراكة مع وزارات النقل والداخلية والدفاع الوطني، سيشهد مشاركة 27 طائرة فائقة الخفة يستعملها أكثر من 50 متسابقا من فرنسا وإنجلترا وإيطاليا وألمانيا وبلجيكا.

كما أشار المصدر ذاته إلى أن الرالي سيزور عدة مناطق من الجمهورية على غرار سليانة وزغوان وتوزر وقبلي وجرجيس من أجل تنظيم عدة سباقات رياضية باستعمال هذه الطائرات، وهو الهدف الرئيسي من هذه التظاهرة التي تحمل أيضا بعدا سياحيا يرمي إلى التعريف بمختلف هذه المناطق وخاصة الصحراوية منها بالجنوب التونسي.

وأضاف العطار أن هذه الأنواع الجديدة من الرياضات التي تزور الكثير من مناطق الجمهورية تساهم إلى حد بعيد في دعم الاقتصاد الوطني، خاصة وأنها تشهد مشاركة عدد من الرياضيين ميسوري الحال الذين ينفقون بالعملة الصعبة لتنظيم هذه التظاهرات الرياضية السياحية. وقد نجحت الجامعة في كسب تحدّي إنجاح هذه الدورة وتثبيت الرياضات الجوية في تونس رغم بعض العراقيل وحالة الطقس ومقتل مشاركين فرنسيين في حادث تصادم طائرتيهما.

ماهر عطار: الأنواع الجديدة من الرياضات تساهم إلى حد بعيد في دعم الاقتصاد الوطني
ماهر عطار: الأنواع الجديدة من الرياضات تساهم إلى حد بعيد في دعم الاقتصاد الوطني

ووفق ماهر عطار رئيس الجامعة التونسية للرياضات الجوية والأنشطة التابعة، شارك في هذه الدورة 27 طيارا جاؤوا من إنجلترا وألمانيا وفرنسا وبلجيكيا وإيطاليا وسويسرا، بينما كان عدد المشاركين أقل في الدورات السابقة، ففي سنتي 2021 و2022 مثلا كان عددهم 25 طيارا. ونفى رئيس الجامعة التونسية للرياضات الجوية والأنشطة التابعة مسؤولية الجامعة في حادث سقوط طائرتين خفيفتين، فيما أوضح المتحدث باسم الحماية المدنية معز طريعة أن "حادث تصادم بين طائرتين وقع في منطقة شط الجريد وأسفر عن مقتل فرنسيين اثنين وإصابة اثنين آخرين".

وعلى إثر هذا الحادث توقف الرالي لأربعة أيام ليستأنف نشاطه بعد ذلك انطلاقا من مطار توزر نفطة الدولي في اتجاه جرجيس لإتمام المراحل المتبقية من السباق بمشاركة 24 طيارا. وفي حديث على هامش المهرجان، أكّد ماهر عطار أن إقبال أبناء الجهات التي زاروها، بالإضافة إلى متابعين جاؤوا خصيصا لمواكبة السباق، يدلّ على نجاح التظاهرة الرياضية ويدفع نحو ترسيخها كمهرجان دولي ذي أبعاد رياضية وسياحية وثقافية على غرار مهرجان دوز الدولي.

في الوقت الذي تتحدث فيه تقارير عن نجاحات تونسية في صناعة وتسويق الطائرات الخفيفة، يأتي هذا المهرجان ليدعم هذا النجاح، وهو ما يؤكده عطار، لافتا إلى أن “هذه الأنواع الجديدة من الرياضات التي تزور الكثير من مناطق البلاد تساهم في دعم الاقتصاد خاصة أنها تشهد مشاركة رياضيين ينفقون بالعملة الصعبة لتنظيم هذه التظاهرات ذات الجمهور المتنوع والتي تلاقي إقبالا كبيرا".

وأضاف “نحن نؤسّس لتقاليد جديدة والسباق إنجاز كبير يعود بالمنفعة إلى الاقتصاد، وستمكن الخبرة التي يكتسبها المنظمون من دورة إلى أخرى من الوصول بتونس لتكون منصّة لمسابقات دولية في مجال الرياضات الجوية وسباقات الطائرات الخفيفة، هي في ظاهرها فعالية رياضيّة ولكنها تحمل بين طيّاتها أبعادا أوسع.. السماء ليست حدنا.. إنها ملعبنا.. وفرصتنا".

ترويج هام

◙ إعجاب لافت
◙ إعجاب لافت 

بمناسبة ترسيم شط الجريد في لائحة التراث العالمي لليونسكو، تعكفت الجامعة التونسية للرياضات الجوية والأنشطة التابعة قريبا على القيام بتظاهرة للتعريف بهذه المنطقة من أجل الترويج لهذا الحدث الهامّ والمزيد من التعريف بتونس وجعلها قبلة للسياحة الثقافية.

بالمناسبة التقت العديد من وسائل الإعلام  ماهر عطار رئيس الجامعة التونسية للرياضات الجوية والأنشطة التابعة، وكان حدث الاحتفال بترسيم شط الجريد في لائحة التراث العالمي لليونسكو من خلال تظاهرة كأس الجريد للطائرات فائقة الخفة محور اللقاء، علما بأنّ الجامعة كانت قامت منذ بضعة أشهر وبحضور مكثّف للإعلام الغربي وطيارين بالتحليق فوق شطّ الجريد والتعريف بهذا المعلم الطبيعي والحضاري ضمن معالم أخرى بالجنوب التونسي وبمختلف أنحاء الجمهورية.

من إنجازات الجامعة خلال هذه الفترة القصيرة تأسيس الجامعة لأنّه قبل سنتين لم يكن هناك وجود لجامعة تونسية للرياضات الجوية والأنشطة التابعة، بل كان الأمر حلما صعبا ومثّل للبعض مزحة نظرا لثقل حجم جامعة بمواصفات عالمية، ولكنّ الحلم تحقّق وأصبحت للجامعة مكانة وصيت على الساحة الدولية.

◙ "المستحيل ليس تونسيا" بهذا يؤمن الجميع وبدأت الجامعة في طور العمل وتحقيق الأهداف
◙ "المستحيل ليس تونسيا" بهذا يؤمن الجميع وبدأت الجامعة في طور العمل وتحقيق الأهداف

المستحيل ليس تونسيا، بهذا يؤمن الجميع وبدأت الجامعة في طور العمل وتحقيق الأهداف التي يعتبر أهمّها بالنسبة إلى جل الأطراف إرساء تقاليد الرياضات الجوية والتعريف بها وخلق جمعيات خاصة بها على كامل تراب الجمهورية.

نجحت الجماعة التونسية في تكوين طيّار مدرّب هو محمد رشيد العويتي والذي يعتبر مدرّب الجامعة وأتمّ بنجاح تربّصه بفرنسا تحت رعاية الجامعة الفرنسية للطائرات فائقة الخفة. وقال ماهر عطار “كوّننا الجمعيات وأدخلنا تخصّصات لم تكن موجودة في البلاد على غرار البقاع المغطّاة التي تسمح بإدخال طائرات نموذجية يتمّ التحكم فيها عن بعد في قاعات مغطاة وجوبا".

وصرح رئيس الجامعة التونسية للرياضات الجوية والأنشطة التابعة قائلا “قمنا بإبرام وتوقيع عقد شراكة بيننا وبين الجامعة الفرنسية للطيران فائق الخفة أثناء حضور وفد عن الجامعة برئاسة السيد بيار هنري لوبيز، علما بأنّ الجامعة الفرنسية للطيران فائق الخفة تعدّ من أكبر الجامعات الدولية ويبلغ عدد منخرطيها 18 ألف طيار. كما أبرمنا اتفاقية أخرى مع الجامعة الفرنسية للمظلات.

وتكتسي هاتان الشراكتان مكانة كبرى على العديد من الأصعدة ومنها الرياضي والثقافي والاقتصادي وباعتبار أن الجامعة مرفق عمومي خاص يهتم بالأساس بالرياضات الجوية إلا أنّها ذات العديد من الأبعاد ومنها البعد الرياضي الذي يتمثل في إرساء تقاليد الطيران فائق الخفة كرياضة لها مكانتها ومتابعوها وجمهورها في بلادنا، إضافة إلى البعد الاقتصادي حيث إنّ أنشطتها من شأنها أن تخلق نمطا سياحيا جديدا. وتتجسّد علاقة الشراكة في تشجيع الطيارين الفرنسيين وجلبهم إلى تونس بصفة مسترسلة ومستديمة، باعتبار أنّ تونس قريبة جغرافيا من فرنسا وذات مناخ وطبيعة جغرافية مناسبين للقيام بالأنشطة الرياضية الجوية".

وتابع "أقمنا منذ فترة تظاهرة كبرى لاقت الرواج الإعلامي على الصعيد الفرنسي والدولي، إلا أنّها وعلى الرغم من نجاحها الرياضي والجماهيري في الخارج فإنّها لم تجد رواجا إعلاميا كبيرا في تونس، وللتذكير فإنّنا أقمنا دورة تونس للطائرات فائقة الخفة حضرها حوالي 32 طيّارا على متن 17 طائرة، ولعلّ الطريف في هذا الحدث أنّ 11 طائرة قد قطعت البحر المتوسط باتّجاه بلادنا وهذه سابقة أولى في تاريخ بلادنا، علما وأن 6 طائرات قد حطّت في طبرقة، فيما حطّت خمس طائرات من بينها في مطار النفيضة الدولي، إضافة إلى خمس طائرات أخرى قدمت عبر البواخر وحطّت بمنطقة زغوان، وخلال تجمّعها شاركنا في إعطاء إشارة الانطلاق لتكون هذه السنة سنة وطنية للطفولة بحضور السيدة نزيهة العبيدي، وأطلقنا المناطيد والكرات المضيئة في افتتاحية التظاهرة. وكانت الأجواء أكثر من رائعة".

الحضور العالمي

◙ تجربة تاريخية
◙ تجربة تاريخية

وأكد عطار أن "الضيوف انبهروا بمستوى التنظيم وبجمال طبيعة بلادنا ومواقعها الجغرافية والتاريخية والأثرية وكان لمشاركتهم في التظاهرة أجمل الأثر، وقد وصلتنا رسالة شكر وتقدير من رئيس الجامعة الفرنسية للطائرات فائقة الخفة. وقد حضر رئيس من مقاطعة فرنسية تابعة للفيدرالية.

كما حضر رئيس الجامعة الفرنسية رفقة مرافقين له، إضافة إلى رئيس الاتحاد العربي والأفريقي للرياضات الجوية. كما حضرت رئيسة الجامعة الفرنسية للمظلات مع مرافقين لها، ومن بينهم المدير الفنّي لدى وزارة الشباب الفرنسية وهو بالمناسبة بطل عالمي للطيران بالمظلاّت.

◙ الجامعة التونسية نجحت في كسب تحدّي إنجاح هذه الدورة وتثبيت الرياضات الجوية في تونس رغم بعض العراقيل

كما حضرت مندوبة عن غوغل إيرث وقامت بتصوير موقع شطّ الجريد بعد أن حلّقت بالطائرة واكتشفته وأعجبت به، إضافة إلى مواقع أخرى، وربّما كان لرأيها ولنشاطها وترويجها لشط الجريد خصوصا أثر في تصنيف شطّ الجريد ضمن لائحة التراث العالمي لليونسكو. كجامعة سعدنا بنجاح التظاهرة وحققنا الهدف الذي أردنا الوصول إليه خاصّة وأنّ جامعتنا لفتت إليها الأنظار الدولية وأصبح لها صدى عالميا وتمّ تصنيفنا ضمن أحسن الفيدراليات على الساحة العربية والأفريقية والدولية".

وتابع “الجامعة التونسية لديها برنامج في تكوين الطيارين في اختصاصات مظلات المحرك وهي في انتظار الدعم لشراء تجهيزات. كما نعكف على دراسة اتفاقيات مع الجامعة الفرنسية للطائرات النموذجية ومع الاتحاد الليبي للرياضات الجهوية والاتحادية الجزائرية للرياضات الجوية مع فتح المجال لإبرام اتفاقيات تعاون وشراكة مع الجامعة الروسية للرياضات الجوية.

الهدف هو تكوين ورسكلة ودعم الجمعيات الناشئة المنخرطة بالجامعة والتي أصبح لها حضور مكثّف في جلّ ولايات الجمهورية. وتهدف الجامعة إلى تكوين منتخبات وحكّام ومدربين وإدارة فنّية بصفة عامة وتنظيم مسابقات وطنية في القطاع. الكل يرجو أن يحظى بدعم أفضل من سلطة الإشراف كما نرجو أن يشارك رجال الأعمال في دعم جهود الجميع نحو التأسيس لتقاليد الرياضات الجوية".

وأوضح "في الواقع يظلّ الدعم أبرز حتياجات الجماعة التونسية من أجل تحقيق بقيّة الأهداف. أما ما تبقّى من عراقيل فهو غير ذات قيمة ومجرّد نشاز وتشويش على مسار الجامعة وأمر لا يستحقّ الذكر أو الحصر. نحن نؤسّس لتقاليد جديدة في البلاد، لذا فنحن نخوض سباقا ضدّ الزمن، ضدّ الساعة، وضدّ الإمكانيات والتيارات السلبية، ونقف في قلب ساحة معركة حضارية بالأساس لإرساء قيم في ظاهرها رياضيّة، ولكن في باطنها ثقافية وفكرية تستهدف بناء العقول وتسمو بها نحو سماء أرحب".

◙ تحد جديد نخوضه بثبات
◙ شكر وامتنان يعززان الثقة بالمستقبل 

16