الثأر يحفز الأهلي المصري لمواجهة الوداد المغربي

القاهرة - يستضيف الأهلي المصري نظيره الوداد المغربي اليوم الأحد في ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا، على ملعب القاهرة الدولي. وكانت بداية النادي الأهلي في دوري أبطال أفريقيا عصيبة، فقد كان معرضا للخروج من دور المجموعات للمرة الأولى منذ سنوات، لكنه تأهل إلى الدور الثاني بسيناريو لم يتوقعه أكثر المتفائلين، قبل تخطي الرجاء والترجي في ربع ونصف نهائي المسابقة القارية.

على الجانب الآخر، تأهل الوداد بتصدره لمجموعته بخسارة مباراة واحدة فقط، وأقصى سيمبا التنزاني بركلات الترجيح من ربع النهائي، وتخطى في نصف النهائي صن داونز الجنوب أفريقي الذي كان المرشح الأوفر حظا للفوز باللقب. ويستمر غياب الثنائي أكرم توفيق وكريم فؤاد لمواصلة التأهيل من الإصابة بالرباط الصليبي التي لحقت بهما في وقتٍ سابق، ويغيب رامي ربيعة للإصابة في الكتف.

وتعرض أيضا الثنائي محمد الشناوي وعلي لطفي للإصابة مؤخرا، وتحوم الشكوك حول مشاركتهما بذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا 2023 على أقل تقدير، وذلك بجانب حمدي فتحي الذي أصيب بالتدريبات منذ أيام، ويغيب أيضا محمد الضاوي كريستو لمشاركته مع منتخب تونس للشباب في كأس العالم تحت 20 عاما.

ويعد بيرسي تاو أحد أبرز نجوم الأهلي، ويعول عليه السويسري مارسيل كولر مدرب المارد الأحمر، لصنع الفارق خصوصا وأنه يمر بأفضل حالاته الفنية هذا الموسم. وساهم الجنوب أفريقي مع الأهلي في دوري الأبطال بالنسخة الحالية في 9 أهداف بعد أن لعب 10 مباريات، مسجلا 4 أهداف وصنع 5 أخرى. ويبحث تاو عن الثأر من الوداد وذلك بعد خسارة نهائي النسخة الماضية أمام الفريق البيضاوي، بجانب خروجه أمامه في ربع النهائي بنسخة 2017.

ولعب بيرسي تاو بقميص صن داونز أمام الوداد في ربع نهائي نسخة 2017، وانتهت مباراة الذهاب (1 – 0) للفريق الجنوب أفريقي. فيما فاز الوداد (1 – 0) في مباراة الإياب، وتم الاحتكام إلى ركلات الترجيح ليطيح الفريق المغربي بأحلام تاو ورفاقه خارج دوري الأبطال. ووجه الوداد صدمة قوية أخرى لتاو في نهائي دوري الأبطال بالنسخة الماضية، حين حصد الفريق المغربي اللقب عقب فوزه على الأهلي (2-0).

مواجهات سابقة

خاض الوداد 10 مواجهات سابقة على الملاعب المصرية قبل المواجهة المرتقبة اليوم الأحد، وحقق انتصارا وحيدا وتلقى 5 هزائم وتعادل في 4 مباريات. كانت الزيارة الأولى للوداد إلى مصر لخوض مباراة رسمية يوم 7 فبراير 2003 ولعب ضد الزمالك بملعب القاهرة في كأس السوبر الأفريقي، وتلقى الوداد الهزيمة بنتيجة (1 – 3) بعدما سجل محمد عبدالواحد وحازم إمام وعبدالحليم ثلاثية الزمالك وأحرز الإيفواري جويليمي داه زادي هدف الوداد.

ولعب الوداد ضد مضيفه الإسماعيلي في ذهاب دور الـ16 الإضافي ببطولة كأس الكونفدرالية الأفريقية 2007، وخسر الفريق المغربي (2 – 0) عن طريق أحمد سمير فرج ومحمد عبد الواحد. وحل الوداد ضيفا للمرة الثالثة يوم 3 مارس 2008 ولعب ضد طلائع الجيش في مرحلة المجموعات لدوري أبطال العرب وتعادلا دون أهداف على ملعب جهاز الرياضة العسكري بالقاهرة.

وذهب الوداد لمواجهة الأهلي بملعب الكلية الحربية يوم 17 يوليو 2011 في مرحلة المجموعات بدوري أبطال أفريقيا. وتعادل الفريقان بنتيجة (3 – 3) في لقاء سجل خلاله للأهلي عماد متعب ووائل جمعة والموريتاني دومينيك دا سيلفا وأحرز للوداد شريف عبدالفضيل في مرماه ومحسن ياجور (هدفين).

الوداد عاد لزيارة مصر ولكن هذه المرحلة لعب في ملعب برج العرب بالإسكندرية وواجه الأهلي وتعادلا دون أهداف في مرحلة المجموعات بدوري أبطال أفريقيا عام 2016. وعاد الوداد لمواجهة الزمالك في نفس النسخة بمباراة ذهاب نصف النهائي وتلقى الهزيمة برباعية دون رد سجلها شيكابالا وأيمن حفني ومصطفى فتحي وباسم مرسي.

ولعب الوداد ضد الأهلي بملعب برج العرب في مرحلة المجموعات بدوري أبطال أفريقيا عام 2017 وخسر بنتيجة (0 – 2)، ثم عاد لمواجهة الفريق الأحمر في ذهاب الدور النهائي لنفس النسخة وتعادلا بنتيجة (1 – 1) وأحرز للأهلي مؤمن زكريا وسجل للوداد أشرف بنشرقي.

وحل الوداد ضيفا على الأهلي بملعب القاهرة في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا عام 2020 وخسر الفريق المغربي بنتيجة (1 – 3) وسجل للأهلي مروان محسن وحسين الشحات وياسر إبراهيم وأحرز للوداد زهير المترجي. وكانت الزيارة الأخيرة للوداد في الملاعب المصرية بملعب القاهرة، وتحديدا أمام الزمالك بمرحلة المجموعات بدوري أبطال أفريقيا عام 2022 وفاز بهدف سجله يحيى جبران من ضربة جزاء.

وتقابل الأهلي ضد الوداد 11 مرة في دوري الأبطال، بواقع 4 انتصارات للفريق المصري، مع فوز الوداد في 3 مباريات، وحسم التعادل 4 مواجهات. وسجل لاعبو الأهلي 13 هدفا في شباك الوداد، مقابل اهتزاز شباكه 11 مرة. ويعد زهير المترجي، هداف مباريات الفريقين برصيد 3 أهداف، متفوقا بفارق هدف عن الثلاثي محسن ياجور ووليد الكرتي ومؤمن زكريا.

وخاض الأهلي 6 مباريات ضد الوداد في دور المجموعات، مقابل مواجهتين في نصف النهائي، و3 مباريات في النهائي الأفريقي. المواجهة الأولى بين الأهلي والوداد كانت في دور المجموعات لنسخة 2011، وانتهت مباراة الذهاب بالتعادل 3 – 3 في القاهرة، قبل التعادل 1 – 1 في المغرب.

وخرج الأهلي وقتها من دوري أبطال أفريقيا، مقابل تأهل الوداد البيضاوي والترجي التونسي للمربع الذهبي. المواجهة الأخيرة بين الفريقين، كانت في الموسم الماضي، في نهائي البطولة بالمغرب، وانتهت المباراة بفوز الوداد 2 – 0 من توقيع زهير المترجي. وخسر الأهلي، نهائي نسخة 2017 أمام الوداد البيضاوي، بعد التعادل ذهابا 1 – 1 في مصر، والخسارة في المغرب بهدف دون رد.

سلاح الجماهير

إلى جانب القدرات الفنية للاعبي الأهلي الذين تصاعد مستواهم بقوة في الأدوار الإقصائية، وثبات مدربه الذي استفاق من صدمة الخسارة من صن داونز، يعول الفريق الأحمر على جماهيره التي دائما ما تصنع الحدث في المباريات المهمة والمصيرية. وسعى الأهلي بكل قوة منذ تحديد طرفي النهائي وموعد اللقاء من أجل ضمان أكبر حضور جماهيري ممكن بطلب السعة الكاملة، ثم السعي نحو زيادة العدد بعد تخصيص 20 ألف مشجع ليصل العدد النهائي لـ50 ألف مشجع.

منذ يومه الأول طالب السويسري مارسيل كولر المدير الفني للأهلي بحضور جماهيري كبير، بل كان سببا رئيسيا في تحفيز ودعم الجماهير للحضور بكثافة في المباريات. وأكد كولر في أكثر من مناسبة على ضرورة حضور الجماهير بقوله في تصريحات سابقة “دون الجمهور نفقد قوة كبيرة ونحن في حاجة شديدة إلى جمهور الأهلي في كل مباراة”. كما ساعدت مناشدات كولر الجماهير على الحضور بعدما انتقد نقص عددهم في بعض المباريات بقوله “لديّ رسالة إلى جماهير الأهلي.. الجمهور يقل مباراة بعد أخرى، ونحن نحتاج إلى الجماهير في كل لقاء نخوضه".

كما حرص كولر على التفاعل مع الحضور الجماهيري في المباريات الكبيرة وتوجيه الشكر للجماهير بالقول “أتمنى أن أرى حضوركم بهذا الشكل الأسطوري كل مباراة، فمن أجلكم تلعب كرة القدم، شكرا جزيلا وأتمنى أن أكون دوما سببا لإسعادكم".

واستطاع الأهلي الاستفادة من جماهيره هذا الموسم في المباريات المهمة والحاسمة، وكان أبرزها لقاء الهلال السوداني في الجولة الأخيرة من دور المجموعات والتي كانت فاصلة في تأهله لربع النهائي. وحشد الأهلي جماهيره في مواجهة الهلال واستطاع الفوز 3 – 0 ليخطف بطاقة التأهل وهو ما انتزع إشادة مارسيل كولر عقب اللقاء.

كما تكرر الموقف مرة أخرى في ربع النهائي والذي ساعد الفريق على تحقيق الفوز في الذهاب بهدفين دون رد، قبل أن يتعادل في الإياب سلبيا ويخطف بطاقة التأهل. وأكد سعد شلبي المدير التنفيذي للأهلي في تصريحات تلفزيونية أن جماهير ناديه لها مذاق خاص وداعم ورئيسي في الانتصارات، وهو ما دفع الإدارة أكثر للرغبة في تواجد عدد كبير من الجماهير في المباريات وخصوصا أمام الوداد، لتأثيرهم الكبير على اللاعبين وهو ما ينتظره في لقاء اليوم الأحد.

ويمنح ملعب القاهرة الملقب بملعب الرعب من أنصار الأحمر قوة كبيرة، وهو ما يساهم في استضافة المباريات بعدد جماهيري كبير. ويرجع لعب الأهلي في ملعب القاهرة وترك ملعب السلام للسويسري مارسيل كولر الذي اشتكى كثيرا من أرضية ملعب السلام وهو ما يساهم في تحسين جودة لعب الفريق الأحمر بجانب الأداء الفني.

كما يعيد اللعب في ملعب القاهرة بحضور جماهيري كبير ذكريات جيدة للأهلي أبرزها نهائي 2008 أمام القطن الكاميروني ونهائي الكونفدرالية 2014 أمام سيوي سبورت، بجانب السوبر الإفريقي أمام الصفاقسي، خصوصا وأن السنوات الأخيرة لعب الأهلي المباريات النهائية خارج أرضه فضلا عن نهائي القرن أمام الزمالك في حضور جماهيري ضعيف اقتصر على الدعوات لعدد معين من أنصار الفريقين.

وكشف يحيي جبران عميد نادي الوداد البيضاوي عن الهدف الأسمى له و لبقية زملائه من رحلة الفريق صوب القاهرة لملاقاة نادي الأهلي. وقال جبران في تصريح إعلامي إن التركيز كله من أجل العودة بنتيجة ايجابية وطيبة، تبقي فرص الفريق قائمة في مباراة الإياب بالدار البيضاء من أجل حسم التتويج والإبقاء على الكأس بالمغرب  للنسخة الثانية تواليا.

وأضاف “نقدر المنافس بشكل كبير ونعلم قوته وتحديدا داخل قواعده، إلا أننا جاهزون وتحضيراتنا تمت بكيفية مثالية والهدف هو العودة بنتيجة مطمئنة تجعلنا نلعب مباراة الإياب في الدار البيضاء بأريحية أكبر، وتصعب عليهم المهمة كثيرا". وتابع عميد الوداد "نعرف عنهم الكثير مثلما يعرفون أدق التفاصيل عن الوداد، مثل هذه المباريات تتطلب الهدوء والتحلي بالحكمة، وهذا ما اشتغلنا عليه ونتمنى أن نصل إلى يوم المباراة ونحن في أفضل حال، وجماهير الوداد تنتظر منا الكثير وقد وعدناهم بأن نقدم مباراة كبيرة بالقاهرة".

تاريخ قوي

تمتلك الكرتان المغربية والمصرية تاريخا قويا في نهائي دوري أبطال أفريقيا، بدأت كلها في النظام الجديد للبطولة، الذي استحدث في 1997. سلط الاتحاد الأفريقي “كاف”، الضوء على زهير المترجي، لاعب الوداد الرياضي لكرة القدم، معتبرا إياه “أحد أهم ركائز الفريق”، ويعول عليه في مباراة النهائي وأنه يتطلع إلى “تكرار سيناريو الموسم الماضي”، حين أحرز هدفين في مرمى الفريق المصري، في المباراة النهائية.

وقال الاتحاد في تقرير له عن زهير المترجي، إن الأخير “أحد أبرز العناصر التي تشكل قوة هجوم الوداد”، مشيرا إلى أن البلجيكي سفين فاندنبروك، مدرب الفريق، يعول عليه كثيرا في ذهاب وإياب نهائي دوري أبطال إفريقيا يومي 4 و11 يونيو 2023.

وتابع الاتحاد الأفريقي "تتجه الأنظار، بشكل أكبر، خلال مباراتي النهائي، نحو المهاجم، زهير المترجي، الذي يسعى لتكرار سيناريو الموسم الفارط، حينما تألق في نهائي دوري الأبطال لموسم 2021 – 2022، أمام الأهلي المصري، وأحرز ثنائية في النهائي الذي لعب خلال مباراة واحدة في مدينة الدار البيضاء وانتهى بنتيجة 2 – 0، حيث سجل المترجي آنذاك هدفي فريقه في الدقيقتين 15 و48 من عمر اللقاء، ليهدي اللقب الغالي للوداد، وينصّب نفسه رجل المباراة من دون منازع".

وأضاف "الكاف" أن الجماهير المغربية عامة وجماهير الوداد خاصة، "تأمل في رؤية، صاحب 27 سنة، يتألق خلال نهائي دوري الأبطال، ويساهم في تتويج النادي باللقب الرابع في المنافسة القارية، خاصة وأنه يبقى أحد أهم مفاتيح اللعب في الوداد البيضاوي".