خيبات ليفربول تحرم محمد صلاح من سباق أبطال أوروبا

تأكدت رسميا مشاركة ليفربول ونجمه المصري محمد صلاح في بطولة يوروبا ليغ الموسم المقبل، بعد موسم محبط خرج فيه من بين الأربعة الكبار في الدوري الإنجليزي الممتاز، وابتعد عن البطولة الأكبر، دوري أبطال أوروبا. وطالب عدد من جماهير ليفربول على وسائل التواصل الاجتماعي، الفريق بتحقيق البطولة باعتبارها أقل بكثير من دوري الأبطال. لكن هذه النظرية قد تكون بعيدة عن الواقع، فالبطولة الأوروبية التي ظفر بها ليفربول في 2019 معقدة جدا، وقد تكون أكثر تعقيدا حتى من دوري الأبطال.
القاهرة - يستعد النجم الدولي المصري محمد صلاح، جناح فريق ليفربول الإنجليزي لكرة القدم، لخوض موسم غير معتاد في مسيرته الاحترافية الموسم القادم، الذي يشهد غيابه عن أضواء بطولة دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في مشواره بالخارج.
وعجز ليفربول عن التأهل لدوري الأبطال الموسم المقبل، بعدما فشل في التواجد ضمن المراكز الأربعة الأولى بجدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، المؤهلة للمسابقة القارية، في الموسم الحالي. وقضى مانشستر يونايتد على آخر آمال ليفربول في اللعب بدوري الأبطال، بعدما حسم تواجده في المراكز الأربعة الأولى بترتيب الدوري الإنجليزي هذا الموسم، عقب فوزه الكاسح 4 – 1 على ضيفه تشيلسي، في مباراة مؤجلة من المرحلة الـ32 للمسابقة.
وتأكد إنهاء ليفربول مسيرته في الدوري الإنجليزي هذا الموسم وهو في المركز الخامس، حيث يمتلك 66 نقطة من 37 لقاء، قبل خوض مباراته الختامية أمام مضيفه ساوثهامبتون (متذيل الترتيب) الأحد. ويبتعد ليفربول بفارق 4 نقاط خلف نيوكاسل يونايتد، صاحب المركز الرابع الآن، ليكتفي فريق المدرب الألماني يورغن كلوب بالمشاركة في بطولة الدوري الأوروبي الموسم القادم، ويفقد مقعده الدائم في دوري الأبطال، الذي ظل محجوزا له منذ موسم 2017 – 2018.
وستشارك 4 أندية من الدوري الإنجليزي في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل وهي مانشستر سيتي (البطل) وأرسنال (الوصيف)، ومانشستر يونايتد ونيوكاسل، صاحبا المركزين الثالث والرابع على الترتيب حاليا، ليبتعد صلاح عن البطولة الأهم والأقوى على مستوى الأندية الأوروبية بعد 10 مواسم قضاها في ملاعب القارة العجوز.
تعرض ليفربول للكثير من الكبوات خلال مشواره بالدوري الإنجليزي هذا الموسم، الذي شهد خسارته أمام العديد من الأندية المتعثرة مثل نوتينغهام فورست، العائد إلى المسابقة بعد سنوات طويلة قضاها في الدرجات الدنيا، وليدز يونايتد، الذي أصبح على مشارف الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى (تشامبيون شيب) بوجوده في المركز قبل الأخير حاليا، وبورنموث، الذي ظل مهددا بوداع البطولة حتى المراحل الأخيرة، وكذلك وولفرهامبتون وبرينتفورد.
كما خسر ليفربول أيضا أمام مانشستر يونايتد وأرسنال ومانشستر سيتي، وسقط في فخ التعادل أمام عدد من أندية منتصف الجدول مثل فولهام وكريستال بالاس وفولهام وأستون فيلا. وبصفة عامة، حقق ليفربول 19 فوزا مقابل 9 تعادلات و9 هزائم، خلال مبارياته الـ37 التي لعبها حتى الآن في البطولة العريقة.
إخفاق تاريخي
كان ليفربول أنهى الموسم الماضي في المركز الثاني وهو في جعبته 92 نقطة خلال مسيرته بالبطولة، أي بفارق 23 نقطة عن الرصيد الذي ربما يصل إليه في حال فوزه على ساوثهامبتون في ختام الموسم. كما أضاع ليفربول فرصة التواجد بدوري الأبطال الموسم المقبل، بعدما ودع النسخة الحالية للمسابقة من دور الـ16 عقب خسارته أمام ريال مدريد الإسباني في مباراتي الذهاب والعودة.
وخسر ليفربول 2 – 5 على ملعبه أمام الريال في مباراة الذهاب، قبل أن يسقط مجددا أمام الفريق الملكي بالخسارة 0 – 1 في لقاء الإياب. وكان بإمكان رفاق صلاح المشاركة بدوري الأبطال حتى في حال فشلهم في التواجد ضمن المراكز الأربعة الأولى بالدوري الإنجليزي، وذلك إذا توجوا بلقب البطولة القارية هذا الموسم، حيث تسمح لائحة دوري أبطال أوروبا بمشاركة الفريق الفائز باللقب في النسخة التالية للمسابقة.
وللمرة الأولى، يغيب محمد صلاح عن دوري الأبطال منذ بدء مشواره الاحترافي بالخارج، عندما انضم إلى صفوف بازل السويسري مطلع موسم 2012 – 2013، حيث كان دائم الظهور في مباريات المسابقة سواء بالأدوار التأهيلية أو مرحلة المجموعات. وخلال المواسم العشرة الماضية، شارك محمد صلاح في دوري أبطال أوروبا مع فرق بازل وروما الإيطالي وتشيلسي وليفربول الإنجليزيين، حيث خاض 10 مباريات بالأدوار التأهيلية للبطولة أحرز خلالها 4 أهداف وصنع هدفين لزملائه.
في المقابل، لعب صلاح 79 مباراة في دوري الأبطال بدءا من مرحلة المجموعات مع جميع الفرق التي دافع عن ألوانها، سجل فيها 44 هدفا، ليتقاسم الرقم القياسي كأكثر اللاعبين الأفارقة تسجيلا للأهداف في البطولة مع الإيفواري المعتزل ديدييه دروغبا، فيما يشترك معه في المركز الـ14 بقائمة الهدافين التاريخيين لدوري الأبطال بصفة عامة.
وشارك صلاح في مناسبتين فقط في دوري الأبطال من الأدوار التأهيلية، قبل أن ينتقل للعب في الدوري الأوروبي، حيث كانت المرة الأولى موسم 2013 – 2014 مع بازل، والثانية كانت بقميص روما موسم 2016 – 2017، وبخلاف ذلك شارك نجم ليفربول في باقي المواسم بداية من دور المجموعات.
ورغم تأكيدات رامي عباس، محامي صلاح، منذ عدة أشهر، على رغبة موكله في البقاء مع ليفربول الموسم المقبل، حتى في حال فشل الفريق في المشاركة بدوري الأبطال، من المؤكد أن تدور الكثير من التكهنات خلال الفترة المقبلة بشأن مستقبل “الملك المصري”، كما تطلق عليه جماهير ليفربول داخل قلعة آنفيلد.
وهناك العديد من الأندية التي تسعى للظفر بخدمات قائد منتخب (الفراعنة) في الموسم المقبل، يأتي في مقدمتها باريس سان جيرمان الفرنسي، الذي يحتاج إلى حصد نقطة واحدة فقط للتتويج بلقب الدوري الفرنسي هذا الموسم، لاسيما في ظل التقارير التي تؤكد رحيل الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي عن ملعب “حديقة الأمراء” خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة. وربما تلوح في الأفق مجموعة من الفرق الأخرى التي ستبدي اهتماما بضم اللاعب، الذي حطم العديد من الأرقام القياسية خلال مشواره المذهل مع ليفربول، والذي بدأ موسم 2017 – 2018.
قال المصري محمد صلاح مهاجم ليفربول إنه “منزعج تماما” من الفشل في التأهل لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم الموسم المقبل وإن النادي خذل جماهيره. وقال صلاح على حسابه في تويتر “أنا محطم تماما. ليس هناك أي عذر على الإطلاق لذلك. كان لدينا كل ما نحتاجه للوصول إلى دوري أبطال أوروبا العام المقبل وفشلنا. نحن ليفربول والتأهل لهذه البطولة هو الحد الأدنى. أنا أسف ولكن لا يزال الوقت مبكرا على منشور متفائل. لقد خذلنا أنفسنا وخذلنا الجماهير”.
دون مستوى التوقعات
أكد يورغن كلوب، المدير الفني لفريق ليفربول الإنجليزي لكرة القدم، أن فريقه لم يرتق إلى مستوى التوقعات هذا الموسم، وأكد أنه ليست لديه مشكلة مع ما ذكره نجم الفريق المصري محمد صلاح بأن ليفربول خذل جماهيره.
وكان كلوب استسلم بالفعل لعدم اللعب في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، وأكد أنه كان يعتقد حتى إن الوصول إلى المركز الخامس غير ممكن قبل المباريات العشر المتتالية التي تفادى فيها الفريق الخسارة، والتي تضمنت تحقيق 7 انتصارات. وقال كلوب “كان وصفا طبيعيا لوضعه، لشعوره، وفي هذه اللحظة مباشرة عقب المباراة فهو محق، إنها ليست اللحظة الفورية التي ترسل فيها رسائل تدعو إلى التفاؤل”. وأضاف “لكني رأيته في قاعة الطعام وكان يضحك. لم أعلم السبب لأنني لم أسأله، ولكنه لم يكن في حالة مزاجية سيئة. هذا كل ما في الأمر".
◙ يورغن كلوب، المدير الفني لليفربول الإنجليزي، أكد أن فريقه لم يرتق إلى مستوى التوقعات هذا الموسم
وتابع "لم نقدم ما أراده الجميع، أو توقعه، ولكننا مازلنا متحدين حقا، هذا هو الأمر الطيب في كل ما حدث”. وأكد “الحالة ليست سيئة داخل غرفة خلع الملابس. تعلمنا كيفية التعامل مع الوضع. لم ننقسم في لحظة بين المدرب والفريق، وهو شيء مساعد للغاية". وأكمل "منذ فترة طويلة كان واضحا من نقطة معينة أن هذا الموسم لن يكون جيدا تاريخيا. ارتكبنا أخطاء، لم نقدم كثيرا العروض المنتظرة، ولم تكن هناك استمرارية كافية".
وأوضح “لم نوجه أصابع الاتهام. كل هذا جيد. إذا لم تتأهل لدوري الأبطال، فإن أفضل مكان يمكنك إنهاء الدوري به هو المركز الخامس، وهذا ما فعلناه”. وأكد “إذا سألتني قبل 10 مباريات إذا كان هذا ممكنا، كنت سأجيب بالنفي. ما فعله اللاعبون أمر جيد ولكنه ليس مثاليا. لم ننه الدوري في المركز الخامس بسبب المباريات العشر الأخيرة، أنهينا الموسم في هذا المركز لأننا كنا نفتقد للاستمرارية قبلها".
بطولة يوروباليغ بها دور أكثر من دوري الأبطال، وهو دور "الملحق" الذي يضع أصحاب المركز الثاني في المجموعات مع أصحاب المركز الثالث في مجموعات دوري الأبطال، هذا الدور يسبق دور الـ16. هذا الدور يضيف حملا إضافيا على الأندية التي لا تتصدر مجموعتها، وقد يعني تأجيل مباريات في الدوري المحلي. بطولة يوروباليغ تشمل أندية أكثر من أوروبا الشرقية، على عكس دوري الأبطال الذي يجمع دول أوروبا الغربية بشكل أكبر. اللعب في مباريات عديدة في شرق أوروبا له مصاعب كبيرة، منها رحلات الطيران المرهقة، وسوء الأحوال الجوية، والجماهير العدائية.
مواعيد مباريات البطولة يوم الخميس، وهو يوم مزعج جدا للمدربين، لأنه يكون قريبا من عطلة نهاية الأسبوع (السبت والأحد)، حيث مباريات الدوري المحتدمة. مباريات الخميس تؤثر سلبا على الفرق التي تخوض الدوري بلا شك، وسيتعين على ليفربول موازنة التشكيلة والاعتماد على مبدأ المداورة لتجنب الإصابات.
جدول مزدحم
بطولة يوروباليغ تمتاز بالمفاجآت، وتدخلها الفرق جميعها بروح "كل شيء ممكن". هذه العقلية تنبت من إنجازات الأندية المتوسطة التي ظفرت باللقب في السابق، مثل شاختار دونيتسك وإنتراخت فرانكفورت وفينورد وغيرها الكثير. على عكس دوري الأبطال، حيث تنهش "الرهبة" من عزيمة الفرق المتوسطة والصغيرة، خاصة أمام فرق خبيرة بالبطولة مثل بايرن ميونخ وريال مدريد، في يوروباليغ يختلف الأمر تماما، وممكن للفرق المتألقة أوروبيا أن تسقط في ليلة ممطرة من ليالي اليوروبا.
◙ الدولي المصري محمد صلاح مهاجم فريق ليفربول الإنجليزي قال إنه منزعج تماما من الفشل في التأهل لسباق دوري أبطال أوروبا
الدوري الأوروبي لم يعد سبة في جبين الأبطال، فكثيرون سبقوا الليفر في المشاركة في هذه البطولة التي تحمل التصنيف الثاني في أوروبا، وليس مانشستر يونايتد نفسه الذي أطاح بآمال ليفربول ليلة الخميس ببعيد، حيث اعتاد في السنوات الأخيرة أن يكون ضيفا دائما في هذه البطولة، بل وحقق لقبها رفقة مورينيو وعمت الأفراح والليالي الملاح جماهير الأولد ترافورد.
وبات من الطبيعي مشاهدة أبطال الصفوة الأوروبية من قبل وفي مقدمتهم برشلونة ومعه ميلان وجاره الإنتر وروما إضافة إلى أرسنال الذي كاد أن يحقق لقب البريميرليغ الحالي، حتى إن البطولة لم تعد مجرد ظل للأبطال بمشاركة هذه الفرق الكبيرة. نعم.. الدوري الأوروبي لا يمكن أن يصل إلى طموح ليفربول، ولكنه أفضل بكثير من الغياب عن كل البطولات، وهو حال تشيلسي الذي حمل الكأس ذا الأذنين الموسم قبل الماضي، وتوتنهام الذي وصل النهائي قبل 4 مواسم، وكلاهما خرجا من مولد الموسم الحالي بلا أي حمص.
الدوري الأوروبي بطولة باتت تحمل الكثير من الأهمية للفرق الكبيرة خاصة التي تتأهل بشكل مباشر، ولا تهبط من الأبطال مع نهاية دور المجموعات، وتبقى متمسكة بطموح المنافسة دون إحباط، وهو ما جعل اللقب أكثر صعوبة عليها، حيث شاهدنا في الموسم الحالي الخروج المتتالي لبرشلونة وأرسنال ويوفنتوس واليونايتد، فكان الوصول إلى النهائي كلاسيكيا بحضور إشبيلية المتخصص في هذه البطولة رغم مصارعته على المركز العاشر محليا، مع روما الذي بالكاد وصل إلى المركز السادس بعد خصم 10 نقاط ليوفنتوس في الكالتشيو.