هل يقدر بوروسيا دورتموند على كسر هيمنة البايرن

يتطلع فريق بوروسيا دورتموند إلى تحقيق الفوز على حساب ضيفه ماينز اليوم السبت في الجولة الأخيرة من الدوري الألماني من أجل التتويج بلقب الدوري وإنهاء هيمنة بايرن ميونخ التي استمرت في المواسم العشرة الماضية. ويكفي بوروسيا دورتموند الفوز أمام ماينز بأي نتيجة للتتويج، بغض النظر عما ستسفر عنه مباراة بايرن ميونخ، أمام مضيفه كولون.
برلين - يقترب بوروسيا دورتموند من التتويج بطلا لألمانيا للمرة التاسعة في تاريخه عندما يستضيف ماينز في المرحلة الرابعة والثلاثين الختامية من الموسم السبت، ليضع أخيرا نهاية لسطوة بايرن ميونخ التي استمرت عقدا من الزمن.
يتصدّر دورتموند الترتيب بفارق نقطتين عن بايرن (70 مقابل 68)، وسيتوج بطلا للمرة الأولى منذ 2012 في حال فوزه، أما أي انزلاق مقابل انتصار بايرن ضد المضيف كولن فيعني اللقب الحادي العشر تواليا للعملاق البافاري. وفي حال تعادلهما في النقاط، سيكون اللقب من نصيب البافاري كونه يتفوق بفارق الأهداف عن غريمه (+53 مقابل +39).
وكان دورتموند أهدر تقدما وصل إلى تسع نقاط في موسم 2018 – 2019 بقيادة المدرب السويسري لوسيان فافر قبل أن يخسر اللقب بفارق نقطتين. وفي حين يبدو بايرن على مشارف إنهاء موسمه خالي الوفاض للمرة الأولى منذ 2011 – 2012، أكد توماس مولر الذي حقق لقب الدوري في الأعوام العشرة الأخيرة، للجماهير عبر حسابه على إنستغرام أن “كل شيء لا يزال ممكنا”.
وتحوم الشكوك حول مشاركة الدولي الإنجليزي جود بيلينغهام مع دورتموند في مباراة اللقب لعدم تعافيه بالكامل من آلام في الركبة منذ المباراة التي فاز بها فريقه على بوروسيا مونشنغلادباخ 5 – 2 في المرحلة قبل الماضية، وغاب عن الانتصار الأخير ضد أوغسبورغ.
وأشارت الصحافة الإسبانية والألمانية إلى أن لاعب الوسط الواعد في مفاوضات متقدمة مع ريال مدريد، لذا قد يخوض مباراته الأخيرة بقميص دورتموند السبت ويختتم مشواره مع الفريق الأسود والأصفر بلقب الدوري بعد ثلاثة مواسم من وصوله إلى منطقة الرور.
فقدان التركيز

دعا إدين ترزيتش مدرب دورتموند فريقه إلى عدم فقدان التركيز قبل مباراة واحدة “لم ننه المهمة بعد ولكننا جاهزون للقيام بالخطوة الأخيرة. كفريق، كناد، كمدينة”. وخطف دورتموند الصدارة في المرحلة الماضية بعد انتصاره على مضيفه أوغسبورغ 3 – 0 في اليوم التالي لخسارة بايرن على أرضه ضد لايبزغ 3 – 1.
أطلقت صحيفة “زودوتشي تسايتونغ” الألمانية على ترزيتش لقب “أفضل مدرب لدورتموند منذ يورغن كلوب” الذي قاد الفريق إلى آخر لقبيه في 2011 و2012، مما يضع الرجل البالغ 40 عاما في المقدمة أمام مدرب بايرن ميونخ الحالي توماس توخيل الذي أشرف على دورتموند بين 2015 و2017.
وتحوّل موسم بايرن إلى كابوس منذ إقالة يوليان ناغلسمان المفاجئة وتعيين توخيل، فبعد أن كان لا يزال ينافس على الثلاثية بإقصائه باريس سان جرمان الفرنسي من دوري أبطال أوروبا، أقصي من المسابقة القارية على يد مانشستر سيتي الإنجليزي في ربع النهائي وخرج من الكأس المحلية في ربع النهائي أمام فرايبورغ وخسر صدارة الدوري.
أصبح المدرب إدين ترزيتش المولود في منطقة دورتموند لأبوين من يوغوسلافيا، على مشارف الانضمام إلى أساطير بوروسيا بقيادته إلى لقب بطولة ألمانيا في كرة القدم التي يأمل أن يمنحها السبت لناديه المفضل.
الشكوك تحوم حول مشاركة جود بيلينغهام مع دورتموند في مباراة اللقب لعدم تعافيه بالكامل من آلام في الركبة
ظهرت صورة مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر مشجعا لبوروسيا دورتموند بقبعة سوداء مشدودة على رأسه ووشاح للنادي مربوط حول عنقه وبدلة رياضية رمادية وصفراء على كتفيه وابتسامة على شفتيه.
في الثاني عشر من مايو 2012، عندما كان يقترب من الثلاثينات من عمره، أخذ ترزيتش مكانه في مدرج أنصار دورتموند في الملعب الأولمبي في العاصمة برلين. فريق قلبه، بوروسيا دورتموند، هزم بايرن ميونخ في المباراة النهائية لمسابقة الكأس المحلية (5 – 2). كتب ألتراس النادي وقتها على لافتة “كونوا أبطالنا”.
بعد 11 عاما، أصبح ترزيتش هو من يستعد لارتداء زي البطل، على خطى أسطورة نادي الرور، يورغن كلوب، كخليفة جدير لآخر مدرب لدورتموند احتفل بلقب الدوري في عام 2012.
بعد ظهر السبت، في قلعة سيغنال إيدونا بارك، سيضع ترزيتش حدا لعشر سنوات من الهيمنة المستمرة للعملاق البافاري على البطولة الألمانية في حال تمكن لاعبوه من الفوز على ضيفهم ماينز في المرحلة الرابعة والثلاثين الأخيرة.
ضربة معلم
ستكون ضربة معلم في سن الأربعين للمدرب في أول موسم كامل له على مقاعد البدلاء في بوروسيا. إنجاز أفضل من توماس توخيل والمدربين الأربعة الآخرين الذين خلفوا بعضهم البعض في دورتموند منذ رحيل كلوب في صيف 2015.
آخر ممثل للجيل الموهوب من المديرين الفنيين الألمان الذي يجسّده كلوب، توخيل أو يوليان ناغلسمان، أنهى ترزيتش الذي يحمل الجنسية الكرواتية أيضا، مسيرته كلاعب في فرق الهواة في وقت مبكر جدا وتحول إلى عالم التدريب.
ولد إدين في ميندن على الحدود الجنوبية – الشرقية لمنطقة دورتموند الحضرية في عام 1982. وسرعان ما أصبحت كرة القدم شغفه في أوائل التسعينات التي شهدت حرب البلقان التي أثرت على طفولته – في منزلهم في ميندن، حيث كانوا يرحّبون بانتظام باللاجئين، وحيث توفّي عمه في النزاع.
كان والده يصطحبه مع شقيقه لمشاهدة مباريات البوندسليغا في منطقة الرور. لم يكن بإمكان مشجع بوروسيا أن يحلم بشكل أفضل عندما عرض عليه هانيس وولف الذي أصبح صديقه منذ أن كان في ناد للهواة، أن يصبح مساعده في فرق دورتموند للشباب. بعد ثلاث سنوات، انتقل للعمل تحت جناح المدرب الكرواتي سلافن بيليتش في تجربتين كمساعد في الخارج مع بشيكتاش التركي ووست هام يونايتد الإنجليزي قبل العودة إلى دورتموند.
عندما استدعي لإنقاذ بوروسيا دورتموند في ديسمبر 2020 كي يحل محل السويسري لوسيان فافر المقال من منصبه، نجح في إعادة التوازن إلى الفريق وقاده إلى حجز بطاقة لمسابقة دوري أبطال أوروبا وقبل كل شيء الفوز بلقب الكأس المحلية في مايو 2021.
بعد هذا الإنجاز الأول، ترك مكانه لماركو روزه الذي حل محله بعد موسم في صيف عام 2022. خصَّص المدرب المعشوق من جماهير بوروسيا دورتموند جزءا من رسالته لهم خلال توقيعه قبل عام واحد فقط، عقدا للإشراف على الإدارة الفنية للفريق حتى صيف عام 2025 “دعونا نشعر بالجوع كما لم نكن في أي وقت مضى. لنعمل معا بجد أكثر من أي وقت مضى. لنكن أكثر صخبا كما كنا دائما. لذلك، أنا متأكد من أنه في يوم من الأيام ستتاح لنا الفرصة للاحتفال كما لم يحدث من قبل”.