جاك غريليش يكسب ثقة غوارديولا

مانشستر (المملكة المتحدة) - بدأ جاك غريليش، أغلى لاعب كرة قدم إنجليزي في التاريخ، بالارتقاء إلى مستوى التوقعات بعد إنفاق مانشستر سيتي 100 مليون جنيه إسترليني (124 مليون دولار أميركي) لضمه واستهلال مشواره بموسم للنسيان في ملعب الاتحاد.
ويبحث رجال المدرب الإسباني بيب غوارديولا عن ثلاثية خارقة: بطولة إنجلترا، دوري أبطال أوروبا وكأس إنجلترا، فيما يقدّم غريليش مستويات ثابتة منذ انتهاء كأس العالم في قطر في ديسمبر الماضي. ويخوض سيتي مباراة مفصلية اليوم الأربعاء ضد أرسنال المتصدر في البريميرليغ، محاولا تقليص الفارق إلى نقطتين، علما أنه يملك في جعبته مباراتين مؤجلتين.
ورغم ارتباطه بالرقم القياسي لقيمة انتقاله من أستون فيلا عام 2021، أمضى غريليش معظم موسمه الأول على مقاعد البدلاء، عندما أنهى سيتي الدوري متفوقاً بفارق نقطة يتيمة على ليفربول، ليتوّج للمرة الرابعة في خمس سنوات. بعد 12 شهراً من التأقلم مع أساليب غوارديولا، كسب اللاعب الدولي ثقة المدرب الكتالوني الفذّ.
وقال المدرب المتطلب "يخوض موسما جيدا بحق. لكن في الوقت عينه، وكما يعلم جيدا، نرغب بالمزيد". وتابع مدرب برشلونة وبايرن ميونخ الألماني السابق "بات يعتقد الآن أنه جزء من المنظومة. ربما اعتقدَ عندما وصل 'لست جيدا بما فيه الكفاية بعد إحراز الفريق البريميرليغ'".
وأردف "في بعض الأحيان يتأقلم اللاعبون فورا، وفي أحيان أخرى يحتاجون إلى المزيد من الوقت. لم يأت جاك إلى هنا من أجل موسم واحد، بل سيبقى هنا لوقت طويل. هو لاعب هام بالنسبة إلينا". لكن في ظاهر الأمر لا تتناغم شخصية الرجلين. ويُعرف عن غوارديولا شدّة اهتمامه بالتفاصيل، فيما يبقى غريليش من اللاعبين القلائل عشّاق الصخب خارج المستطيل الأخضر.
وتصدّر ابن السابعة والعشرين العناوين في احتفالات سيتي باللقب، قبل ظهوره خلال رحلة صاخبة في جزيرة إيبيزا الإسبانية انتشرت صورها على مواقع التواصل الاجتماعي. في الآونة الأخيرة، أقرّ غريليش بطلب خمسة أطباق صينية بعد كل مباراة.
رغم ذلك، أشاد غوارديولا هذا الأسبوع باحترافيته لضمان الإبقاء على جهوزيته في المسار المستقيم الأخير لسيتي قبل نهاية الموسم حيث يغرق في جدول مزدحم من المباريات. واستهل غريليش كل المباريات الـ12 الأخيرة لسيتي في الدوري، بالإضافة إلى مبارياته الأربع في الأدوار الإقصائية من دوري أبطال أوروبا. وعن دوره المتطوّر هذا الموسم قال الشهر الماضي "في مخيلتي، تساعدني ثقة بيب على اكتساب الثقة في المباريات الكبرى".
وتابع “أشعر بأنني أقوم بردّ الدين له، قمت بدوري، قمت به بشكل جيّد. وأعتقد أنه يبقيني في الفريق لهذا السبب”. وبدأ غريليش يعطي النتائج المطلوبة في المناسبات الكبرى، على غرار هدف التقدم في ملعب أرسنال في ذهاب الدوري في فبراير الماضي، قبل انتهاء المباراة بالفوز 3 – 1.
وسجّل أيضا في مرمى مانشستر يونايتد وليفربول، لكن مردود خمسة أهداف و10 تمريرات حاسمة لا يزال بعيدا عن توقعات ضمه مقابل مئة مليون جنيه. ولا ينظر غوارديولا فقط للإحصائيات، بل إلى مساهمته باللعب الجماعي في الأشهر الأخيرة.
وكانت الظروف ستكون مختلفة لو لم يقطع كامل الملعب لحرمان المصري محمد صلاح من رفع النتيجة إلى 2 – 0 الشهر الماضي في ملعب الاتحاد، فيما كان أرسنال يحلق في الصدارة بفارق ثماني نقاط. بدلا من ذلك، خرج سيتي فائزا 4-1، كما قدّم مستويات جيدة للتخلص من بايرن ميونخ في ربع نهائي دوري الأبطال. وكان سيتي متقدما 1-0 ذهابا، قبل أن يضغط غريليش على قلب الدفاع الفرنسي دايو أوباميكانو ويجبره على الوقوع في خطأ مميت.
وأضاف غوارديولا "يلعب اللاعبون اليوم من أجل الإحصائيات لكنه أكبر خطأ يمكن ارتكابه". وتابع "الإحصائيات هي جزء من المعلومات بحوزتنا، لكن يوجد لاعبون ليسوا في الإحصائيات ويساعدون الفريق على اللعب جيدا. الأمر يتعلق بطبيعة لعبك إذا قدمت كل ما لديك، أن تساعد رفاقك على إنجاح القطاعين الدفاعي والهجومي".