التحفيز نقطة قوة الهلال السعودي محليا وبروزه قاريا

الرياض - يقدم نادي الهلال السعودي “الزعيم” موسما مميزا على الصعيد القاري ترجمه ببلوغه دور نهائي دوري أبطال آسيا للمرة الخامسة في تاريخ البطولة الآسيوية والثانية على التوالي، مؤكدا أن "زعيم" كرة القدم السعودية يظل رقما صعبا في جميع الاستحقاقات وخصوصا القارية منها.

وكان الهلال قد أكد ذلك عندما بلغ الدور النهائي لكأس العالم للأندية لموسم 2022 - 2023 التي احتضنها المغرب الشهر الماضي ليحلّ وصيفا لبطل العالم ريال مدريد الإسباني الذي فاز باللقب في المباراة النهائية.

ورغم المنافسة القوية التي يلقاها من الغريم التقليدي نادي النصر الذي ينشط في صفوفه المهاجم البرتغالي وأفضل لاعب في العالم كريستيانو رونالدو، يجد فريق الهلال السعودي نفسه على المسار الصحيح بخصوص الاستحقاقات التي يخوضها محليا وآسيويا.

والأسبوع الماضي حقق الهلال السعودي فوزا تاريخيا على الدحيل القطري 7 – 0 على ملعب الثمامة بالدوحة ليتأهل إلى نهائي دوري أبطال آسيا للمرة الخامسة في النظام الجديد.

ونجح حامل اللقب في الحفاظ على سجله المميز في الأدوار الإقصائية في البطولة الآسيوية بتحقيقه الفوز التاسع على التوالي. وتعود آخر خسارة للزعيم السعودي بالأدوار الإقصائية في البطولة القارية أمام السد القطري (4 – 2) في إياب نصف انهائي الآسيوي على ملعب إستاد جامعة الملك سعود في أكتوبر 2019.

وخاض بعدها الهلال تسع مواجهات في الأدوار الإقصائية مقسمة على ثلاث نسخ؛ حيث فاز في بطولة 2019 على أوراوا الياباني في النهائي الآسيوي ذهابا (1 – 0) في الرياض، وإيابا في اليابان (2 – 0)، لينتزع اللقب الأول له بالنظام الجديد.

وفي النسخة الماضية تجاوز عقبة استقلال طهران الإيراني بدور الـ16 (2 – 0)، ثم أقصى بيروزي الإيراني من ربع النهائي (3 – 0)، ثم فاز على غريمه التقليدي النصر بنصف النهائي (2 – 1)، ليصعد إلى النهائي ويتمكن من فض الشراكة مع بوهانغ الكوري حول زعامة البطولة بفوزه (2 – 0) على ملعب الملك فهد الدولي.

وفي النسخة الحالية أقصى شباب أهلي دبي الإماراتي (3 – 1) من دور الـ16، ثم فاز على فولاذ الإيراني (1 – 0) في ربع النهائي ثم عبر إلى النهائي بسباعية نظيفة في مرمى الدحيل، ليكمل 40 شهرا دون تلقي أيّ هزيمة في الأدوار الإقصائية.

ويلتقي الهلال السعودي في الدور النهائي نظيره أوراوا الياباني ذهابا في السعودية قبل أن يواجهه إيابا في اليابان في شهر أبريل المقبل على لقب البطولة الآسيوية.

إدارة حازمة

لا شك أن كل هذه النتائج الإيجابية التي يحققها زعيم الكرة السعودية تعكس مدى صلابة مجموعة اللاعبين الذين يمتلكهم الهلال وقوة العزيمة التي تحدوهم للمحافظة على الرهان القاري، يضاف إلى ذلك العقلية الاحترافية التي يتحلى بها المدير الفني الأرجنتيني رامون دياز الذي راهن عليه الهلاليون ووضعت فيه إدارة الفريق كل ثقتها.

وتأكيدا لهذه النتائج المثمرة والمميزة كشف رئيس نادي الهلال فهد بن نافل أن فريقه قادر على المنافسة على كل الألقاب، كاشفا السرّ وراء إنجازات الزعيم رغم الصعوبات وضغط روزنامة المباريات المتتالية محليا وقاريا.

وقال فهد بن نافل في تصريحات صحفية أبرزها موقع الهلال على تويتر "الحمد لله، بلوغ نهائي دوري الأبطال خطوة مهمة. سعداء بكل اللاعبين وبأدائهم ونعمل بشكل جماعي داخل الملعب وخارجه". وأضاف "رغم الصعوبات وضغط المباريات التي واجهتنا إلا أن النتائج تحولت على أرض الواقع إلى إنجازات".

ودشّن الهلاليون هاشتاغا على موقع الفريق على تويتر تحت عنوان #وثائقي_وصيف_العالم، وهو شريط وثاقي تدور أطواره حول المراحل التي قطعها الفريق السعودي لبلوغ نهائي كأس العالم للأندية والتحفيز الذي يجده من قبل إدارته الفنية على العمل ومضاعفة الجهد من أجل حصد النتائج.

وشهد شهر فبراير الماضي تحقيق الهلال لأفضل نتيجة في تاريخ مشاركاته بمونديال الأندية عندما أنهى البطولة وصيفا بعد خسارته أمام ريال مدريد (5 – 3). وخلال طريقه إلى الدور النهائي انتصر الزعيم على الوداد المغربي بضربات الترجيح بعد أن انتهى الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي (1 – 1).

وفجّر الهلال المفاجأة في كأس العالم للأندية بالفوز على فلامنغو البرازيلي بطل أميركا الجنوبية (3 – 2) في نصف النهائي. وحقق الهلال الفوز رقم 17 على الأندية القطرية بدوري الأبطال مقابل سبع خسائر فيما حضر التعادل تسع مرات.

وهذه المرة الثانية التي يفوز فيها الهلال على الدحيل من الأدوار الإقصائية بعد نسخة 2015 عندما فاز عليه ذهابا (4 – 1)، وتعادل معه إيابا (2 – 2). وحقق الزعيم فوزه الثالث على الدحيل في دوري أبطال آسيا مقابل ثلاث تعادلات وفوز وحيد للفريق القطري.

وثأر الهلال من الخسارة التي تلقاها في النسخة الحالية أمام الريان القطري (2 – 1) بدور المجموعات ليفوز على الدحيل في نصف النهائي. وهذه ثالث مرة يسجل فيها الهلال سباعية في دوري الأبطال بعد بفوزه (7 – 0) على أم صلال القطري وبني ياس الإماراتي (7 – 1). وتجاوز الهلال نظيره اتحاد جدة الذي سجل أعلى نتيجة في نصف النهائي بفوزه على ناجويا الياباني (6 – 2) في السعودية.

وعاد الهلال لمواصلة مهامه في الدوري السعودي للمحترفين هذا الأسبوع وتمكن من تحقيق تعادل أمام الوحدة (3 – 3) بعد أن خاض مهمتين خارجيتين بنجاح لافت فحلّ وصيفا لبطولة كأس العالم للأندية وتأهل لنهائي دوري أبطال آسيا.

وغاب عن الهلال مهاجمه المالي موسى ماريجا بسبب تمزق بالعضلة الخلفية ويحتاج إلى ثلاثة أسابيع للتعافي. لكن الزعيم السعودي استعاد جميع لاعبيه المصابين باستثناء ياسر الشهراني الذي انتهى موسمه منذ مونديال قطر 2022 بسبب الإصابات التي تعرض لها.

ويسعى رامون دياز المدير الفني للهلال لاستغلال الأوقات الرائعة التي يعيشها فريقه لتعديل مركزه على لائحة ترتيب المسابقة. ويحتل الهلال حاليا المركز الـ4 بـ33 نقطة وله 3 مباريات مؤجلة والفوز فيها يدخله المنافسة بقوة على الصدارة في رحلة الدفاع عن لقبه المحلي.

وستكون الفرصة متاحة أمام دياز لمنح اللاعبين العائدين من الإصابة فرصة للدخول في التشكيل الأساسي لتفادي أن يحل الإرهاق باللاعبين الذين شاركوا بصفة أساسية في الفترة الماضية.

نقطة تحول

على العكس تماما من فريق الهلال الذي حفر اسمه بين الأندية العربية والآسيوية والعالمية أيضا، يراهن فريق النصر الغريم التقليدي للزعيم على ظهور مشرف هذا الموسم على أقله محليا وذلك بعد التعاقد مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو وحجم الإنفاق الذي ضخه الفريق خلال الميركاتو الشتوي.

وأعطى رونالدو منذ قدومه إلى فريق النصر والهالة الإعلامية التي رافقت انضمامه إلى النصر طعما آخر ونكهة جديدة لهذا الدوري الذي بات يستقطب العديد من المتابعين على وسائل التواصل ومنصات البث التدفقي ومنها منصة "شاهد" العالمية الراعي الرسمي لدوري روشن. وتقدم منصة شاهد (VIP) تغطية خاصة لعشاق الدوري السعودي وذلك ببث جميع المباريات مباشرة عبر المنصة بالإضافة إلى البرامج والأستوديوهات التحليلية المرافقة والملخصات وأهداف جميع المباريات.

وعلى النقيض تماما من بقية الأندية السعودية التي أنفقت وتنفق من أجل تدعيم رصيدها البشري بلاعبين بارزين يتعرض الهلال لعقوبة تمنعه من التعاقد لموسمين على التوالي. لكن حقيقة الميدان والشجاعة التي يتحلى بها لاعبو الهلال وقدرة إدارة الفريق على تحفيز نجوم الفريق كلها عوامل كانت كفيلة ليظهر الزعيم بتلك الصورة الناصعة التي هو عليها الآن.

وعكس رئيس الهلال فهد بن نافل حقيقة هذه المقاربة بقوله عن السر الكامن وراء إنجازات الهلال المتتالية رغم إيقافه عن التعاقدات لفترتين "لدينا مجموعة قوية تعمل على قلب رجل واحد، لتحقيق الريادة.. مهمتنا توفير البيئة المناسبة للفريق لكي يبدع كما حدث أمام الدحيل القطري".

وشدّد بن نافل على أن حصد وصافة مونديال الأندية ثم بلوغ نهائي دوري أبطال آسيا في شهر واحد "ليس سهلا"، مبيّنا أن السر وراء ذلك هو “العمل والاجتهاد والتضحية".

وبسؤاله عن إمكانية الترشح لرئاسة الهلال لفترة أخرى أكد بن نافل "هذا السؤال سابق لأوانه، ومستقبلي مع النادي سيتحدد في نهاية الموسم". وواصل “نضع كامل اهتمامنا على جميع البطولات المحلية والقارية.. الفريق سيحصل على راحة ليوم أو اثنين بعد التأهل للنهائي الآسيوي، ثم نواصل رحلتنا”. وأضاف بالقول "لجمهورنا كل الشكر وأتمنى أن نرى مساندتهم لهؤلاء الأبطال في المباريات المقبلة".

وتأكيدا لهذه الرؤية فقد ظل نادي الهلال على مدار مواسم متتالية الملهم لكرة القدم السعودية ومشرفها على أكمل وجه في الاستحقاقات الكبرى وراسم البسمة على محيّا جماهيره العريضة. ولا أدل على ذلك تواجد قرابة تسعة عناصر من الفريق في المنتخب الأول الذي شارك في بطولة العالم الأخيرة بقطر وتمكن من الفوز في أول مباراة له على بطل النسخة المنتخب الأرجنتيني.

وعبّر عدد من النجوم السابقين للفريق على رضاهم عن المشوار المميز الذي يخطه الهلال في مسيرته القارية ببلوغه الدور النهائي. وكتب سامي الجابر قائد الهلال السابق في وقت سابق عبر حسابه على تويتر يقول “الزعيم يحمل لواء الوطن مجددا في نصف نهائي القارة، مبروك للمدرج الفخم، مبروك للجهازين الفني والإداري، مبروك لنجوم الجيل الذهبي".

وقال فهد العبدالواحد "فهودي" قائد الزعيم الأسبق "الحمد لله، مبروك عشاق زعيمنا الغالي.. الله يتمم على خير ونفرح بالتاسعة". وعلق نواف التمياط نجم الهلال السابق بقوله "عاداتك يا هلال، الحمد لله، ألف مبروك للوطن ولكافة المدرج الأزرق"، وكتب محمد الدعيع حارس مرمى الهلال السابق "ألف مبروك لجمهور الزعيم".

ويراهن فريق الهلال السعودي على تسجيل حضوره القوي سواء محليا أو قاريا ويبقى سبيله في ذلك الإرادة القوية وحسن التدبير لإدارته الفنية، والأهم من ذلك التمسك بعقلية المنافسة على قواعد صلبة مهما كانت الصفقات التي يجلبها خصومه.