هل يحجب التحكيم الأجنبي أزمات الدوري التونسي

موجة الانتقادات للحكام المحليين في الدوري التونسي تفاقمت مما أجبر اتحاد اللعبة على الاستعانة بالتحكيم الأجنبي.
الأربعاء 2023/02/08
تحدّ صعب للحكم المصري محمود ناجي

تونس - تفاقمت موجة الانتقادات للحكام المحليين في منافسات الدوري التونسي، مما أجبر الاتحاد التونسي لكرة القدم على الاستعانة بالتحكيم الأجنبي.

وأمام الضغوطات اللافتة من قبل أغلبية الأندية، وجد الاتحاد التونسي نفسه مجبرا على تفعيل اتفاقية التعاون مع نظيره المصري، ليتم استقدام حكام مصريين قاموا بإدارة مباريات الكلاسيكو وبعض المواجهات الحاسمة في المسابقة. وارتكب الحكام التونسيون أخطاء فادحة في عدد كبير من المباريات التي أداروها خلال الموسم الحالي، وهو ما جعل الهيكل المشرف على الكرة التونسية في موقف صعب للغاية.

وفي هذا الصدد، قررت إدارة التحكيم التابعة للاتحاد التونسي تعيين طاقم تحكيم مصري بقيادة محمود ناجي لإدارة مباراة الترجي وأمل حمام سوسة ضمن منافسات المجموعة الأولى في الجولة 14 (الأخيرة) من المرحلة الأولى للدوري التونسي الممتاز.

وسيكون في مساعدة ناجي سمير جلال وهاني عبدالفتاح، وإبراهيم نورالدين (حكم رابع). كما جرى تعيين طاقم تحكيم جزائري بقيادة لطفي بوكواسة لإدارة مباراة النجم الساحلي والنادي البنزرتي لحساب المجموعة الأولى أيضا.

إدارة التحكيم التابعة للاتحاد التونسي قررت تعيين طاقم تحكيم مصري بقيادة محمود ناجي لإدارة مباراة الترجي وأمل حمام سوسة

ويساعد بوكواسة مواطناه محمد سراج وعادل عبان، والحكم الرابع نبيل بوخلفة. وكان هلال الشابة قد طالب إدارة التحكيم رسميا بتعيين طاقم تحكيم أجنبي لمباراته ضد الصفاقسي، لكن طلبه قوبل بالرفض، وجرى تعيين الحكم التونسي وليد الجريدي.

ونجح الحكام المصريون بشكل مطلق في جميع المباريات التي أداروها ضمن المسابقة المحلية الأبرز في تونس، مما جعلهم محل إشادة كبيرة من قبل الجماهير والملاحظين. ويتعلق الأمر بمحمود البنا الذي أدار مواجهتي الكلاسيكو اللتين جمعتا الصفاقسي تباعا بالترجي والنجم الساحلي، فضلا عن أمين عمر ومحمد معروف اللذين قاما بتحكيم مبارتي الترجي والنجم الساحلي.

من جهته، تكفل إبراهيم نورالدين بإدارة مواجهة البنزرتي والملعب التونسي الحاسمة على درب التأهل إلى مرحلة التتويج من الدوري التونسي.

ولم يرتكب هؤلاء الحكام أي خطأ خلال كل هذه المباريات المهمة، في حين تواصل الأداء المهزوز للحكام التونسيين في المسابقة المحلية. وفي الوضع الحالي وأمام قلة الثقة في الحكام التونسيين، بات من الضروري مواصلة الاعتماد على الحكام الأجانب الذين

 أنقذوا الدوري المحلي من الفوضى. وبالتالي يجب الاعتراف بأن التحكيم التونسي افتقد إلى الكفاءة اللازمة لإدارة المباريات الصعبة، وهو ما يحتم الاستمرار في منح الثقة للأجانب خلال الفترة المقبلة.

ولا بد من الإشارة إلى أن عقلية الجماهير واللاعبين التونسيين ساعدت كثيرا على نجاح الحكام الأجانب في إدارة مباريات الدوري المحلي. وهو ما يؤكد أن الحكام المصريين لا يفوقون بشكل كبير نظراءهم التونسيين، فهم يتعرضون أيضا لانتقادات لاذعة خلال إدارتهم لمباريات الدوري المصري.

الاتحاد التونسي لكرة القدم بات أمام حتمية إيجاد الحلول العاجلة لإنقاذ الحكم المحلي واسترجاع الثقة المفقودة

ولا بد من التذكير أن التحكيم المصري يعيش بدوره أزمة داخلية نتيجة الثقة المهتزة في الحكام المحليين، غير أن مقبولية التحكيم الأجنبي في تونس مهما كانت جنسية الحكم جعلت منه حلا لضمان الاستقرار وتأمين مواصلة المنافسات في ظروف حسنة.

وفي المواسم الأخيرة على وجه التحديد لم يخل أسبوع تقريبا من احتجاجات قوية على أداء الحكام مع اتهامات بمحاباة أندية بعينها على حساب أخرى. وشكل أداء الحكام مجالا واسعا للاحتجاجات من قبل الأندية سواء المنافسة على اللقب أو التي تصارع لتجنب الهبوط وتسبب في مشاعر غضب واندلاع اشتباكات بين اللاعبين خلال بعض المباريات ووقوع أحداث شغب في المدرجات أحيانا.

ورغم السمعة الطيبة التي تحظى بها كرة القدم التونسية وتصدر دوري المحترفين التونسي لتصنيف بطولات الدوري في أفريقيا خلال مواسم عديدة وفقا لتصنيف الاتحاد الدولي، فإن أخطاء الحكام المتكررة تشكل تهديدا كبيرا لهذه السمعة.

وبات الاتحاد التونسي لكرة القدم وكل الأطراف المسؤولة على قطاع التحكيم أمام حتمية إيجاد الحلول العاجلة لإنقاذ الحكم المحلي واسترجاع الثقة المفقودة.

17