مقومات نجاح خارقة تمهد طريق المغرب للتوهج مجددا

توقّف المشوار التاريخي لمنتخب المغرب، حامل لواء القارة السمراء، في نصف نهائي المونديال، لكن المنتخب الذي بناه المدرب وليد الركراكي، والأعوام الـ15 من العمل في تكوين اللاعبين، يبشر بمستقبل واعد.
الجمعة 2022/12/16
قفزة تاريخية

الخور (قطر) - قال ناصر لارغيت أحد عرابي المشروع طويل الأمد في أكاديمية محمد السادس لتكوين المواهب، التي ساهمت بشكل كبير في بلوغ "أسود الأطلس" الدور نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخهم وتاريخ كرة القدم العربية والأفريقية، "هذا التألق على الخصوص ليس من قبيل الصدفة"، مشيرا إلى أنه "ليس نهاية عمل بل نقطة انطلاقة".

وأضاف لارغيت الذي ساهم بإطلاق مشروع أكاديمية محمد السادس عام 2009 والتي أحدثت ثورة في كرة القدم المغربية "الإرث موجود". كما أوضح المدير الفني الوطني السابق أن هدف المركز التدريبي الطموح هو "لاعب واحد في كل خط"، والدليل الرباعي الموجود في تشكيلة العرس العالمي في قطر "الهداف يوسف النصيري، ولاعب الوسط عزالدين أوناحي، والمدافع نايف أكرد، وحارس المرمى الثالث أحمد رضا التكناوتي".

كما أن المنتخب المغربي لا يزال شابا. في التشكيلة المونديالية في قطر، وحدهما القائد رومان سايس (32 عاما) وحارس المرمى ياسين بونو (31) يتخطيان الثلاثينات. جميع اللاعبين الآخرين تتراوح أعمارهم بين 22 عاما مثل أوناحي و29 عاما مثل سفيان بوفال وحكيم زياش.

تطور واضح

قال الركراكي "الملك خصّص الكثير من الموارد للنهوض بكرة القدم المغربية وهذا نجاحه أيضا". وأضاف "أفريقيا والمغرب يتطوّران، لقد فهمنا أخيرا أنه يتعين علينا أن نساعد أنفسنا، وأظهرنا للعالم أننا في المغرب نعمل ونتقدم إلى الأمام". أكد لارغيت أن هذه الأكاديمية هي "حجر صغير في المبنى، أظهرنا أننا قادرون على تدريب لاعبين رفيعي المستوى". ولخّص المسؤول السابق عن مركز تكوين اللاعبين في صفوف مرسيليا الفرنسي أنه برفقة رئيس الاتحاد المغربي فوزي لقجع، يقوم المشروع "على ثلاث ركائز: الشباب والمؤطرين والنخبة".

وقال "قرّرنا تطوير كرة القدم لجميع الأعمار في المغرب، الفتيان والفتيات". وأشاد مساعد مدرب الكاميرون سيباستيان مينييه الذي عمل في دول أفريقية عدة لمدة اثني عشر عاما، بالمغرب قائلا "لديهم مراكز في جميع المناطق، ولم تقم أي دولة أفريقية باستغلال كامل أراضيها بهذه الطريقة".

وتابع لارغيت أن الاتحاد المغربي للعبة اختار أيضا "رفع مستوى تكوين الكوادر مع تنظيم امتحانات في المغرب، للحصول على دبلوم التدريب 'كاف برو' (الاتحاد الأفريقي للمحترفين)، وحصل عليه مدربان من المشاركين في مونديال قطر هما وليد الركراكي والسنغالي أليو سيسيه".

مزدوجو الجنسية

وتابع "أخيرا، كان من الضروري تطوير كرة القدم الخاصة بالنخبة من خلال العمل بعمق مع مراكز تدريب الأندية المحترفة. هنا أيضا كانت النتائج حاضرة. فاز الوداد البيضاوي الذي كان يدربه... الركراكي، بالنسخة الأخيرة للقب دوري أبطال أفريقيا، ولاسيما مع لاعبيه المتواجدين حاليا في المونديال: التكناوتي ويحيى عطية الله وأشرف داري".

لعب داري الذي انضم إلى صفوف بريست الفرنسي الصيف الماضي، مباراة الدور نصف النهائي ضد فرنسا بكاملها، بدلا من أكرد المصاب. وتابع لارغيت "أخيرا، سعى الاتحاد المغرب للعبة إلى الحصول على ولاء اللاعبين مزدوجي الجنسية مثل أشرف حكيمي الذي تم اكتشافه في سن الـ16 عاما، ونصير مزراوي في سن الـ18 عاما، وسفيان أمرابط في سن الـ19 عاما"، مشيرا إلى أنه ذهب بنفسه لإقناع حكيمي في مدريد، عندما كان بإمكانه الدفاع عن ألوان إسبانيا.

لاعبون تم تكوينهم محليا ونجوم مولودون في الخارج، "كرة القدم بمثابة لعبة بازل (أحجية)"، هكذا اختصر لارغيت المسألة، مضيفا أن "وليد الركراكي هو إسمنت وقائد هذا المنتخب". وقال الركراكي المولود في كوربي - إيسون في فرنسا والذي بلغ مع أسود الأطلس المباراة النهائية لكأس أمم أفريقيا عام 2004 "لقد استفدنا دائما من لاعبينا مزدوجي الجنسية، وأنا شخصيا مزدوج الجنسية، من جيل 2004، مع لاعبين تدربوا في فرنسا".

وأضاف "لا أريد أن نبدأ في التصنيف، لاعبو 'البطولة' (اسم الدوري المغربي)، مزدوجو الجنسية..."، مبرزا "أنا لا أحدّد حصصا (للاعبين المحليين ومزدوجي الجنسية)، اخترت أولئك الذين يمكنهم تقديم شيء ما للمنتخب". لا يريد الركراكي الانتظار "40 عاما ليقول إن لدينا إمكانية قيادة منتخب أفريقي إلى المباراة النهائية". قال مباشرة عقب الخسارة أمام فرنسا 0 - 2 في نصف النهائي الأربعاء "يجب أن نكون منتظمين لنظهر أن الأمر ليس صدفة".