هل يواصل ساوثغيت رهانه على هندرسون

الدوحة - بدأ مونديال قطر لكرة القدم في الظل، لكن سرعان ما ارتدى جوردان هندرسون لباس البطل المجهول في صفوف منتخب إنجلترا، ليكسب احترام الجميع قبيل مواجهة "الوزن الثقيل" أمام فرنسا السبت في الدور ربع النهائي.
وفي حين من المتوقع أن تُسلّط الأضواء على قائد الأسود الثلاثة الهداف هاري كاين والشاب جود بيلينغهام أمام منتخب الديوك، سيشكّل هندرسون حجر الأساس لزملائه على ملعب البيت.
يعتبر هندرسون شخصية مثيرة للانقسام بين جماهير إنجلترا التي غالبا ما تفضل في كثير من الأحيان رؤية المزيد من الخيارات الساحرة في خط الوسط. غير أن قائد ليفربول نجح في إسكات الألسن البغيضة في الأسبوعين الأخيرين.
وعلى الرغم من أن هندرسون بدأ مغامرته في قطر من على مقاعد البدلاء في المباراتين الأولين، حوّل مدرب الأسود الثلاثة غاريث ساوثغيت نظره إلى لاعب الوسط في خطوة زادت الشرخ مرة جديدة حول اللاعب.
وفي وقت عانى ديكلان رايس وبيلينغهام لفرض نفسيهما أمام الولايات المتحدة في الجولة الثانية لمنافسات المجموعة الثانية لدور المجموعات، شعر ساوثغيت أن حضور هندرسون وخبرته الكبيرة سيساهمان في إضفاء المزيد من الندية لخط الوسط.
شخصية مثيرة
دفع ساوثغيت بابن الـ32 عاما في الدقيقة 69، وفورا شعر الجميع بحضور هندرسون بعدما طلب من زملائه الضغط على المنافس في نقاط أعلى من الملعب وبصلابة أكبر. وعلى الرغم من انتهاء اللقاء أمام المنتخب الأميركي بالتعادل السلبي، إلا أن قيادة هندرسون والمجهود الذي بذله داخل المستطيل الأخضر ضمنا له مكانا أساسيا لمباراة المجموعة الأخيرة ضد ويلز.
ومنح دور هندرسون إلى جانب رايس، كمحورين أمام الدفاع الإنجليزي، الحرية لبيلينغهام للتحرك في الملعب، فحسم رجال ساوثغيت اللقاء لصالحهم بثلاثية. وقال ساوثغيت “عندما كنا نلعب ضد الولايات المتحدة، كنا نواجه بعض المشاكل التكتيكية التي ساعد هندرسون في حلها. كان له تأثير بارز على المجموعة”.
وتكرّرت القصة نفسها الأحد في الفوز على السنغال 3 – 0 في ثمن النهائي، فسرق بيلينغهام الأضواء بأداء ساحر أصبح ممكنا بفضل مساهمة هندرسون غير الأناني. وردّ لاعب بوروسيا دورتموند الألماني الجميل لهندرسون بتمريره كرة افتتاح التسجيل لصالح إنجلترا أمام أسود التيرانغا.
كما وجّه اللاعب البالغ 19 عاما نداء مثيرا للمشكّكين لمنح هندرسون بعض المديح طال انتظاره، فقال “أداء رائع من جوردان. رأيت بعض الكلام السلبي عن أسلوب لعبه. إنه أمر سخيف”.
وتابع “هو أقل تقديرا من الناحية الفنية وقد قدّم أداء رائعا مرة أخرى في مباراة كبيرة بهدف هائل، لذا أعتقد أن الوقت قد حان ليحظى ببعض الاحترام”. وحرص ساوثغيت على الإشادة بدور هندرسون في مساعدة إنجلترا بالتغلب على السنغال بعد البداية المتوترة.
الاختبار الأصعب
وقال ساوثغيت “جود وهندو (هندرسون)، عندما فقدنا الاستحواذ على الكرة، أعادنا إلى أجواء اللقاء. تأثير هندو سمح لجود بالمزيد من الحرية للتموضع واستجاب الأخير لذلك بشكل رائع”.
من المؤكد أن الاختبار التالي لهندرسون أمام فرنسا في ربع النهائي سيكون الأصعب للاعب ليفربول. ويملك أبطال العالم 1998 و2018 خط وسط رائعا يتألف من أوريليان تشواميني وأدريان رابيو، ويلعب أنطوان غريزمان أمامهما مباشرة.
ويُعدّ وقف خط إمداد الكرات للمهاجم المتألق ومتصدر ترتيب الهدافين مع 5 أهداف كيليان مبابي مسألة ضرورية في حال أراد منتخب “الأسود الثلاثة” بلوغ نصف النهائي، في حين ستُلقى على كاهلي هندرسون مسؤوليات جمة.
ولا يشك ساوثغيت في قدرة هندرسون على الارتقاء إلى مستوى التحدي بعد مشاهدته يتطور في البريميرليغ ومسابقة دوري أبطال أوروبا بإشراف مدرب الريدز الألماني يورغن كلوب. وأردف قائلا "مع جوردان، ربما تكون هذه أفضل نسخة رأيناه معنا"، مضيفا "ليس معروفا بأهدافه لذا فمن الرائع أن يسجل.
هو لاعب خط وسط يفكر كمهاجم”. وختم قائلا “في بعض الأحيان لسنا الأسرع في تمرير الكرة إلى الأمام، لكنه (هندرسون) يملك تأثيرا في تمرير الكرات إلى المهاجمين".