تياغو سيلفا عملاق برازيلي متعطش إلى الألقاب

ما زال تياغو سيلفا، إحدى ركائز خط الدفاع، مفعما بالنشاط وصاحب أداء منتظم، ما دفع المدرب تيتي إلى منحه شارة القيادة منذ بداية المونديال.
الخميس 2022/12/01
خطوات ثابتة

الدوحة - "أعيش أفضل اللحظات في مسيرتي" بهذه الكلمات عبّر تياغو سيلفا عن موقعه الرئيس في دفاع البرازيل. بعيدا عن إخفاق مونديال 2014، يتألق ابن الـ38 عاما مع "سيليساو" طموحة، في مسعاها لنجمة سادسة حين تواجه الكاميرون في ختام دور المجموعات لمونديال قطر 2022.

يدين "راقصو السامبا" بقدر كبير لـ"الوحش" سيلفا بعدم اهتزاز شباكهم في الملاعب القطرية خلال الفوز على كل من صربيا 2 - 0 وسويسرا 1 - 0، حيث يخوض مدافع تشيلسي الإنجليزي موندياله الرابع أساسيا بعدما ساهم بشكل فعّال في بلوغ بلاده الدور ثمن النهائي.

في جيله، اعتزل العديد من أقرانه أو باتوا يعيشون تحت وطأة ضغوطات تراكم السنين، على غرار داني ألفيش (39 عاما) الذي بات يكتفي بالجلوس على مقاعد البدلاء. وقال سيلفا "خلال مباراتين، تم اختياري من أجل حمل شارة القيادة، أشعر بأنني بحالة جيدة، وسعيد جدا مع سيليساو. هذا النوع من القيادة مهم وأشعر بسعادة لأنه تم اختياري لحمل شارة القيادة".

فشل ذهني

أرهقت هذه الشارة الصغيرة طويلا كاهل اللاعب، القائد حين غرق فريقه على أرضه في مونديال 2014. فالدموع التي ذرفها خلال سيناريو ركلات الترجيح أمام تشيلي ورفضه المشاركة في التسديد، عكسا الفشل الذهني للسيليساو، قبل سقوطه التاريخي أمام ألمانيا 1 - 7 في نصف النهائي، في طريق "دي مانشافت" للتتويج العالمي، في مباراة غاب عنها سيلفا للإيقاف. رأى خلال مقابلة الأسبوع الماضي أن "في بعض الأحيان نتعلم من الألم، ولكن علينا أن نستفيد من هذه الخبرة".

تغمر السعادة زميله السابق نظيره في دفاع باريس سان جرمان ماركينيوس للعب إلى جانب سيلفا في قطر، ويقول مبتسما "من الرائع اللعب مع شخص أحفظه عن ظهر قلب. منسجمان على أرض الملعب. هو شخص جيد وصديق كبير. والد، وبإمكاني الاعتماد عليه".

خالف سيلفا كل من اعتقد أن مسيرته انتهت بعد مغادرته النادي الباريسي عام 2020 في نهاية عقده، عقب خسارته نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونخ الألماني صفر - 1، بتقديمه أداء مستقرا وحاسما في تشيلسي. مسكونا باليقين من أنه لا يزال قادرا على التطور على أعلى المستويات، أكد سيلفا المتحدر من ريو دي جانيرو ذلك بعد عام من فوزه بأهم مسابقة أوروبية للأندية مع تشيلسي (1 - 0 ضد مانشستر سيتي). ثم وقّع على تمديد عقده مع نادي غرب لندن حتّى عام 2023.

هدف التألق

بدلا من الاعتزال مع راتب خيالي، في الصين مثلا، وضع "الوحش" أو "مونسترو" نصب عينيه هدف التألق في قطر، مؤكدا أنه لم يأت إلى إنجلترا من "أجل تناول العشاء في لندن أو زيارة مواقع سياحية". وأضاف فور وصوله إلى قطر "أستمتع بأفضل نسخة من تياغو سيلفا. في سني، أعيش أفضل اللحظات في مسيرتي".

من أجل الحفاظ على لياقته البدنية، أكد قائد سان جرمان السابق أنه يولي اهتماما أكبر لتحضيراته بسبب "تقدمي في السن"، وتحديدا بما يتعلق بغذائه، وأقرّ "سابقا، كنت أتناول الكثير من الهراء، وبعد ذلك، وأحيانا قبل المباريات. ولكن الآن، أنا أكثر حرصا". وربما يعكس ما تقدم، لماذا يعتبر سيلفا في سن الـ38 عاما أنه تحضّر بشكل أفضل لهذا المونديال، ولماذا يلهم رفاقه الذين لعبوا الجمعة أمام سويسرا من دون نجمهم نيمار، الذي يتماثل للشفاء من إلتواء في كاحله.

أقرّ ماركينيوس قائلا "تياغو سيلفا مرجع بالنسبة إلينا جميعا، نرى إلى أي درجة يعمل بجهد، وهو قائد على أرض الملعب". أما الدليل على ما يقال عنه، أنه في منتخب "سيليساو" مطعّم بعناصر شابة إلى حد كبير، يلعب سيلفا دور المرشد ويركز على هدفه للفوز بالنجمة السادسة بعد 20 عاما من الأخيرة. حذّر سيلفا الجميع "علينا أن نحافظ على هدوئنا، وأن نتقدم خطوة بخطوة، لأن الطريق لا يزال طويلا. الأمر يعتمد علينا فقط".