"السقوط" عنوان مخيّب للمنتخبات العربية في الجولة الثانية من المونديال

بعد سقوط قطر في المباراة الثانية على التوالي الجمعة، سقط منتخبا تونس والسعودية في الجولة الثانية من دور مجموعات بطولة كأس العالم المقامة في الدوحة السبت، ليعاكس الحظ المنتخبات العربية الساعية إلى ضمان مقعد في الدور الثاني على أقله بالنسبة إلى الخضر السعودي الذي كان قد صنع ملحمة تاريخية وتمكن من التفوق على منتخب الأرجنتين في مباراته الأولى.
الوكرة (قطر) - فرملت بولندا ونجمها المهاجم روبرت ليفاندوفسكي الاندفاعة السعودية الطامحة إلى إنجاز العبور المبكر بفوزها على "الأخضر" 2 – 0 في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة في مونديال قطر، كما مني المنتخب التونسي بهزيمة هو الآخر (0 - 1) أمام المنتخب الأسترالي لتتعقد مهمته في تحقيق حلم بلوغ الدور الثاني لأول مرة في تاريخه.
وبعد إنجازها الافتتاحي التاريخي أمام أرجنتين ليونيل ميسي (2 - 1)، سقط رجال المدرّب الفرنسي هيرفيه رينارد بهدفي بيوتر جيلينسكي وليفاندوفسكي الذي وقّع على أول أهدافه في كأس العالم بعد صيام طويل.
ورفع المنتخب البولندي رصيده بذلك إلى أربع نقاط متصدرا المجموعة الثالثة ويليه المنتخب السعودي. وفرض المنتخب السعودي تفوقه بشكل كبير من حيث الاستحواذ والضغط الهجومي طوال الشوط الأول وكاد يتعادل من ضربة جزاء في الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الأول لكن الحارس البولندي تصدى لها.
واختلف الحال شيئا ما في الشوط الثاني حيث عزز المنتخب البولندي وصنع أكثر من فرصة خطيرة ليضيف الهدف الثاني في شباك السعودية وينتزع النقاط الثلاث.
وقال مدرب المنتخب السعودي رينارد بعد المباراة “في بعض الأحيان يجب أن تكون فعالا، ونحن لم نكن كذلك، لكن أنا فخور جدا بالطريقة التي لعبنا فيها وباللاعبين. أهدرنا ركلة جزاء، لكن ارتكبنا خطأ فادحا في النهاية. نحن متحدون سويا”.
وفي مواجهة ثانية عقّدت أستراليا مهمة تونس الساعية للتأهل إلى الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخها على ملعب الجنوب في الوكرة ضمن منافسات الجولة الثانية للمجموعة الرابعة. وسجّل هدف اللقاء الوحيد لاعب التعاون السعودي سابقا وفاجيانو أوكاياما الياباني من الدرجة الثانية ميتشل ديوك من ضربة رأسية.
واستهلت تونس مشوارها المونديالي في سادس مشاركة، بتعادل ثمين أمام الدنمارك (0 – 0)، فيما تعرّضت أستراليا لهزيمة قاسية أمام فرنسا حاملة اللقب (4 – 1). وتقلصت آمال تونس بشكل كبير في بلوغ ثمن النهائي، خصوصا وأنها تلاقي فرنسا بطلة العالم في الجولة الأخيرة.
وعلّق مدرب تونس جلال القادري على الخسارة "مرّة أخرى افتقدنا للنجاعة الهجومية، هذه هي أحكام الكرة، في المستوى العالي يجب أن تصنع الفارق من أنصاف الفرص. أعتذر من الجماهير وأحببنا أن نفرحهم".
وبدوره، قال المدافع ياسين مرياح "أحببنا أن نسجّل لكن الكرة عاكستنا، ضيّعنا شوطا كاملا، ولم ندخل أجواء المباراة. هذه كأس العالم. يجب أن نبقى مركزين، ولدينا مباراة أخرى نأمل التعويض خلالها”. وهذه ثاني مرّة فقط في 18 مباراة في المونديال تحافظ أستراليا على شباكها نظيفة، بعد مواجهتها مع تشيلي عام 1974.
وأجرى القادري تغييرا وحيدا على تشكيلته الأساسية التي خاضت المباراة الأولى، فأدخل في خط المقدمة نعيم السليتي (الاتفاق السعودي) بدلا من أنيس بن سليمان (بروندبي الدنماركي)، وحذا غراهام أرنولد مدرب أستراليا حذوه بإدخاله مدافع بريشيا الإيطالي فران كاراتشيتش بدلا من مدافع هارتس الأسكتلندي ناثانيال أتكينسون.
واستهل المنتخب الأسترالي الشوط الأول ضاغطا، إلا أن تونس تحررت من الدفاع وفي لعبة جماعية وصلت الكرة من عصام الجبالي على الرواق الأيمن إلى يوسف المساكني داخل المنطقة لم يحسن استغلالها قبل أن يسدد بعد دقيقة محمد دراغر كرة علت المرمى.
ومن هجمة منسقة مرر كريغ غودين من الجناح الأيسر كرة عرضية اصطدمت بدراغر وحولت مسارها داخل المنطقة، ليتابعها ديوك ضربة رأسية هزت شباك الحارس أيمن دحمان. وبات ديوك ثاني لاعب أسترالي يسجل من ضربة رأسية في نهائيات كأس العالم منذ تيم كايهل صاحب هدفين رأسيين (أمام صربيا في 2010 وتشيلي في 2014).
◙ آمال تونس تقلصت بشكل كبير في بلوغ ثمن النهائي خصوصا وأنها تلاقي فرنسا بطلة العالم في الجولة الأخيرة
وكادت تونس تدرك التعادل بعد رمية تماس إلى الجبالي ومنه إلى المساكني داخل المنطقة ليمررها بدوره إلى دراغر سددها وأبعدها المدافع كاي رولز، قبل أن يهدر المساكني فرصة تعادل جديدة بتسديدة إلى جانب القائم الأيسر لم يحرك لها حارس كوبنهاغن الدنماركي ماثيو راين ساكنا.
وقال الحارس البديل البشير بن سعيد بعد نهاية المباراة "أهدرنا الكثير من الفرص والمنتخب بإمكانه أن يخلق الفرص للتسجيل ولكن التوفيق لم يكن إلى جانبنا". وأضاف “حصل المنتخب الأسترالي على فرصة واحدة ونجح بفضلها في افتتاح التسجيل. لم ينقصنا أيّ شيء ونملك الثقة وآمل أن نتمكن من التأهل إلى الدور الثاني والبناء على الشوط الثاني لمباراة اليوم".
وهي المواجهة الثالثة فقط بين المنتخبين في مختلف المسابقات، ففازت أستراليا 3 - 0 وديا في أكتوبر 1997، وتونس 2 - 0 في كأس القارات عام 2005. كما أنها المواجهة الثانية لأستراليا في نهائيات كأس العالم (من إجمالي 18 مباراة) أمام منتخب أفريقي، حيث سبق لها أن تعادلت أمام غانا 1 - 1 في 2010.