اختبار صعب للمنتخب المغربي بمواجهة كرواتيا في افتتاح رحلة المونديال

سيكون منتخب المغرب على موعد مع مباراة من العيار الثقيل حين يواجه منتخب كرواتيا في الجولة الأولى من مباريات المجموعة السادسة في بطولة كأس العالم. وتضم المجموعة السادسة إلى جانب المغرب وكرواتيا منتخبي بلجيكا وكندا، وهي مجموعة معقدة للغاية بالنسبة إلى أسود الأطلس.
الدوحة - يستقبل ملعب البيت افتتاح مباريات الجولة الأولى لدور المجموعات للمجموعة السادسة من كأس العالم 2022، والتي تجمع بين المغرب وكرواتيا. ويشارك المنتخب المغربي في المجموعة السادسة برفقة بلجيكا وكرواتيا وكندا. المنتخب المغربي يهدف إلى أن تكون مشاركته السادسة في البطولة مميزة، ويحقق فيها إنجازا جديدا يصالح به الجماهير بعد الإخفاق في كأس الأمم الأفريقية الأخيرة.
وفجّر المنتخبان الكرواتي والبلجيكي مفاجأة من العيار الثقيل في مونديال روسيا 2018، فكانا قاب قوسين أو أدنى من اللقب الأول في تاريخهما، إذ خسر الأول المباراة النهائية أمام فرنسا التي أطاحت ببلجيكا من نصف النهائي.
مشاركتهما في المونديال القطري ستكون بطموح تكرار إنجاز عام 2018 على الأقل بالنظر إلى تشكيلتيهما الزاخرتين بالنجوم، على سبيل المثال لا الحصر صانعي ألعاب ريال مدريد الإسباني وكرواتيا المخضرم لوكا مودريتش (37 عاما) ومانشستر سيتي الإنجليزي وبلجيكا كيفن دي بروين. على الورق، يبدوان مرشحين بقوة لانتزاع بطاقتي المجموعة السادسة، وسيسعيان إلى تأكيد ذلك اعتبارا من مواجهتي اليوم، وكذلك الجولة الثانية، عندما يتبادلان مواجهة المغرب وكندا قبل أن يلتقيان في الثالثة الأخيرة.
أبوخلال سيكون جاهزا لخوض المباراة الثانية، فيما سيتم اتخاذ قرار بخصوص شاعر لاحقا وتعافي أملاح من الإصابة
لكن المنتخبين الأوروبيين يدركان جيدا أن المهمة لن تكون سهلة أمام خصمين عنيدين يحدوهما الأمل في تخطي الدور الأول والتأكيد على أن بلوغهما النهائيات لم يكن من قبيل الصدفة. ستكون المواجهة الرسمية الأولى بين المغرب وكرواتيا والثانية في تاريخ مواجهتهما بعد الأولى في دورة الحسن الثاني الدولية عام 1998، استعدادا للمونديال الفرنسي الذي أنهاه برازيليو أوروبا في المركز الثالث.
وحذّر مدرب كرواتيا زلاتكو داليتش لاعبيه من الاستهانة بالمنافسين، مؤكدا أنه “لا يوجد خصم سهل، مجموعة سهلة، هذه بطولة العالم، أثق بفريقي، هدفنا التأهل عن المجموعة”. وأضاف “يجب أن ننسى الماضي، وعدم الوقوع في فخ التفكير بما حصل قبل أربع سنوات”.
وتعول كرواتيا على قائدها مودريتش أفضل لاعب في العالم عام 2018 والذي سيخوض العرس العالمي الأخير في مسيرته الاحترافية، إلى جانب المخضرمين الآخرين لاعب وسط إنتر ميلان الإيطالي مارسيلو بروزوفيتش وجناح توتنهام الإنجليزي إيفان بيريشيتش، والأخيران سيواجهان زميلهما السابق في النادي الإيطالي أشرف حكيمي. وكان مدافع باريس سان جرمان الفرنسي حاليا، تفاعل مع نتائج القرعة بنشر تغريدة مرفقة بصورة له مع كل من بيريشيتش والبلجيكي روميلو لوكاكو معلقا “أراكم قريبا”.
الأولى الأهم
وشدّد مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي على ضرورة التركيز على المباراة “لأنها الأهم. هي الأولى لنا في المونديال ويجب أن نكون في قمة تركيزنا من أجل تحقيق نتيجة جيدة تعزّز حظوظنا من أجل تخطي الدور الأول”.
وأضاف “سنلعب في مجموعة معقدة وصعبة. لدينا فريق جيد والروح المعنوية عالية ولاعبونا جيدون، ونحن نأمل أن ننجز شيئا”. ويخوض المغرب المباراة بصفوف مكتملة باستثناء غياب زكرياء أبوخلال (تولوز) وإلياس شاعر (كوينز بارك رينجرز الإنجليزي) بسبب الإصابة.
وأكد طبيب المنتخب عبدالرزاق هيفتي أن أبوخلال سيكون جاهزا لخوض المباراة الثانية، فيما سيتم اتخاذ قرار بخصوص شاعر لاحقا وتعافى سليم أملاح (ستاندار لياج البلجيكي) من إصابة طفيفة.
وتستهل بلجيكا مشوارها باختبار لا يخلو من صعوبة أمام كندا، خصوصا أن مهاجمها وإنتر ميلان روميلو لوكاكو سيغيب عن صفوفها أقلها في مباراتيه الأوليين بسبب الإصابة. وقرّر المدرب الإسباني لبلجيكا روبرتو مارتينيز استدعاء أفضل هداف في تاريخ المنتخب (68 هدفا في 102 مباراة)، إلى تشكيلة النهائيات، رغم الإصابة التي يعاني منها في العضلة الخلفية لفخذه الأيسر. وأنهت بلجيكا استعداداتها لمونديال قطر بخسارة مقلقة أمام مصر 1 – 2 الجمعة على ملعب جابر الأحمد في الكويت في مباراة دولية ودية.
المنتخب المغربي يهدف إلى أن تكون مشاركته السادسة في البطولة مميزة، ويحقق فيها إنجازا جديدا يصالح به الجماهير
بعدما ألمح نجم بلجيكا كيفن دي بروين إلى نهاية حقبة الجيل الحالي، بإقراره أن كأس العالم في قطر ستكون على الأرجح الأخيرة له، يمتلك الجيل الذهبي للشياطين الحمر فرصة أخرى للتخلي عن سمعته كمتخلف مستمر عن حصد الألقاب في المواعيد الكبرى. في تشكيلة من النجوم تضم إلى جانب دي بروين، الحارس المتألق تيبو كورتوا، القائد إيدن هازار والدبابة البشرية المصابة راهنا روميلو لوكاكو، تُصنّف بلجيكا كواحدة من المرشحين البارزين في المونديال. كان الفوز الودي على هولندا 4 – 2 عام 2012 بمثابة نقطة التحول لهذا الجيل، إذ ارتقى مذاك إلى مستوى المنتخبات المنافسة.
وبعد التأهل إلى ربع نهائي كأس العالم 2014، خسرت بلجيكا أمام الأرجنتين، لكنها تقدمت خطوة إلى الأمام بعدها بأربع سنوات، بتأهلها إلى نصف النهائي وخسارتها أمام فرنسا (حاملة اللقب)، في ما اعتبر حتى الآن كأفضل نتيجة في حقبة كان منتظرا أن يحقق الشياطين الحمر خلالها الكثير. بالنسبة إلى منتخب يُنظر إليه على أنه مرشح محتمل باللقب، لم يكن الخروج من ربع نهائي كأس أوروبا في نسختي 2016 و2020 مجزيا بما فيه الكفاية، مما أدى إلى تصنيف بلجيكا على أنها “ضعيفة الإنجاز”.
وفي تقييم لاذع لفشل المنتخب في الفوز بأي لقب، شكّك المدرب السابق لبلجيكا جورج ليكنز في عقلية منتخب المدرب الإسباني روبرتو مارتينيز. قال ليكنز “من دون لقب، صعدنا إلى المركز الأول في تصنيف فيفا (الاتحاد الدولي)، لكن هذا المركز لا يعني شيئا”.
البحث عن مفاجأة
في المقابل، يأمل المدرب الإنجليزي جون هيردمان في قيادة كندا إلى تحقيق المفاجأة والتأهل إلى الأدوار الإقصائية، وذلك قبل استضافة نهائيات 2026 بمشاركة الولايات المتحدة والمكسيك. ونجح هيردمان (47 عاما) في قيادة كندا، متصدرة تصفيات كونكاكاف، إلى كأس العالم للمرة الأولى منذ 1986، عبر بث روح الأخوة لدى اللاعبين، دامجا بين الموهبة والخبرة ومعيدا الأمل لبلد بأكمله.