أحلام الكاميرون في مونديال قطر على عاتق سونغ

تيتي فرس رهان منتخب البرازيل، وتحقيق المفاجأة شعار سويسرا وصربيا.
الأربعاء 2022/11/09
على درب العمالقة

ستكون البرازيل مرشحة فوق العادة لتخطي دور المجموعات والذهاب بعيدا في مونديال 2022 وربما إحراز اللقب للمرة السادسة في تاريخها، بفضل عروضها الرائعة في السنوات الأخيرة وتألق معظم نجومها حاليا، في حين سيكون الصراع مريرا على البطاقة الثانية ضمن المجموعة السابعة بين سويسرا وصربيا والكاميرون.

باريس - أصبح ريغوبير سونغ، بطل أفريقيا 2000 و2002 كلاعب، مدربا بعد كأس أمم أفريقيا الأخيرة على أرضه، حيث حلّ المدرب البرتغالي طوني كونسيساو ثالثا، وذلك بعد حمله ألوان الكاميرون سنوات طويلة برقم قياسي بلغ 137 مباراة دولية. ولا يملك ابن السادسة والأربعين خبرة تدريبية سوى مع منتخبات الفئات العمرية للكاميرون.

واستهل "ريغو" مشواره بإنجاز التأهل إلى كأس العالم في الوقت القاتل من مباراة مجنونة ضد الجزائر في إياب الدور الفاصل. وأصبح أول لاعب يطرد مرتين في تاريخ كأس العالم.

تأهل إلى كأس العالم في الثانية الأخيرة: بدأت مسيرة المدرب ريغوبير سونغ بمعجزة، وأعقبتها أخرى لأسطورة كرة القدم الكاميرونية الذي وجد نفسه مجددا في خدمة الأسود غير المروضة، أجمل قصة حب في حياته.

وفي مباراته الثانية على رأس الإدارة الفنية لمنتخب بلاده، نجح سحر سونغ مرة أخرى في الدور الفاصل المؤهل إلى مونديال قطر، بهدف من كارل توكو إيكامبي ليهزم الجزائر 2 – 1 بعد التمديد، التي كانت سجلت للتو هدف التعادل، فعوّضت الكاميرون الخسارة 0 – 1 ذهابا ولحقت بركب المتأهلين إلى العرس العالمي.

ويحمل سونغ الرقم القياسي في عدد المباريات الدولية مع الأسود غير المروضة (137 مباراة)، وهو أيضا اللاعب الوحيد الذي شارك في ثماني نهائيات لكأس الأمم الأفريقية (فاز مرتين في عامي 2000 و2002)، ولم يلعب أي شخص في القارة السمراء أكبر عدد ممكن من المباريات في العرس القاري: 36 مباراة. مدافع قوي وقتالي، كما أنه اللاعب الأوّل الذي طُرد مرتين في نهائيات كأس العالم، قبل أن ينضم إليه الفرنسي زين الدين زيدان.

الصراع سيكون مريرا على البطاقة الثانية ضمن منافسات المجموعة السابعة بين سويسرا وصربيا والكاميرون

وبعد رؤيته للون الأحمر ضد البرازيل في سن السابعة عشرة في مونديال الولايات المتحدة عام 1994، في مباراته الثانية، حصل على بطاقتين صفراوين في المباراة ضد تشيلي في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول لمونديال فرنسا عام 1998. وأخيرا، هو الأفريقي الوحيد مع مواطنيه وزميليه السابقين صامويل إيتو (أصبح رئيسا له، على رأس الاتحاد الكاميروني للعبة) وجاك سونغو شاركوا أربع مرات في العرس العالمي (1994 و1998 و2002 و2010).

وأعاد أدينور ليوناردو باتشي، المعروف بـ"تيتي"، إلى المنتخب البرازيلي بعضا من بريقه بعد الخسارة المذلة في نصف نهائي كأس العالم على أرضه أمام ألمانيا 1 – 7. تسلم مهامه مع أصحاب القمصان الصفراء في يونيو 2016 خلفا لكارلوس دونغا العائد على عجلة بعد كارثة 2014، ونجح في قيادة البرازيل إلى نهائيات مونديال روسيا 2018 على الرغم من بداية سيئة في التصفيات، قبل أن يفوز في عام 2019 بمسابقة كوبا أميركا، حيث أقصى في طريقه إلى التكريس غريمه التقليدي في القارة منتخب الأرجنتين في نصف النهائي.

بنى هذا الكاثوليكي المتدين سمعته خلال حقبة إشرافه على ثلاث فترات على نادي كورنثيانز في ساو باولو، فقاده إلى إحراز الألقاب والكؤوس المحلية والقارية، من بينها كأس العالم للأندية بفوزه على بطل أوروبا تشيلسي الإنجليزي (2012)، وكوبا ليبرتادوريس (2012)، وريكوبا سودامريكانا (2011)، إضافة إلى لقب الدوري المحلي عامي 2011 و2015… وأعلن في فبراير الماضي أن مونديال قطر سيكون الأخير له مع منتخب البرازيل، قائلا "فزت بكل شيء في مسيرتي، وكل ما ينقصني هو كأس العالم".

ولم يخض تيتي اللاعب (يُلفظ "تشيتش" في البرازيل) أي تجربة احترافية خارج بلاده، قبل أن يقرر الاعتزال في سن الـ28 عاما جراء تعرضه لإصابة في ركبته، والتي مازالت تعيقه حتى اليوم. ويدين تيتي (61 عاما) بكنيته إلى "غاوتشو" آخر، وهو لويز فيليبي سكولاري المتحدر بدوره من ولاية ريو غراندي دو سول (جنوب البرازيل)، إذ اختلط المدرب البرازيلي المستقبلي في مونديالي 2002 و2014، والذي اكتشفه في سن المراهقة، بين اسم تيتي واسم لاعب آخر عندما أشاد بمؤهلاته في نادي كاكسياس.

Thumbnail

إنه المنتخب الذي أقصى فرنسا بطلة العالم من كأس أوروبا العام الماضي. وتأمل سويسرا بقيادة لاعب وسطها غرانيت تشاكا المزدهر أخيرا في أرسنال، أن تحقق مفاجأة أخرى والذهاب بعيدا في كأس العالم قطر 2022. "نعم، المنتخب يريد أن يكون بطلا للعالم"، أكد بجرأة دومينيك بلان، رئيس الاتحاد السويسري لكرة القدم، الخريف الماضي في أعقاب تأهل منتخب بلاده إلى النهائيات العالمية للمرة الخامسة تواليا.

ولا تتعين العودة في الزمن كثيرا لرؤية هذا البلد الجبلي الصغير، العاشق للتزلج والهوكي على الأقل بقدر كرة القدم، يتعثر في كل بطولة كبرى بسبب عدم قدرته على الفوز بمباراة في الأدوار الإقصائية منذ عام 1938.

لكن في العاصمة الرومانية بوخارست، في مساء التاسع والعشرين من يونيو 2021، خالف "لا ناتي" كل التوقعات وفاز بمباراة إقصائية للمرة الأولى في بطولة كبرى منذ مونديال 1938، ليس فقط بإقصائه أبطال العالم في الدور ثمن النهائي لليورو، بل فعل ذلك بعد أن كان متأخرا بهدفين قبل 15 دقيقة من نهاية المباراة، قبل أن يعادل 3 – 3 ويفرض شوطين إضافيين ويحسمها لاحقا بركلات الترجيح. ورغم خروجه من الدور ربع النهائي، إلا أنه أحرج إسبانيا بطلة أوروبا مرتين والعالم عام 2010، بعد أن تمكن من جرّ المباراة 1 – 1 أيضا إلى ركلات الترجيح 3 – 1 بفضل حارس مرماهم المتألق يان سومير، بطل الملحمة ضد فرنسا أيضا.

ومن ناحية أخرى عُيّن دراغان ستويكوفيتش عام 2021 ونجح في نسج فريق قادر على توفير النتائج بموازاة المواهب الفردية للاعبيه.

وحتى الآن، أخفق المنتخب في التأهل إلى البطولات الكبرى، على غرار كأس أوروبا الأخيرة. ويُعدّ ستويكوفيتش من أبرز لاعبي الوسط في تاريخ البلاد (يوغوسلافيا سابقا)، وخاض رحلة تدريبية مع ناغويا الياباني، حيث أنهى مشواره كلاعب مع "غوانغجو أر أند أف" الصيني قبل تولي مسؤولية بلاده.

19