ساوثغيت يبحث عن إنقاذ مسيرته مع إنجلترا عبر المونديال

ألمانيا تتسلح بطموح فليك لمطاردة الأرقام العالمية للبرازيل.
الاثنين 2022/10/31
لعبة الأرقام تتواصل

يواصل المنتخب الإنجليزي مساعيه لإضافة لقب عالمي أو حتى قاري جديد إلى خزينته يعزز به مكانة بلاده التاريخية، كونها مهد كرة القدم. ويتعين على نجوم منتخب الأسود الثلاثة العمل بجدية خلال مونديال قطر، من أجل محو الصورة الباهتة التي ظهرت عليها إنجلترا في دوري الأمم.

لندن - لم يكن غاريث ساوثغيت من الأسماء البارزة في عالم التدريب عندما اختير لقيادة منتخب إنجلترا في عام 2016، لكن قادته ظروف طارئة إلى التواجد على مقعد المدير الفني للأسود الثلاثة.

وكان سام ألارديس قد استقال من تدريب منتخب إنجلترا بعد مباراة واحدة بسبب تورطه في فضيحة التلاعب بقوانين الانتقالات في إنجلترا.

إثبات الكفاءة

استعان الاتحاد الإنجليزي بساوثغيت سريعا لقيادة الأسود الثلاثة مؤقتا، ليحصل المدرب المغمور على فرصة لإثبات كفاءته وأنه جاء لكتابة تاريخ لنفسه أولا، ولإنجلترا، لكن خانته الخطوات الأخيرة أكثر من مرة. بعد مباريات أولى ناجحة قرر الاتحاد الإنجليزي تعيين ساوثغيت كمدرب دائم بعقد مدته 4 سنوات، رغم أن تاريخه في التدريب يقتصر على تدريب ميدلسبره ومنتخب إنجلترا للشباب.

رغم التقدم الذي حققه ساوثغيت مع إنجلترا، ربما يكون مونديال قطر فرصته الأخيرة لإنقاذ رأسه، بعدما فشل في دوري الأمم

بداية ساوثغيت جاءت ناجحة عندما قاد إنجلترا للتأهل إلى مونديال 2018 في روسيا، ومن ثم التقدم في أدوار البطولة وعبور كولومبيا والسويد، قبل السقوط في فخ كرواتيا قبل النهائي، والاكتفاء بالمركز الرابع في كأس العالم. وقاد ساوثغيت منتخب إنجلترا أيضا إلى نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية، لكنه سقط في نفس الدور أمام هولندا واكتفى بالمركز الثالث. استمر غاريث في نهضته بالمنتخب الإنجليزي الذي نجح في الوصول إلى نهائي يورو 2020، متفوقا في الأدوار الإقصائية على ألمانيا وأوكرانيا والدنمارك، قبل أن يخسر اللقب بشكل درامي ضد إيطاليا بركلات الترجيح.

رغم التقدم الذي حققه ساوثغيت مع إنجلترا، لكن ربما يكون مونديال قطر فرصته الأخيرة لإنقاذ رأسه، بعدما فشل بشكل واضح في دوري الأمم الأوروبية هذا الموسم، حيث احتل المركز الأخير في مجموعة تضم إيطاليا وألمانيا والمجر. وربما لن يتحمل الاتحاد الإنجليزي فشلا جديدا إذا ظهر منتخب الأسود الثلاثة بصورة باهتة في مونديال قطر، خاصة مع إصرار ساوثغيت على إشراك لاعبين يظهرون بصورة جيدة مع أنديتهم أو بقميص إنجلترا مثل هاري ماغواير مدافع مانشستر يونايتد.

مشاركة المنتخب الإنجليزي في النسخة الجديدة من المونديال قد تحمل طابعا مختلفا في ظل الطفرة التي أحدثها المنتخب في السنوات القليلة الماضية. ويتسم المنتخب الإنجليزي الحالي بالسرعة والقدرة على تكثيف اللعب في نصف الملعب الخاص بالمنافس، حيث يمتلك أفضل لاعبيه في خطَي الوسط والهجوم، ولكن المشكلة في هجومه الذي لا يستطيع أن يُحدث الفارق في المباريات الكبيرة.

دائما ما تسيطر الأرقام القياسية على منافسات كأس العالم، وقبل انطلاق النسخة 22 في قطر هناك العديد من الأرقام التي باتت مهددة من قبل المنتخبات واللاعبين المشاركين.

أرقام مونديالية

أرقام

الأرقام القياسية التاريخية بحوزة المنتخب البرازيلي، وكيف بإمكان المنتخب الألماني تحطيمها أو الاقتراب منها في مونديال 2022. من المعروف أن المنتخب البرازيلي هو أكثر المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم، فلم يغب إطلاقا عن منافسات البطولة منذ انطلاق النسخة الأولى في أوروغواي العام 1930، حيث يحمل في رصيده 21 مشاركة سابقة.

ويأتي المنتخب الألماني، في المركز الثاني برصيد 19 مشاركة (لم يغب منذ خوض نهائيات 1954)، متقدما على المنتخب الإيطالي (18) والمنتخب الأرجنتيني (17) والمنتخب المكسيكي (16). ويصعب كسر الرقم البرازيلي هذا، طالما أن الفريق يتأهل بسهولة إلى كل نسخة من البطولة، لكن هناك أرقاما في حوزته يتطلع المنتخب الألماني إلى كسرها. ولعب المنتخب البرازيلي 109 مباريات في النهائيات، وهو العدد نفسه الذي خاضه المنتخب الألماني، والفريق الذي يلعب مباريات أكثر في مونديال قطر سينفرد بالرقم القياسي لعدد المباريات. وحقق المنتخب البرازيلي 73 انتصارا مقابل 67 انتصارا للمنتخب الألماني، الذي يحتاج إلى خسارة منافسه مبارياته الـ3 في الدور الأول، مقابل إحراز اللقب كي يستطيع تحطيم الرقم أو الانفراد به.

 ويأمل رجال هانزي فليك في تسجيل الأهداف من أجل تحطيم الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة لفريق واحد في جميع النسخ، والذي يحمله منتخب السيليساو بـ129 هدفا، بفارق 3 أهداف فقط أمام الألمان. وهناك رقم آخر يأمل الألمان في الاقتراب منه على أقل تقدير، حيث تحتل البرازيل صدارة المنتخبات الأكثر جمعا للنقاط، وفقا لنظام حصول الفائز على 3 نقاط، برصيد 237 نقطة، مقابل 221 نقطة للمنتخب الألماني.

لكن الهدف الرئيسي للمنتخب الألماني في هذه البطولة يتمثل في إحراز اللقب المونديالي الخامس، ومعادلة رقم المنتخب البرازيلي الذي حقق 5 ألقاب “1958 و1962 و1970 و1993 و2002”. واحتل المنتخب الألماني أحد المراكز الـ3 الأولى 12 مرة (4 في الأول، 4 في الثاني، 4 في الثالث)، مقابل 9 مرات للمنتخب البرازيلي (5 مرات في الأول، ومرتان في الثاني، ومرتان في الثالث). كثيرا ما يدخل المنتخب الألماني نهائيات كأس العالم للعب الأدوار المتقدمة والمراهنة على اللقب، ويبدو أن كأس العالم 2022 في قطر لن تشذ عن تلك القاعدة لمنتخب يجر وراءه تاريخا مميزا في كأس العالم، رغم مشاركته المخيبة في النسخة الأخيرة روسيا 2018.

يتولى تدريب المنتخب الألماني هانزي فليك، وهو لاعب كرة قدم سابق لم تكن مسيرته الكروية لامعة لكنه حقق نتائج لافتة عندما أشرف على تدريب نادي هوفنهايم (2000 – 2005)، ثم بايرن ميونخ بين 2019 و2021 حين قاده إلى التتويج بلقب الدوري والكأس في ألمانيا ودوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية في 2020، وهو العام الذي حقق فيه إنجازا شخصيا وذلك عندما تم اختياره أفضل مدرب كرة قدم في أوروبا من قبل الاتحاد الأوروبي للعبة.

19