موقف صعب للبرتغالي رونالدو في سباق الكرة الذهبية

يأمل عشاق ومحبو النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، مهاجم مانشستر يونايتد، في تتويجه بجائزة الكرة الذهبية لعام 2022، رغم صعوبة موقفه نظرا إلى تواجد المرشح الأوفر حظا كريم بنزيمة نجم ريال مدريد. فرغم تواجده في القائمة المرشحة للفوز بالجائزة، إلا أنه يعد من أضعف المرشحين لنيلها بالنظر إلى الأداء الذي قدمه فرديا وجماعيا، وعدم ظهوره بالشكل الذي يجعله قادرا على كسر التوقعات والفوز بالكرة الذهبية.
باريس - نجح كريستيانو رونالدو في أن يضع اسمه ضمن المرشحين للكرة الذهبية، حتى لو لم يكن من بين الثلاثة الأوائل، لينجح في 2007 في حصد المركز الثاني خلف البرازيلي كاكا الفائز بالجائزة في هذا العام، وذلك منذ بداية مسيرته الاحترافية وانتقاله إلى اللعب في صفوف مانشستر يونايتد في عام 2003.
ونجح الدون البرتغالي في العام التالي 2008 في أن يتوج بالكرة الذهبية لأول مرة في مسيرته متفوقا على غريمه التقليدي ليونيل ميسي الذي حل ثانيا بالترتيب وكذلك فرناندو توريس مهاجم ليفربول آنذاك. ومنذ ذلك التاريخ استطاع رونالدو أن يكون موجودا بالقائمة، ففي عام 2009 حل بالمركز الثاني، بينما لم يكن موجودا في عام 2010.
وفي 2011 و2012، جاء رونالدو في المركز الثاني خلف ميسي، ليحصد الدون الجائزة في عامين متتاليين بعد ذلك في 2013 و2014، ثم يتراجع البرتغالي إلى المركز الثاني في عام 2015. وعاد الأسطورة البرتغالي ليفوز بالجائزة من جديد لعامين جديدين 2016 و2017، وبذلك تمكن رونالدو من الفوز بالجائزة مرة واحدة مع مانشستر يونايتد، بينما فاز بها 4 مرات خلال فترته بريال مدريد.
ولكن منذ رحيله عن ريال مدريد في عام 2018، لم يتمكن الدون من الفوز بالجائزة أبدًا، بل إن ترتيبه بدأ يتراجع، ففي 2018 حصل على الجائزة لوكا مودريتش متوسط ميدان ريال مدريد، بينما جاء رونالدو في المركز الثاني، كما تراجع في العام التالي عندما فاز ميسي بالجائزة، وحل فيرجيل فان ديك ثانيا ليأتي الدون في المركز الثالث.
مرشح فوق العادة
بعد إلغاء الجائزة في 2020 بسبب تفشي فايروس كورونا خرج رونالدو تماما من القائمة المصغرة لأفضل ثلاثة لاعبين التي نجح فيها ميسي في الفوز بالكرة الذهبية، فيما أتى ليفاندوفسكي ثانيا ثم جورجينو ثالثا.
وفشل كريستيانو في حصد الكرة الذهبية منذ رحيله عن الريال في 2018 دفع العديد من مشجعي كرة القدم إلى القول إن تواجده في ريال مدريد كان عاملا مساهما في فوزه بالكرات الذهبية الأربع نظرًا إلى القوة التي يتمتع بها النادي الأبيض ورئيسه فلورنتينو بيريز.
ولاشك أن تتويج رونالدو بجائزة العام الحالي سيكون صعبا للغاية، في ظل حالة التألق التي عاشها بنزيمة على مدار العام، ومساهمته الكبيرة في الفوز بالدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، وكونه هداف المسابقتين.
ويبدو المهاجم الدولي كريم بنزيمة مرشحا فوق العادة لحصد الكرة الذهبية خلال حفل في باريس الاثنين، ليصبح أول فرنسي يتوج بالجائزة المرموقة منذ زين الدين زيدان بعد قرابة ربع قرن من الزمن. هناك 30 مرشحًا يتنافسون على أرقى الجوائز الفردية في كرة القدم ولكن بنزيمة يغرّد خارج السرب بعد عروضه الرائعة الموسم الماضي التي ساهمت في تتويج ريال مدريد بطلا لأوروبا وإسبانيا.
سجل ابن الـ34 عاما 44 هدفا في 46 مباراة في جميع المسابقات خلال الموسم الماضي مع النادي الملكي، بينها 15 في دوري أبطال أوروبا. في المسابقة القارية، قدّم مستويات خارقة أمام أقوى فرق البطولة مسجلا ثلاثية “هاتريك” أمام كل من باريس سان جرمان الفرنسي في غضون 17 دقيقة في الشوط الثاني في إياب الدور ثمن النهائي، وتشيلسي في إنجلترا في ذهاب ربع النهائي. كما أحرز ثلاثة أهداف في مباراتي نصف النهائي ضد مانشستر سيي ليقود الفريق إلى النهائي الذي تفوق فيه على ليفربول.
أحرز بنزيمة جائزة أفضل لاعب في أوروبا المقدمة من الاتحاد الاوروبي للعبة (ويفا) في أغسطس الفائت ويمر بأفضل فترات مسيرته قبل قرابة شهر من كأس العالم. كان منبوذا سابقا، إذ تم استبعاده من المنتخب لمدة خمس سنوات ونصف السنة بسبب تورطه في فضيحة ابتزاز متعلقة بزميله السابق ماتيو فالبوينا، إلا أنه وضع ذلك خلفه ويلعب أفضل كرة قدم في مسيرته مع اقتراب عيده الخامس والثلاثين في اليوم التالي بعد نهائي كأس العالم. قال مؤخرًا “أهم شيء بالنسبة إلي هو الفوز بالبطولات الجماعية. إذا قمت بالأشياء بشكل صحيح على أرض الملعب، فستتبع ذلك جوائز فردية”.
يبدو فوزه في مسرح “شاتليه” في العاصمة الفرنسية الاثنين محسوما. مازح المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي “إذا لم يلغوا الجائزة فمن المحتمل أنه سيفوز بهذه الكرة الذهبية”. وكان مهاجم برشلونة الحالي المرشح الأوفر حظاً للفوز بالجائزة الفردية في العام 2020 عندما كان يدافع عن ألوان بايرن ميونخ الألماني، لكن الحفل ألغي للمرة الأولى منذ إنشاء الجائزة في العام 1956 بسبب جائحة فايروس كورونا.
غياب بارز
عادت العام الماضي وتوج بها الأرجنتيني ليونيل ميسي للمرة السابعة معززا رقمه القياسي، ولكنه غير مرشح هذا العام بعد موسم أول مخيّب مع باريس سان جرمان. يتواجد البرتغالي كريستيانو رونالدو المتوج بها خمس مرات، فيما يغيب البرازيلي نيمار، زميل ميسي في سان جرمان، عن القائمة الأخيرة.
إلى جانب بنزيمة هناك أربعة لاعبين من ريال مدريد ساهموا في تحقيق اللقب القاري الموسم الماضي: البرزايلي فينيسيوس جونيور، المخضرم لوكا مودريتش الفائز بالجائزة عام 2018، الحارس البلجيكي تيبو كورتوا ولاعب الوسط البرازيلي كازيميرو الذي انتقل إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي.
اللائحة ضمت النجم إرلينغ هالاند المتألق مع مانشستر سيتي هذا الموسم، كيليان مبابي، ليفاندوفسكي وكيفن دي بروين
كما ضمت اللائحة النرويجي إرلينغ هالاند المتألق مع مانشستر سيتي هذا الموسم، كيليان مبابي، ليفاندوفسكي والبلجيكي كيفن دي بروين، لكن بنزيمة يحلّق بعيدًا عنهم. في حال فوزه سيصبح خامس فرنسي يحقق هذا الإنجاز بعد ريمون كوبا (1958)، ميشال بلاتيني (1983، 1984، 1985)، جان – بيار بابان (1991) وزيدان (1998). كانت تُمنح الجائزة سابقًا اعتمادًا على أداء اللاعب على مدار السنة. لكن النظام تغير، وبات على ما يقدمه خلال الموسم.
لدى السيدات، تبدو المنافسة محتدمة أكثر على رابع كرة ذهبية التي مٌنحت للمرة الأولى في 2018. هناك ثلاث لاعبات من منتخب إنجلترا الذي توج بكأس أوروبا في القائمة النهائية المؤلفة من 20 لاعبة، بينهن لوسي برونز وميلي برايت فيما تبدو مهاجمة أرسنال بيث ميد الأكثر حظا بعد أن سجلت ستة أهداف في البطولة القارية. هناك حظوظ أيضا للأسترالية سام كير والألمانيتين لينا أوبيردورف وألكسندرا بوب، أو قد تحتفظ الإسبانية أليكسيا بوتياس بالجائزة. تتعافى بوتياس (28 عاما) راهنا من إصابة قوية في الركبة حرمتها من المشاركة في اليورو مع منتخب بلادها ومن غير المتوقع أن تلعب هذا الموسم.
قادت لاعبة خط الوسط التي خلفت النروجية أدا هيغيربيرغ والأميركية ميغان رابينو إلى الجائزة العام الماضي، برشلونة إلى ثنائية الدوري والكأس المحليين بالإضافة إلى نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي. كانت أفضل مسجلة في المسابقة القارية مع 11 هدفا إلا أن برشلونة خسر النهائي ضد ليون الفرنسي.