طموحات العرب تتسع.. استضافة الأولمبياد مبتغى السعودية

حقبة رياضية متنامية للدولة الخليجية.
الثلاثاء 2022/08/23
تحت الأضواء

فتح وزير الرياضة السعودي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل الباب لاستضافة بلاده لدورة الألعاب الأولمبية في السنوات المقبلة. وكانت المملكة العربية السعودية قد فازت لأول مرة بحق استضافة النسخة الـ22 من دورة الألعاب الآسيوية التي تُقام عام 2034.

جدة (السعودية) - ترى السعودية أن استضافة الألعاب الأولمبية هي “المبتغى” بعد رياضتي الفورمولا واحد والغولف، وذلك في ظل حقبة رياضية متنامية في الدولة الخليجية، وفق ما يؤكد وزير رياضتها في تصريحات إعلامية، رافضا في الوقت نفسه الاتهامات الموجهة لبلاده.

ويقول وزير الرياضة رئيس اللجنة الأولمبية السعودية الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل إن “تركيزنا الرئيسي الآن هو على دورة الألعاب الآسيوية 2034” التي ستقام بعد عامين من استضافة بريزبين الأسترالية لدورة عام 2032.

ويُعدّ الاستثمار في الرياضة جزءا من إستراتيجية متعددة الجوانب تمت الموافقة عليها قبل ست سنوات لتنويع الاقتصاد المعتمد على النفط بالدولة الخليجية، في إطار المشروع طويل الأمد.

في حال نجاح السعودية في استضافة أولمبياد 2036، فإنها ستكون أول دولة عربية تنجح في تنظيم الأولمبياد عبر التاريخ

وتحدّث الوزير قبيل مواجهة بطولة العالم في الملاكمة للوزن الثقيل بين الأوكراني أولكسندر أوسيك الذي أحرز اللقب والبريطاني أنطوني جوشوا. وفي العام 2034، ستستضيف العاصمة الرياض دورة الألعاب الآسيوية، وهو حدث متعدد الرياضات واسع النطاق يرى الأمير عبدالعزيز بن تركي أنه يمكن أن ينذر باستضافة الألعاب الأولمبية الصيفية، ويقول “نحن منفتحون على النقاش مع اللجنة الأولمبية الدولية حيال هذه الألعاب في المستقبل. أعتقد أن المملكة العربية السعودية أظهرت أنه يمكننا استضافة أحداث مماثلة”.

ويضيف “بالتأكيد، ستكون الألعاب الأولمبية المبتغى بالنسبة إلينا (…) لكننا منفتحون على ذلك وأعتقد أننا نستطيع ذلك”.

وتتعرض السعودية لانتقادات متواصلة، لكن الأمير عبدالعزيز بن تركي يقول إن الانتقادات بعيدة عن الواقع “إننا نتقدم، ونتحرك نحو مجتمع أفضل، ونتحرك نحو نوعية حياة أفضل، وبلد أفضل، من أجل المستقبل”.

ويتابع أن “الحقائق تدل على أن استضافة هذه الفعاليات تعود بالفائدة على شعبنا وعلى التغييرات الجارية وعلى الحياة في السعودية”. وكان نزال الملاكمة نفسه في العام 2019 والذي شارك فيه جوشوا واستعاد لقبه حينها من الأميركي آندي رويز، المرة الأولى التي يُنظم فيها قتال عالمي للوزن الثقيل في المملكة العربية السعودية.

الرياضة للجميع

استضافة مثالية
استضافة مثالية

وفي العام الماضي، انضمت المملكة الخليجية إلى روزنامة سباقات فورمولا واحد، ويُموّل صندوق الاستثمارات العامة الحكومي “ليف غولف” الذي استقطب مجموعة من كبار اللاعبين بمكافآت توقيع ضخمة وحزمات مالية بقيمة 25 مليون دولار، ما أنتج انشقاقاً في الرياضة.

وأثار حدث الغولف ذلك جدلا كبيراً الشهر الماضي، خصوصاً أنه أقيم في نادي “ترامب ناشيونال” في بيدماينستر بنيوجيرسي، القريب من موقع برجي التجارة العالميين اللذين كانا هدفاً لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 وأسفرت عن مقتل نحو ثلاثة آلاف شخص.

واحتج عشرات من أقارب الضحايا والناجين بالقرب من مكان إقامة الدورة، متهمين السعودية بالتواطؤ في ذلك الهجوم الدموي، وهو اتهام تنفيه المملكة باستمرار.

وردا على “ليف غولف”، فرضت دورات “بي.جي.إيه” الاحترافية الأميركية حظرا إلى أجل غير مسمى على اللاعبين الذين انشقوا، كما قاد تايغر وودز وروري ماكلروي اجتماعاً للاعبي “بي.جي.إيه” لمنافشة كيفية مكافحة المنافسة الجديدة.

وفي هذا الإطار، يقول وزير الرياضة السعودي إنه لم يكن يتوقع الضجة على “ليف غولف”.

ويوضح “ليس فعلياً، بكل صدق. أعتقد أنه إذا كانت هناك فائدة لهذه الرياضة، فلمَ لا، أيّا كان من يفعلها. إذا كانت مفيدة للرياضيين، إذا كانت مفيدة للرياضة، تجذب المزيد من الاهتمام للرياضة، وتجذب المزيد من الأشخاص الذين يرغبون في المشاركة في الرياضة، فإن هذه الرياضة ستنمّي الرياضة للجميع”.

وأبدت السعودية رغبتها أيضا في استضافة كأس آسيا 2027 ونسخة السيدات في العام 2026، إلى جانب دورة الألعاب الآسيوية الشتوية لعام 2029 في نيوم، المشروع المستقبلي الضخم على البحر الأحمر.

وحال نجاح المملكة العربية السعودية في استضافة أولمبياد 2036، بعد 14 عاما، فإنها ستكون أول دولة عربية تنجح في استضافة الأولمبياد عبر التاريخ.

عرض ثلاثي

نور الأولمبياد يريد أن يبزغ من الرياض
نور الأولمبياد يريد أن يبزغ من الرياض

أفادت وسائل الإعلام أن مصر والمملكة العربية السعودية واليونان تخطط تقديم عرض ثلاثي الأطراف لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2030.

وعقد وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي اجتماعا ثلاثيا مع نظيريه السعودي واليوناني لاتخاذ الترتيبات النهائية للملف بعد أن اتفقت الأطراف الثلاثة على استضافة أكبر حدث كروي عالمي في العالم.

وبحث صبحي مع نظيره السعودي العديد من القضايا المتعلقة بالشؤون الرياضية، وأكد أن استضافة المونديال والأولمبياد حلم الجميع، بمن فيهم المسؤولون وعشاق الرياضة في مصر. وتعمل مصر على التقدم لاستضافة المونديال وبطولات رياضية أخرى في المستقبل.

وقال صبحي إن “الدولة المصرية لديها الإمكانيات التي تؤهلها لاستضافة المونديال، لكن هذا الموضوع لا يزال بحاجة إلى المراجعة”، مشيرا إلى نجاح مصر مؤخرًا في استضافة العديد من البطولات الدولية.

ونجحت مصر في السنوات الأخيرة في استضافة العديد من البطولات الرياضية، بما في ذلك بطولة كأس الأمم الأفريقية في يونيو 2019 وكأس الأمم الأفريقية تحت 23 سنة في نوفمبر 2019 وبطولة العالم لكرة اليد للرجال في يناير 2021، بالإضافة إلى البطولة الأفريقية لكرة اليد للرجال في يوليو الماضي.

وأشاد المراقبون بقدرات الدول الثلاث التي تؤهلها لاستضافة المونديال وإقامة بطولة ناجحة.

19