وهران الجزائرية عاصمة الرياضات المتوسطية

رقم قياسي تاريخي للمشاركين في ألعاب البحر المتوسط.
الأحد 2022/06/19
أنظار العالم ستكون شاخصة إلى الجزائر

ستكون مدينة وهران الجزائرية عاصمة الرياضات المتوسطية في الفترة من 25 يونيو إلى 6 يوليو. حيث ستستضيف الدورة التاسعة عشرة لألعاب البحر الأبيض المتوسط. وقد حازت مدينة وهران على شرف تنظيم الدورة الـ19 للألعاب، عقب التصويت السرّي الذي نظم على هامش انعقاد الجمعية العامّة في مقاطعة بيسكارا الإيطالية عام 2015. وحصدت وهران 51 صوتا مقابل 17 صوتا لمدينة صفاقس التونسية (سبق لها تنظيم الحدث مرتين عام 1967-2001)، وقد كان من المقرر أن يتم تنظيم الحدث الرياضي عام 2021، لكن تم تأجيله سنة بسبب جائحة كورونا.

الجزائر - أكد رئيس لجنة مراسم افتتاح واختتام الألعاب الأولمبية سليم دادة في تصريحات صحافية أن حفل الافتتاح لن يقوم على النجم الواحد بل هو قصة ستبهر العالم شكلا ومضمونا. وأضاف "راهنا على أصحاب الخبرة ممن صمموا افتتاحات كأس العالم وبطولة آسيا وكؤوس أفريقيا للأمم وإن شخصيات فنية وأدبية ورياضية جزائرية رحلت ستكون حاضرة من خلال ما تركت من إرث إنساني وعالمي".

وحسب دادة "حفل الافتتاح رسالة سياسية وحضارية وثقافية ورياضية من الجزائر إلى العالم وليس حفلا لنجوم الغناء". وأوضح "مازالت تصلنا عروض واقتراحات للتعاون والمشاركة مجانا في التظاهرات الثقافية التي ستواكب الألعاب الأولمبية وهناك 900 شاب وشابة شاركوا في كاستينغ الحفل بوهران واخترنا من بينهم 500 شاب".

ويوم 30 مايو 2022، توقّع محافظ ألعاب البحر الأبيض المتوسط محمد عزيز درواز، وصول العدد الإجمالي للرياضيين ومرافقيهم في الطبعة الـ19 للألعاب المقررة بوهران، إلى أزيد من 5400 مشارك، وهو رقم قياسي لم يسبق تسجيله في تاريخ المنافسة.

وفي ندوة صحافية أعقبت جلسة عمل بين لجنة تنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط ولجنة التنسيق التابعة للجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط، أشار درواز إلى نسبة مشاركة هامة مرتقبة خلال الطبعة المقبلة للألعاب المتوسطية.

وصرّح درواز "في البداية تمّ تسجيل ما لا يقل عن 1200 مشارك، قبل أن يرتفع العدد الإجمالي لقائمة المشاركين المسجلين لطبعة الألعاب المتوسطية لوهران إلى 5400 في غضون الأيام القليلة الماضية".

وأضاف "هذا العدد الهام من المشاركين في نسخة وهران، يعتبر من أكبر عدد المشاركات المسجلة في تاريخ الألعاب، ويؤكد أنّ دول ضفتي البحر الأبيض المتوسط لديها ثقة كبيرة في الجزائر وهو ما يشكل فخرا لنا، علما أنّ الرياضيين الذين تمّ اختيارهم ذوي قيمة".

ألعاب مبهرة 

قائمة المشاركين ارتفعت لتبلغ 4500 مشارك في الألعاب المتوسطية التي تعد بحضور طاغ 

لدى تطرقه لأشغال الجلسة الختامية مع ممثلي اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط، عبّر درواز عن شكره وتقديره للمرافقة التي حظيت بها التحضيرات من لجنة التنسيق الدولية التي يرأسها برنارد أمسالم من أجل إنجاح التظاهرة.

وأكد درواز أنّ جميع العراقيل تم رفعها بفضل الإجراءات التي اتخذتها الدولة مشيرا إلى التسهيلات التي قدمتها السلطات العمومية كي تجري التحضيرات لهذا الحدث في أحسن الظروف معتبرا أن ذلك لم يسبق له مثيل.

وأضاف "حتى وإن كانت كل المنافسات التجريبية لم تحترم حرفيا لأسباب موضوعية، ينبغي التنويه بالظروف الجيدة التي طبعت إجراء بعض المنافسات المدرجة على غرار البطولة الأفريقية للجيدو التي اختتمت الأحد والدورتين الدوليتين للتنس والبطولة الأفريقية للشباب في الفروسية".

وأشاد رئيس لجنة التنسيق للجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط، برنارد أمسالم، بالدور الذي لعبته السلطات العليا للبلاد لإنجاح التحضيرات الخاصة بالألعاب المتوسطية، قائلا إنّه متفائل بالنجاح الذي ستحققه طبعة وهران خاصة، كما أضاف أنّ التظاهرات ستجري داخل منشآت رياضية جديدة سواء التي تم إنجازها أو التي تم تحديثها وإضفاء حلة جديدة عليها.

ويرى المتحدث أنّ هذه المنشآت والتجهيزات الجديدة التي تتوفر عليها من شأنها أن تتيح للجزائر احتضان تظاهرات رياضية على أعلى مستوى وأن تشكل مكسبا هاما للرياضيين الجزائريين. وأكد أمسالم أنه تم الإبقاء على إجراء منافسة الفروسية بعد أن أكدت ما لا يقل عن 11 دولة مشاركتها في هذا التخصص، كما حيا في الوقت نفسه: “الخطوة غير المسبوقة التي اتخذها منظمو الألعاب المتوسطية بوهران والمتمثلة في التكفل بنقل الخيول".

وصرّح المسؤول ذاته أنّ بث منافسات الطبعة الـ19 للألعاب المتوسطية بوهران عبر الأوروفيزيون بـ16 دولة، يعدّ الأول من نوعه في تاريخ هذه الألعاب، وهو ما يعتبر أيضا مؤشرا إيجابيا سيؤدي إلى تحقيق النجاح المنتظر من هذه الدورة، مشيرا إلى أنّ القناة التلفزيونية للجنة الأولمبية الدولية ستغطي فعاليات هذا الموعد الرياضي المتوسطي.

استقبال الوفود

استعدادات كبيرة لاستقبال الوفود المشاركة
استعدادات كبيرة لاستقبال الوفود المشاركة 

سيتم بداية من اليوم الأحد 19 يونيو الشروع في استقبال الوفود الأجنبية المشاركة في تظاهرة ألعاب البحر المتوسط المقرر إقامتها بولاية وهران، حسبما كشفه وزير الرياضة. وأكد الوزير عبدالرزاق سبقاق أنه سيشرع في استقبال الوفود الأجنبية ابتداء من اليوم على أن تكون كل الوفود حاضرة في يوم 24 من نفس الشهر.

وفي هذا الصدد أوضح الوزير أن 26 دولة أعلنت مشاركتها في التظاهرة وهو عكس ما تم الترويج له، مشيرا إلى جاهزية كل الهياكل التي تم إنجازها لاحتضان التظاهرة.

وتم بناء قرية متوسطية في شرق المدينة. حي جديد حقيقي في وهران، يغطي 36 هكتاراً، أي ما يعادل 55 ملعبا لكرة القدم، ستكون قادرة على استيعاب نحو 4300 شخص من الرياضيين ومسؤولي الفرق. إنه مقسم إلى ثلاث مناطق رئيسية: منطقة سكنية، ومنطقة دولية ومنطقة للمتطوعين. إنه مجهز ببنى تحتية ومرافق مختلفة، منها 5 صالات رياضية و4 مطاعم وعيادات متعددة التخصصات والعديد من الملاعب الرياضية للتدريب. جميع وسائل الراحة مُتاحة لتوفر للمقيمين مكاناً لا تشوبه شائبة للعيش".

وهران تحتضن الدورة الـ19 للألعاب المتوسطية ما بين 25 يونيو و6 يوليو بمشاركة أكثر من 4500 رياضي في 24 اختصاصا

يقول  فؤاد عايسي، مدير التجهيزات العمومية لولاية وهران. الرائد هو الملعب الأولمبي الجديد الذي يتسع لـ40 ألف متفرج، والذي اكتمل بناؤه في عام 2019. سيستضيف مباريات كرة القدم وألعاب القوى، وبالطبع حفل الافتتاح والختام للألعاب. علاوة على ذلك، يحتوي الملعب على أرضية هجينة ومزيج من العشب الطبيعي والألياف الاصطناعية.

كان من المهم للجنة المنظمة لألعاب البحر الأبيض المتوسط أن تعطي للرياضيين والبنى التحتية العامة تميزا جديدا. ويقول محافظ الألعاب المتوسطية محمد عزيز الدرواز، إنه سيكون إرثا مهما لوهران خصوصية الألعاب هي ترك إرث للسكان وللحركة الرياضية الوطنية من خلال هذه المجموعة الرائعة التي تشكل المجمع الأولمبي الجديد في وهران. وأبدى رئيس الوفد الجزائر لألعاب البحر الأبيض المتوسط (وهران 2022)، حمزة دغدغ، تفاؤله بتسجيل الجزائر لأحسن النتائج في تاريخ مشاركاتها.

وصرح دغدغ، في هذا الخصوص، “عامل الأرض، والجمهور يصب في صالح الرياضيين الجزائريين”. كما أضاف "أتوقع أن تسجل الجزائر، في هذه الطبعة من ألعاب البحر الأبيض المتوسط، أحسن نتائج لها".

ستكون إيطاليا والجزائر وتركيا الأكثر تمثيلا في ألعاب البحر المتوسط 2022 بوهران، من حيث عدد الرياضيين المشاركين في هذه الدورة. وحسب ما كشفت عنه محافظة الدورة، سيشارك 324 رياضيا من الجزائر في ألعاب وهران، في عدّة تخصصات، ومثله من تركيا أيضا. لكن البعثة الأكثر تعدادا في الألعاب ستكون بعثة إيطاليا، بمشاركة 371 رياضيا. فيما تحلّ فرنسا في المركز الرابع بين الأكثر مشاركة بـ313 رياضيا.

وبعد فرنسا، تأتي إسبانيا (282 رياضيا)، ومصر (191 رياضيا)، واليونان (176 رياضيا)، وتونس ( 175 رياضيا)، والبرتغال (163 رياضيا)، وصربيا (160 رياضيا)، ثم سلوفينيا (139 رياضيا)، والمغرب (137 رياضيا). ويبلغ إجمالي الرياضيين المشاركين في الدورة، 3390 رياضيا. قدموا من 26 بلدا، من ضفاف البحر الأبيض المتوسط الثلاثة: الأفريقية، والأوروبية، والآسيوية.

أقيمت الدورة الأولى لألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 1951 في مدينة الإسكندرية بمصر، منذ ذلك الحين تقام كل أربع سنوات في أحد بلدان المنطقة. سبق للجزائر أن نظمتها في عاصمتها عام 1975، أقيمت الدورة الأخيرة عام 2018 في مدينة تاراغونا الإسبانية.

حمل الراية الوطنية 

منافسات كبيرة منتظرة عربيا ومتوسطيا لحصد الذهب
منافسات كبيرة منتظرة عربيا ومتوسطيا لحصد الذهب 

أعلنت اللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية، الاثنين، أن حامل علم الجزائر في ألعاب البحر الأبيض المتوسط رفقة إيمان خليف سيكون مصارع الجيدو دريس مسعود رضوان، بطل أفريقيا وابن الباهية وهران. الملاكم الشاب، البالغ من العمر 20 سنة، توج باللقب القاري في فئة أقل من 73 كلغم خلال بطولة أفريقيا الأخيرة للجيدو التي جرت بقصر المؤتمر بوهران في مايو الماضي.

وكانت اللجنة الأولمبية قد اختارت الأسبوع الماضي نائبة بطلة العالم للملاكمة إيمان خليف لحمل علم الوفد الجزائري خلال مراسم حفل افتتاح النسخة التاسعة عشرة للألعاب المتوسطية-2022 بوهران المقررة ما بين 25 يونيو و6 يوليو القادم.

يذكر، أن إيمان خليف (63 كلغم) كانت قد توجت بلقب نائب بطلة العالم خلال المونديال الأخير للملاكمة الذي جرى بمدينة إسطنبول التركية. وبفوزها بالميدالية الفضية، تكون خليف قد حققت سابقة أولى في تاريخ الملاكمة النسوية الجزائرية. وكانت ابنة مدينة تيارت قد احتلت المركز الخامس في أولمبياد 2020 بطوكيو (اليابان).

إيطاليا والجزائر وتركيا ستكون الأكثر تمثيلا في ألعاب المتوسط، من حيث عدد الرياضيين المشاركين في هذه الدورة

وأكد وزير الشباب والرياضة عبدالرزاق سبقاق، أنه سيتم الاعتماد على المنصة الرقمية في تسيير 43 مرفقا رياضيا وشبابيا معتمدا للألعاب المتوسطية التي ستنطلق بعد أيام، مشيرا إلى أن الوزارة ستواصل العمل بهذه المنصة بعد التظاهرة من خلال إدخال جميع المرافق الرياضية ضمن تغطية هذه المنصة.

الوزير، وخلال زيارة قادته لولاية معسكر لتفقد هياكل قطاعه، أشار إلى أنه تم نبذ السياسة القديمة في بيع التذاكر الورقية وقد بات من اليوم وجوبا اعتماد البيع الإلكتروني للدخول إلى الملعب لضمان أمن الجمهور وعدم تسلل أي كان إلى المدرجات ولإضفاء مرونة على دخول ومغادرة الجمهور للملعب وكذلك للقضاء على ظاهرة تزوير التذاكر، حيث تم تسجيل أكثر من 1200 تذكرة مزورة خلال اللقاء الذي احتضنه ملعب 5 جويلية مؤخرا.

سبقاق عبر عن ارتياحه للمرافق الرياضية والشبابية التي تتواجد في ولاية معسكر وأكد على جاهزية المركب الرياضي لسيق لاحتضان جزء من الألعاب المتوسطية وهو مرفق رياضي يضم ملعبا يتسع لـ20 ألف متفرج وقاعة متعددة الرياضات ومسبحا وملعبا جانبيا مخصصا للتدريبات ومجهزا بأحدث التقنيات سواء من ناحية الإضاءة أو كاميرات المراقبة أو منصات وغرف الصحافة وكذا قارئات إلكترونية تمكن من الولوج إلى الملعب في ظرف ساعة ونصف ساعة والخروج منه في ظرف ربع ساعة.

ودعا سبقاق السلطات إلى تنظيم تظاهرات رياضية تجريبية قبل موعد الألعاب المتوسطية لتسجيل مواطن الخلل.  كما دعا كذلك إلى الترويج للألعاب المتوسطية ليس في وهران ومعسكر فحسب بل عبر جميع ولايات الوطن.

 

18