أندية إنجلترا تتخطى أزمة كورونا بميركاتو حماسي

لم تبدأ سوق انتقالات اللاعبين بكامل طاقتها في الصيف الحالي، ولكن المؤشرات تشير إلى وجود صفقات كبيرة، وانطلقت سوق الانتقالات في إنجلترا في 10 يونيو الجاري فيما تنتظر بقية دول أوروبا بدايتها عندها في أول يوليو المقبل.
لندن - ما إن انتهى الموسم المثير في الدوري الإنجليزي، والذي شهد معركة ساخنة بين مانشستر سيتي وليفربول على اللقب، اختتمت بتتويج السماوي، حتى بدأ سباق آخر بين الغريمين، ولكن في سوق الانتقالات.
ويدرك كل فريق، أنه بحاجة للتطور أكثر لمواصلة دفع بعضهما البعض لأقصى حد، وهو ما تجسد في الصفقات التي قام بها المدربان يورغن كلوب وبيب غوارديولا مبكرا هذا الصيف. وتعاقد مانشستر سيتي مع هالاند مقابل 51 مليون إسترليني، بينما ضم ليفربول، المهاجم داروين نونيز مقابل 85 مليون إسترليني.
إنفاق الأموال
ويواصل ليفربول والمان سيتي إنفاق الأموال كما كان الحال في المواسم الماضية، لتعزيز الصفوف بشكل جيد. ويعد مانشستر سيتي من أغنى الأندية في العالم، منذ الاستحواذ عليه في 2008، بينما يتمتع الريدز بذكاء أكبر في الإنفاق مقارنة بالسيتي، وذلك بحسب صحيفة “ذا صن”. ويشتهر ليفربول بصافي إنفاقه على الصفقات، ففي الوقت الذي ينفق فيه الكثير من الأموال على المواهب البارزة، يجني أيضا أموالا ضخمة من عمليات البيع، كما فعل في بيع كوتينيو مقابل 145 مليون إسترليني في شتاء 2018.
واستغل ليفربول، أموال صفقة كوتينيو، وقام بشراء الثنائي أليسون بيكر وفيرجيل فان دايك، وهما من أهم لاعبي الفريق في المواسم الماضية. وعند النظر إلى صافي الإنفاق (الأموال التي تنفق في الشراء، ويطرح منها أموال البيع)، نجد أن ليفربول يتفوق بشدة على المان سيتي.
بعد 6 سنوات، حول المدرب الألماني، ليفربول إلى فريق يتميز بخط هجوم ناري، وعمق في كل مركز في أنحاء الملعب
ومنذ وصول غوارديولا إلى ملعب الاتحاد في 2016، وصل صافي إنفاق السيتي على الصفقات، 694 مليون إسترليني مقابل 372 مليونا لكلوب، أي ما يقارب النصف. وبالتالي يبلغ معدل صافي إنفاق السيتي على الصفقات في الموسم الواحد، 115 مليون إسترليني مقابل 62 مليونا للريدز.
يأتي ذلك في الوقت الذي ورث فيه كلوب، فريقا ضعيفا لا يتمتع بنجوم أو عمق في القائمة، وكان أكثر اللاعبين مشاركة معه في الموسم الأول هم سيمون مينيوليه وناثانيل كلاين وألبرت مورينو وإيمري تشان، ويتواجد على مقاعد البدلاء، جوردان إيب وكيفين ستيوارت وشي أوجو وبراد سميث. وبعد 6 سنوات، حول المدرب الألماني، ليفربول إلى فريق يتميز بخط هجوم ناري، وعمق في كل مركز في أنحاء الملعب.
وفي سياق متصل توصل أرسنال الإنجليزي إلى اتفاق مع بورتو للحصول من الأخير على خدمات لاعب الوسط فابيو فييرا مقابل 35 مليون يورو، وذلك وفق ما أعلن النادي البرتغالي. وأفاد بورتو أن قيمة الصفقة قد ترتفع إلى 40 مليون يورو في حال تحققت بعض الأهداف الرياضية. ووفقا لوسائل الإعلام الرياضية، سيوقع اللاعب البالغ من العمر 22 عاما عقدا مع النادي اللندني يمتد لخمسة أعوام. وسجل فييرا الذي تأسس كرويا في أكاديمية بورتو، سبعة أهداف مع 16 تمريرة حاسمة خلال الموسم المنصرم، ليساهم بإحراز الفريق ثنائية الدوري والكأس المحليين من دون أن يكون عنصرا دائما في التشكيلة الأساسية للمدرب سيرجيو كونسيساو. واختير فييرا العام الماضي أفضل لاعب في بطولة أوروبا للشباب على الرغم من خسارة البرتغال في النهائي أمام ألمانيا.
تراجع إنفاق أندية الدوري الإنجليزي على سبيل المثال منذ 2019 حتى الفترة الماضية، ولكن إجمالي إنفاق أنديته في سوق الانتقالات خلال 2021 لم يتراجع عن حاجز الـ1.3 مليار يورو، طبقا لتقييمات شركة ديلويت لخدمات المراجعة والتدقيق والاستشارات المالية، وهي قيمة ضخمة بالتأكيد.
وظل إجمالي إنفاق أندية الدوري الإنجليزي في الصدارة وبفارق هائل عن إنفاق الأندية في باقي بطولات الدوري الأوروبية الأخرى، حيث جاء الدوري الإيطالي في المركز الثاني بإجمالي إنفاق بلغ 550 مليون يورو في 2021. وفي 2021، سجل مانشستر سيتي الإنجليزي رقما مهما في قيمة أعلى صفقة يبرمها النادي عبر تاريخه، وتعاقد مع جاك غريليش من أستون فيلا مقابل 117 مليون يورو، كما أنفق تشيلسي الإنجليزي 115 مليون يورو لاستعادة مهاجمه البلجيكي الخطير روميلو لوكاكو من إنتر ميلان الإيطالي.
استعداد كبير
تبدو الأندية الكبيرة في أوروبا على استعداد كبير لإنفاق مبالغ ضخمة على تدعيم صفوفها خلال الفترة المقبلة، ولا سيما بعد العثرات التي مرت بها أندية كبيرة في الموسم المنقضي وفي مقدمتها مانشستر يونايتد الإنجليزي وبرشلونة الإسباني ويوفنتوس الإيطالي. وفي سياق آخر اتخذ ريال مدريد قرارا مفاجئا بعدما حسم صفقتي المدافع الألماني أنطونيو روديغر ولاعب الوسط الفرنسي أوريلين تشواميني. وضم الريال روديغر مجانا بعد انتهاء عقده مع تشيلسي الإنجليزي، بينما ضم تشواميني من موناكو. وقررت الإدارة إيقاف انتداب المزيد من اللاعبين الجدد للموسم المقبل، في انتظار حسم مستقبل بعض اللاعبين مثل ماركو أسينسيو وداني سيبايوس ولوكا يوفيتش وماريانو دياز.
الأندية الكبيرة في أوروبا تبدو على استعداد كبير لإنفاق مبالغ ضخمة على تدعيم صفوفها خلال الفترة المقبلة
وعزز ريال مدريد من قوة خطي الدفاع والوسط بعد انتهاء الموسم على الفور وفشل في ضم المهاجم الفرنسي كيليان مبابي، في انتظار اتخاذ مزيد من القرارات في يوليو المقبل. وبعد مغادرة البرازيلي مارسيلو والإسباني إيسكو والويلزي غاريث بيل، تحركت الإدارة المدريدية سريعا لضم روديغر وتشواميني.
وقال فلورنتينو بيريز، رئيس بطل أوروبا، في مقابلة مع برنامج الشرينجيتو “توقفنا حاليا لأنه ليس هناك متسع لانتداب المزيد (من اللاعبين)”. وأضاف “ينتظرنا العمل بأكمله في يوليو وأغسطس، وينبغي مشاهدة ما سيحدث مع بعض اللاعبين الذين قد يغادرون الفريق”.
وهناك لاعبان مرتقب رحيلهما عن الفريق، هما الصربي لوكا يوفيتش والإسباني الدومينيكاني ماريانو دياز، وهذا من شأنه إضعاف الخط الأمامي للملكي.
ورغم قلة مشاركة اللاعبين، إلا أن المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي كان يعول عليهما في بعض المباريات لإراحة كريم بنزيما أو لاستبداله بأيهما إذا كان الفرنسي مصابا.
ويدرس اللاعبان الخيارات المطروحة بحثا عن مخرج من ريال مدريد. وفي هذه الحالة، أمام إدارة حامل لقب الليغا ثلاثة خيارات: إما الإبقاء على بورخا مايورال أو تصعيد مهاجم الرديف خوانمي لاتاسا أو التوجه إلى سوق الانتقالات بحثا عن مهاجم آخر.