غوارديولا يحلم بتكرار إنجازاته في مدريد

أنشيلوتي يطمح إلى دخول تاريخ دوري الأبطال باللقب الرابع.
الأربعاء 2022/05/04
لقاء الأستاذ والتلميذ

يستقبل ريال مدريد نظيره مانشستر سيتي بملعب سانتياغو برنابيو الأربعاء في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. ويحتاج الملكي إلى الفوز بفارق هدفين لتعويض خسارته ذهابا. ورغم أن الريال لا يُجيد العبور إلى الدور التالي في أغلب المناسبات التي تعرض فيها للخسارة خلال جولة الذهاب إلا أن هناك مواسم شهدت عودة الميرنغي فعوّض عن إخفاقه في المباراة الأولى.

لندن – يعوّل الإسباني جوزيب غوارديولا على رصيده الجيد في ملعب سانتياغو برنابيو في مدريد عندما يحلّ الأربعاء مع فريقه مانشستر سيتي ضيفا على ريال مدريد الإسباني في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، بعد مباراة ذهاب رائعة حسمها بطل ومتصدر الدوري الإنجليزي بنتيجة 4 – 3. وحثّ غوارديولا مدرب برشلونة الإسباني وبايرن ميونخ الألماني السابق لاعبيه على إظهار شخصيتهم لتحقيق فوز جديد في معقل الفريق الملكي، على غرار دور الـ16 من نسخة 2020 (2 – 1) في طريقه لإقصاء العملاق الإسباني.

ورغم هيبة الملعب العريق ونجاحات ريال في أرضه التي أدت إلى إحرازه لقب المسابقة القارية الأولى 13 مرة (رقم قياسي)، نجح غوارديولا في الفوز 6 مرات في مدريد مع خسارة وحيدة ضمن تسع زيارات له مع سيتي وبرشلونة وبايرن. وكانت زيارته الأولى كمدرب مع برشلونة إلى برنابيو عام 2009 عندما هزم فريقه المضيف بنتيجة 6 – 2، كما قاد برشلونة إلى فوز لافت 2 – 0 في برنابيو في ذهاب نصف نهائي 2011 في طريقه مع نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى لقب ثان في المسابقة.

يحلم غوارديولا بتكرار إنجازاته في مدريد، خصوصا وأن فريقه لا يزال يبحث عن اللقب الأول في تاريخه ضمن دوري الأبطال. وفي المجمل، نجح غوارديولا المدرب في التفوق على ريال مدريد 12 مرة من أصل 20 لقاء معه ذهابا وإيابا. لكن طريقه لم تكن دائما مفروشة بالورود، إذ مني بخسارة ساحقة أمام ريال 0 – 5 بمجموع المباراتين في نصف نهائي 2014 عندما كان مدربا لبايرن ميونخ.

كارلو أنشيلوتي: سأتوقف على الأرجح. لكن إذا احتفظ بي ريال عشرة أعوام، سأدرّب لعشرة أعوام

كما أن ريال مع هدافه الفرنسي المخضرم كريم بنزيمة الذي يعيش أجمل أيام مسيرته، حقق عودتين لافتتين “ريمونتادا” في برنابيو أمام باريس سان جيرمان الفرنسي وتشيلسي الإنجليزي في الدورين السابقين. وصحيح أن سيتي كان الأفضل أمام ضيفه ريال الأسبوع الماضي، إلا أنه أخفق في حسم المواجهة برغم تقدمه بهدفين في أول عشر دقائق، ليدفع ثمن إهدار الفرص والتردد الدفاعي.

عودة ريال بهدفي بنزيمة وهدف البرازيلي فينيسيوس جونيور ستدفع لاعبي سيتيزنز إلى إظهار المزيد من الاحترام لريال ومدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي المنتشي بعد أن أصبح أول مدرب يحرز لقب الدوري المحلي في البطولات الأوروبية الخمس الكبرى. وقال غوارديولا المتوج باللقب كمدرب مرتين مع برشلونة في 2009 و2011 “خسرت وفزت ضدهم (…) مع الموهبة التي يملكونها، الطريقة الوحيدة للفوز عليهم هي أن نتحسّن”. لكن المدرب الفذ البالغ 52 عاما والمعروف بالتطيّر، لن يكون بمقدوره السكن في فندقه المحبب في مدريد، إذ يحبذ العودة إلى الفنادق التي تجلب له الحظ، بعد أن ابتسم له أمام أتلتيكو مدريد في ربع النهائي في فندق فور سيزونز، لم تكن هناك غرف كافية لاحتضان فريقه فاضطر للانتقال إلى ماندارين أورينتال ريتز القريب منه.

وتابع لاعب الوسط الدولي السابق الساعي إلى محو خيبة خسارته لنهائي الموسم الماضي أمام مواطنه تشيلسي، عندما كان يتقدمه بفارق كبير في الدوري المحلي “كي تحرز هذه المسابقة، بحكم خبرتي القصيرة، يجب أن تتخطى مواقف ناشئة وأن تؤدي جيدا في مباراتين. هذا اختبار جيد لنا، يجب أن نظهر شخصيتنا في المباراة. سنلعب من أجل الفوز”. ويخوض سيتي الذي كانت أفضل نتيجة له قبل نهائي الموسم الماضي وصوله إلى نصف نهائي 2016 حين توقف مشواره على يد ريال مدريد بالذات، لقاء مهما مع ليفربول على لقب الدوري الإنجليزي، إذ يتقدمه بفارق نقطة وحيدة قبل أربع مراحل من انتهاء الموسم.

وفي جانب ريال مدريد الذي يخوض نصف النهائي الثلاثين في تاريخه الزاخر، يحاول أنشيلوتي إعادة تركيز لاعبيه على مسابقة دوري الأبطال، بعد الفوز الكبير على إسبانيول 4 – 0 والتتويج بلقبه الـ35 في الليغا، ليحتفل أنصار الفريق كما يجري تقليديا في ساحة سيبيليس الشهيرة. وصاح أنشيلوتي أمام الجماهير “والآن إلى الأربعاء. نعم، قادرون!”.

ويمني أنشيلوتي النفس بدخول التاريخ كأول مدرب يحرز لقب المسابقة القارية الأم أربع مرات، بعدما سبق له أن أحرزها ثلاث مرات مع ميلان الإيطالي عامي 2003 و2007 وريال عام 2014. وأنشيلوتي هو المدرب الوحيد الذي أحرز اللقب ثلاث مرات ووصل إلى النهائي في مناسبة أخرى عام 2005 حين خسر ميلان أمام ليفربول الإنجليزي بركلات الترجيح بعد التعادل 3 – 3 في الوقتين الأصلي من مباراة تاريخية عالقة في الأذهان تقدم خلالها روسونيري بثلاثية نظيفة قبل أن يعود ستيفن جيرارد ورفاقه من بعيد.

رغم نجاحات فريق ريال مدريد في أرضه، نجح بيب غوارديولا في الفوز 6 مرات في مدريد مع خسارة واحدة

ورغم بعض الانتقادات الموجهة للإفراط في الاحتفال بين مباراتين مصيريتين ضد سيتي، اعتبر المدرب المخضرم أنها تجلب الإيجابية والطاقة وتساعد فريقه على السير قدما نحو تعزيز رقمه القياسي بحثا عن اللقب الرابع عشر، وقال “الاحتفال جيد من النواحي الذهنية. نحن محترفون. سنحتفل الليلة سويا، نتدرب غدا ونخوض الأربعاء مباراة أخرى هامة”.

وأضاف المدرب الذي يعوّل على خبرة بنزيمة وصانع اللعب الكرواتي لوكا مودريتش “يمكن أن يجرح أحدهم قدمه أو ساقه خلال الاحتفالات، لكن هذا الأمر لن يحصل”. وأراح أنشيلوتي بنزيمة في مباراة إسبانيول، لكنه سجل بعد نزوله بديلا في الدقيقة 60 رافعا رصيده إلى 18 هدفا في آخر 13 مباراة، في سلسلة رائعة تضمنت ثلاثيتين ضد سان جيرمان وتشيلسي وثنائيات أمام مايوركا وسلتا فيغو وسيتي. ورغم تاريخه العريق، إلا أن الفريق الملكي نجح ثلاث مرات فقط في تحقيق ثنائية دوري الأبطال – الليغا أعوام 1957 و1958 وتحت إشراف الفرنسي زين الدين زيدان في 2017.

وألمح الإيطالي كارلو أنشيلوتي إلى إمكانية اعتزاله مهنة التدريب بعد انتهاء عقده مع ريال مدريد بطل الدوري الإسباني في كرة القدم، معبّرا عن استعداده لإطالة إقامته في العاصمة الإسبانية مع الفريق الملكي. وقال “سأتوقف على الأرجح. لكن إذا احتفظ بي ريال عشرة أعوام، سأدرّب لعشرة أعوام”. وهذه ثاني ولاية يدرّب فيها أنشيلوتي ريال مدريد ويرتبط معه بعقد حتى 2024.

ريال مدريد

19