أغرب من الخيال.. روبوتات تسبح في مجرى الدم

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - استعرض فريق من الباحثين في معهد بكين للتكنولوجيا في الصين إمكانية استخدام روبوتات هجينة متناهية الصغر في تطبيقات توصيل الجرعات الدوائية إلى الأنسجة والأعضاء البشرية بشكل دقيق لتسريع العلاج وتخفيف الأعراض الجانبية.
وتتناول الدراسة التي أوردتها الدورية العلمية "سايبورج أند بيونك سيستمز" المتخصصة في مجال الأنظمة الروبوتية فكرة استخدام روبوتات ضئيلة الحجم تحتوي على أجزاء حية يتم زرعها داخل الجسم، ويمكنها توصيل جرعات الدواء بشكل دقيق إلى الأعضاء المريضة.
ونقل الموقع الإلكتروني "ميديكال إكسبريس" المتخصص في الأبحاث الطبية عن رئيس فريق الدراسة جينهوا لي الباحث في معهد بكين للتكنولوجيا قوله إن "هذه الروبوتات الهجينة متناهية الصغر تتم دراستها على نطاق واسع في مجال التوصيل الذكي للدواء وفق تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات علاج السرطان والأمراض الأخرى".
وأكد أن الروبوتات متناهية الصغر والروبوتات الهجينة التي تحتوي على مكونات حية وأخرى صناعية، تبشر بإحداث ثورة في مجال الطب حيث يمكنها تنفيذ جراحات وفق تقنيات الكيمياء الحيوية بدقة بالغة. وإلى جانب علاج السرطان تستطيع هذه الروبوتات الاضطلاع بدور هام في الجراحات الدقيقة للخلايا وعملية التخصيب وهندسة الأنسجة الحية.

روبوتات متناهية الصغر وروبوتات هجينة تحتوي على مكونات حية وأخرى صناعية تبشر بإحداث ثورة في الطب
وفي الدراسة المنشورة بحث الفريق العلمي إمكانية زرع روبوتات يتراوح حجمها ما بين واحد وعشرين ميكرومترا داخل الجسم، واستخدامها لحقن مادة الثرومبين التي تسبب التجلط لتعطيل مجرى الدم الذي يصل إلى الخلايا السرطانية، وكذلك استخدام روبوت بحجم الحيوان المنوي لتوصيل مادة الهيبارين التي تسبب السيولة في علاج بعض مشكلات الدورة الدموية في جسم الإنسان.
وفي تجارب مشابهة ابتكر باحثون في الولايات المتحدة تقنية جديدة لعلاج سرطان المبايض والقولون والمستقيم عن طريق زرع مصانع دواء بحجم رأس الدبوس داخل الجسم لحقن جرعات مباشرة بغرض القضاء على الخلايا السرطانية.
وفي إطار التقنية الجديدة، التي مازالت في طور التجارب على الفئران، يتم زرع “مصانع الأدوية” داخل الجسم لإعطاء جرعات مستمرة من مادة “إنترلوكين 2″، وهي مادة طبيعية تنشّط خلايا الدم البيضاء لمكافحة الخلايا السرطانية.
ويذكر أن الإنترلوكين 2 هو نوع من السيتوكينات، وهي فئة من البروتينات التي تفرز داخل النظام المناعي للجسم وتستخدم للتعرف على الأمراض والتصدي لها، وقد حصلت هذه المادة على موافقة إدارة الدواء والغذاء الأميركية من أجل استخدامها في علاج السرطان.
ويؤكد فريق الدراسة من جامعة رايس في مدينة هيوستن الأميركية أن مصانع الأدوية متناهية الصغر تأخذ شكل وحجم حبات صغيرة يمكن زرعها داخل الجسم من خلال جراحات بسيطة. وتحتوي كل حبة على خلايا يمكنها إنتاج مادة إنترلوكين 2 مع تغليفها داخل وعاء خارجي لحمايتها.
ونقل عن أوميد فيسيه الباحث في مجال الهندسة الحيوية قوله إن تجربة التقنية الجديدة على البشر سوف تبدأ الخريف المقبل لأن فريقه البحثي مازال يبحث كيفية وضع برامج علاجية لمساعدة مرضى السرطان في أسرع وقت ممكن، حيث أن الفريق لا يختار سوى المكونات الطبية التي ثبت أنها آمنة على البشر، وثبتت فاعليّتها في تجارب عديدة.
وأوضح أن “مصانع الدواء متناهية الصغر تقوم بإنتاج جرعات الدواء بشكل يومي حتى يتم القضاء على الخلايا السرطانية”، مضيفا أنه “بمجرد أن حددنا الجرعة الصحيحة وعدد المصانع التي يتعين زرعها داخل الجسم، نجحنا في القضاء على السرطان بنسبة مئة في المئة من الحيوانات التي خضعت للتجربة لعلاج سرطان المبايض وسبعة من كل ثمانية حيوانات مصابة بسرطان القولون والمستقيم”.