مانشستر سيتي يتحدى جاره يونايتد في ديربي أجوار مخادع

يستضيف مانشستر سيتي جاره وغريمه مانشستر يونايتد في قمة كروية سيكون الرهان فيها مسلطا على فارق النقاط الثلاث والتي تضمن للأول تعزيز موقعه في الصدارة فيما يأمل الثاني في حصدها ونفض غبار الخيبات التي لازمته مؤخرا وأدخلت الشكوك في نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو.
لندن - سيكون مانشستر يونايتد غدا الأحد في ضيافة جاره ومنافسه اللدود مانشستر سيتي في “ديربي أجوار مخادع”، حيث تميل الأرقام على الورق لصالح “الشياطين الحمر” في عقر دار متصدر الدوري الإنجليزي لكرة القدم، وذلك في قمة مباريات المرحلة الثامنة والعشرين والتي تشهد بداية حقبة لليدز يونايتد بإشراف مدربه الجديد الأميركي جيسي مارش.
وعلى الرغم من هيمنة رجال المدرب الإسباني بيب غوارديولا على الكرة الإنجليزية في الأعوام الأخيرة، إلاّ أن ملعبهم “الاتحاد” نادرا ما ابتسم لهم أمام فريق “الشياطين الحمر”.
وتميل الكفة لصالح يونايتد، إذ تشير الأرقام إلى عدم تمكن “السيتيزن” من الفوز سوى في مباراة يتيمة من السبع الأخيرة على أرضه في مختلف المسابقات، في نقيض صارخ لسجله الإيجابي على ملعب جاره في “أولد ترافورد”.
ويحتل يونايتد المركز الرابع مع 47 نقطة، متأخرا بفارق 3 نقاط عن تشيلسي الذي يملك مباراتين مؤجلتين، ومتقدما بفارق نقطتين فقط عن وست هام وأرسنال السادس، علما وأن الأخير يملك ثلاث مباريات مؤجلة، في صراع حجز أحد المقاعد الأربعة المؤهلة إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل.
ويخشى سيتي الذي يعشق الاستحواذ من سرعة يونايتد في الهجمات المرتدة، حيث يدرك غوارديولا جيدا مدى الضرر الذي يمكن للاعبين أمثال جايدون سانشو وماركوس راشفورد إحداثه بفريقه.
ولم يخسر يونايتد سوى مرة واحدة في الدوري عقب وصول مدربه الجديد الألماني رالف رانغنيك خلفا للنرويجي أولي غونار سولشاير في ديسمبر الماضي.
علامات استفهام
تُطرح علامات استفهام حول إمكانية الزج بالنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو أساسيا، على الرغم من أنه لم يسجل سوى هدف في مبارياته العشر الأخيرة، وهو الذي كان سجل 14 هدفا في 20 مباراة قبل أن يتراجع مستواه.
وفي سن الـ37 عاما، يتحضر “سي آر 7” لخوض مباراته الخامسة في غضون 15 يوما فقط، لكن ما يقلق مدربه الألماني ليس لياقته البدنية بل قدرة البرتغالي على إنهاء الهجمات في شباك منافسيه.
ومنذ وصول رانغنيك إلى “أولد ترافورد”، بات يونايتد الفريق الذي خلق العدد الأكبر من الفرص (160) من دون أن يتمكن من استثمار سوى القليل منها، إذ سجل 20 هدفا فقط.
كما يأمل رانغنيك أن يقف الحارس الإسباني دافيد دي خيا سدا منيعا أمام مهاجمي سيتي، بعدما نجح أمام واتفورد في المرحلة الماضية في الحفاظ على نظافة شباكه للمباراة الـ129، متجاوزا الرقم القياسي الشخصي في الدوري لحارس “الشياطين الحمر” السابق الدنماركي بيتر شمايكل.
مانشستر سيتي المتصدر برصيد 66 نقطة يطمح إلى الإبقاء على فارق الست نقاط عن مطارده المباشر ليفربول
وتقدّم الإسباني للمركز العاشر في لائحة الأفضل في تاريخ البريميرليغ. ويسعى سيتي لحسم الديربي لصالحه قبل استحقاقه الأوروبي بعد أربعة أيام أمام سبورتينغ البرتغالي في إياب ثمن نهائي دوري الأبطال، بعدما ضمن بنسبة كبيرة تأهله إلى ثمن النهائي بفوزه الكبير بخماسية نظيفة ذهابا.
وفي المقابل يستعدّ يونايتد لخوض أسبوعين حاسمين، فيستقبل توتنهام في المرحلة المقبلة للدوري وأتلتيكو مدريد الإسباني في الخامس عشر من مارس الحالي، في ذهاب ثمن نهائي المسابقة القارية بعد تعادلهما 1 – 1 ذهابا.
ويلهث الفريقان خلف النقاط الثلاث، مقابل رغبة سيتي المتصدر برصيد 66 نقطة الإبقاء على فارق الست نقاط عن مطارده المباشر ليفربول الساعي بدوره لتحقيق فوزه السابع على التوالي في الدوري عندما يستقبل وست هام الخامس السبت، علما أن الأخير هو الوحيد، إلى جانب ليستر سيتي، الذي تمكن من الفوز على “الريدز” هذا الموسم.
ويأمل ليفربول الذي يتألق في صفوفه هداف الدوري المصري محمد صلاح مع 19 هدفا أن يستعدّ بأفضل طريقة ممكنة لاستحقاقه الأوروبي عندما يستقبل بعد ثلاثة أيام إنتر الإيطالي في إياب ثمن نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا، حيث وضع قدما في ربع النهائي بفوزه 2 – 0 ذهابا.
حقبة جديدة
على الجانب الآخر يواجه الأميركي جيسي مارش مدرب ليدز الجديد الذي حلّ بدلا من الأرجنتيني المقال مارسيلو بييلسا تحديات كبيرة في ظل التقهقر الدفاعي لفريقه.
واهتزت شباك ليدز 60 مرة هذا الموسم، أي أكثر بخمس مرات من أيّ فريق آخر، منها 20 هدفا في فبراير وحده في الدوري، في أكثر عدد من الأهداف لأحد الفرق في شهر واحد، علماً أنه خسر أمام مانشستر سيتي بسباعية نظيفة وليفربول بسداسية.
ويأتي تعيين مارش، البالغ 48 عاما، في وقت يقبع فيه نادي ليدز على بعد نقطتين فقط من منطقة الهبوط.
وعبّر مدرب لايبزيغ الألماني وسالزبورغ النمساوي سابقا عن إعجابه “الكبير” بسلفه بييلسا الذي أعاد ليدز الموسم الماضي إلى مصاف الدوري الممتاز للمرة الأولى منذ موسم 2003 – 2004.
أرسنال بات يملك فرصة جدية للعودة إلى دوري الأبطال بعد خمسة أعوام وتحديدا منذ مغادرة مدربه السابق أرسين فينغر
وقال مارش الذي أمامه 12 مرحلة لإنقاذ ليدز “وضع كل ما تم إنجازه أساسا رائعا، وفي هذه اللحظة أريد فقط أن أحاول بذل كل ما في وسعي للمساعدة في نقل النادي إلى المرحلة التالية من تاريخنا”.
في المقابل، بات أرسنال يملك فرصة جدّية للعودة إلى دوري الأبطال في الموسم المقبل بعد خمسة أعوام من الغياب، وتحديدا منذ مغادرة مدربه السابق الفرنسي أرسين فينغر الذي يشغل حاليا منصب مدير تطوير كرة القدم العالمية في “فيفا”.
ويبدو رجال المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا أبرز المرشحين لحسم الصراع على المركز الرابع الأخير المؤهل إلى المسابقة القارية، بعدما تعافوا من بداية موسم كارثية.
وتراجع فريق “المدفعجية” إلى قاع الترتيب بعد خسارة مبارياته الثلاث الأولى، ولكن مذاك رفع من وتيرته ليبدأ حملة الصعود إلى مراكز المقدمة.
ولدى أرسنال الذي يحلّ الأحد ضيفا على واتفورد صاحب المركز التاسع عشر قبل الأخير، فرصة انتزاع المركز الرابع من مانشستر يونايتد في حال تمكن من الفوز في معظم مبارياته المؤجلة.
وتأتّى فوز أرسنال في مبارياته الثلاث الأخيرة بالرغم من بعض الضعف في خط الهجوم الذي تأثر سلبا برحيل الغابوني بيار-إيمريك أوباميانغ إلى برشلونة الإسباني حيث يتألق في صفوفه. وعن أهمية التأهل إلى دوري الأبطال، قال أرتيتا “هذا يجب أن يكون هدفنا كل عام، أن نلعب بين أفضل الأندية في العام وهذا ما نريد القيام به”.