الأزمات تربك موسم بوروسيا دورتموند الألماني

لم يعد لدى بوروسيا دورتموند هذا الموسم سوى لقب البوندسليغا للمنافسة عليه بعدما ودع دوري الأبطال والدوري الأوروبي وكأس ألمانيا. ولكي ينجح أسود الفيستيفال في الإبقاء على حظوظهم في منافسة بايرن ميونخ على لقب البوندسليغا حتى نهاية الموسم يتوجب عليهم تجنب بعض الأخطاء التي ارتكبوها في الفترة الأخيرة.
برلين - لم يتوقف لاعبو فريق بوروسيا دورتموند الألماني عن ارتكاب الأخطاء الفادحة في المباريات الحاسمة منذ بداية الموسم على المستويين المحلي والقاري، آخرها أمام رينجرز الأسكتلندي في سباق أبطال أوروبا.
وواصل المدافع الألماني ماتس هوميلز تقديم الهدايا للمنافسين بكثرة أخطائه المتكررة، رغم الخبرات الهائلة التي يتمتع بها.
وأصبح لزاما على المدرب الألماني ماركو روزه إيجاد طريقة للحد من تلك الأخطاء، سواء بتغيير عناصر الخط الخلفي وامتلاك الشجاعة للتضحية ببعض النجوم أمثال هوميلز، أو بمحاولة اللعب بطريقة مختلفة تمكنه من تجنب الأخطاء.
لا تقتصر التغييرات المطلوبة على اللاعبين فحسب، بل يجب أن تمتد إلى روزه الذي بدا بعقلية انهزامية في الأيام الأخيرة.
وفاجأ مدرب دورتموند جماهير فريقه بعد خسارته 2 – 4 في الذهاب أمام رينجرز، ورفع راية الاستسلام والتأكيد على صعوبة تعويض الإخفاق في جولة الإياب.
وبدا أن هذه العقلية الانهزامية قد انتقلت إلى لاعبيه، وهو ما حال دون نجاحهم في العودة ببطاقة التأهل من غلاسكو.
ولم تعد جماهير دورتموند تعرف طريقة ثابتة للفريق منذ وصول روزه إلى ملعب سيجنال إيدونا بارك الصيف الماضي.
ولجأ المدرب الألماني إلى أكثر من طريقة، حيث شهدت المباريات القليلة الماضية المفاضلة بين طريقة لعب “4 – 3 – 3” و”4 – 2 – 3 – 1″، فيما شهدت بداية الموسم طرقا أخرى مثل “3 – 4 – 3″ و”3- 5 – 2”.
ويبدو أن روزه مازال حائرا ولم يعثر على الخطة المناسبة التي يتمكن بها دورتموند من المُضي في طريقه دون تعثر، وهو ما يلقي بظلاله على نتائج الفريق.
شجاعة مفقودة
روزه ما زال حائرا ولم يعثر على الخطة المناسبة التي يتمكن بها بوروسيا دورتموند من المُضي في طريقه دون تعثر
ربما يحتاج ماركو روزه إلى القليل من الشجاعة لتصحيح مسار فريقه في ما تبقى من مباريات هذا الموسم، لاسيما في ظل اعتماده على بعض الأسماء التي لم تقدم حتى الآن المنشود منها.
وبعيدا عن البعض من النجوم الذين لا يقدمون مستويات مميزة، مثل ماتس هوميلز، هناك الحارس السويسري جريجور كوبيل.
ويبدو أن روزه يشعر بالخجل من فكرة إبقاء كوبيل على دكة البدلاء نظرا لتعاقد النادي معه الصيف الماضي، مفضلا البدء به أساسيا في كافة المباريات طالما كان جاهزا.
ولم يقدم حارس شتوتغارت السابق الإضافة المطلوبة حتى الآن، حيث تستقبل شباكه باستمرار أهدافا غزيرة دون توقف، إذ تلقى حتى الآن 54 هدفا خلال 33 مباراة في كافة البطولات.
ولم يخرج كوبيل بشباك نظيفة طيلة الموسم سوى في 8 مناسبات فقط، وهو ما يؤكد حاجة روزه إلى القليل من الشجاعة بإجلاسه على مقاعد البدلاء لصالح مارفين هيتز، الذي أنهى الموسم الماضي بمستوى متميز.
ولم يستطع دورتموند حتى الآن إيجاد لاعب هداف يُمكنه من تجنب النتائج السلبية في غياب النرويجي إيرلينج هالاند، الذي كثرت إصاباته منذ بداية الموسم.
ويبدو أن روزه لا يثق كثيرا في قدرات المهاجم الشاب يوسوفا موكوكو، رغم غزارته التهديفية في صفوف الناشئين، لكنه يكتفي بتشريكه لفترات قصيرة جدا من حين إلى آخر.
ويلجأ مدرب دورتموند في الكثير من الأحيان إلى الجناح الهولندي دونيل مالين لشغل دور رأس الحربة، في الوقت الذي لا يملك فيه النادي مهاجما صريحا آخر يستطيع تعويض هالاند أثناء غيابه.
انتهاء العقدة

عزز بايرن ميونخ تصدره لجدول ترتيب الدوري الألماني بفوز ثمين خارج قواعده على حساب آينتراخت فرانكفورت بهدف دون رد، وذلك في إطار منافسات الجولة الرابعة والعشرين.
ورفع الفريق البافاري رصيده إلى النقطة 58، مبتعدا بفارق 9 نقاط مؤقتا عن ملاحقه بوروسيا دورتموند.
وشهدت المباراة نجاح لاعبي بايرن في الالتحامات والصراعات الثنائية بنسبة 65.7 في المئة على مدار المباراة.
وتعد هذه النسبة هي الأعلى لأي فريق في مباراة واحدة بالبوندسليغا منذ بداية الموسم الحالي، ليبرهن بايرن على قوته وصلابته.
واستطاع بايرن إيقاف نزيف النقاط أمام فرانكفورت في البوندسليغا، بعدما نجح في تجنب الخسارة أمامه للمباراة الثالثة على التوالي. وكاد بايرن يكرر سلسلته السلبية أمام فرانكفورت، والتي حدثت مرة واحدة في تاريخه بين عامي 1976 و1977 بخسارته في 3 مواجهات متتالية.
ولم يستطع فرانكفورت تذوق طعم الانتصار بمبارياته الأخيرة في ملعبه، ليتلقى الخسارة الرابعة على التوالي في عقر داره. وعادل فرانكفورت بذلك أسوأ سلسلة هزائم متتالية في ملعبه على مدار تاريخه بعد سقوطه في آخر 4 جولات على يد دورتموند وأرمينيا بيليفيلد وفولفسبورغ وبايرن ميونخ.
ونجح الحارس الألماني سفين أولريتش في تعويض غياب منافسه مانويل نوير بأفضل طريقة ممكنة، وذلك بعدما حافظ على نظافة شباكه خارج الديار.
واستطاع بايرن ميونخ الخروج بشباك نظيف للمرة الثامنة هذا الموسم، أكثر من أي فريق آخر في البوندسليغا حتى الآن.
وتمكن المدرب الألماني جوليان ناغلسمان من إنهاء عقدته أمام فرانكفورت بتحقيقه أول فوز له في مسيرته التدريبية بملعب “كومرزبنك أرينا” بعد 4 محاولات فاشلة. كما حقق بايرن ميونخ أول انتصار له في معقل فرانكفورت منذ ديسمبر 2018، وذلك بعدما خسر في آخر زيارتين له (1 – 2 و1 – 5).