"ليل طويل" للسوري يونس السيد.. معرض عن الجوانب النفسية والاجتماعية للإنسان

دمشق- قد يكون الفن حالة بحثية، وقد يكون حالة تطهيرية، وقد يكون فعلا بمواجهة الموت والألم، وقد يكون كلّ هذا ولا يمكن أن تتوقع إلى أين سيصل بك.. بهذه الكلمات قدم الفنان التشكيلي يونس السيد معرضه الجديد تحت عنوان “ليل طويل” والذي يعد انعكاسا لحالة الألم التي مر بها على الصعيد الشخصي وما طال سوريا من هموم بأسلوب متباين ركز فيه على اللعب بالألوان.
وينعقد المعرض في صالة تجليات بالعاصمة السورية من الثاني والعشرين من فبراير إلى غاية الرابع عشر من مارس المقبل.

السيد فنان حاول بعد تجارب طويلة امتدت لثلاث سنوات أن يجد خطا معينا يستطيع أن يخرج ما في مكنوناته
وتعكس لوحات الفنان الشاب التي بلغ عددها قرابة العشرين بأحجام مختلفة وتقنيات متعددة حالات من التناقض فتارة رسم الورود بلونها الأحمر وتارة أخرى رسم الأنثى وتارة عبر عما في داخله من ألم اعتصره منذ سنين.
وعن عنوان معرضه، قال التشكيلي السيد إنه مستوحى من الفترة المظلمة التي مر بها وعانى منها الجميع خلال سنوات الحرب في سوريا، مشيرا إلى أن المعرض يتناول جوانب نفسية عند الإنسان ومشاعر أساسية مؤثرة في عملية التوازن النفسي كالخوف والقلق والاضطراب والحاجات الأساسية لاستعادة توازنه كالدفء والحب والسلام.
وبيّن الفنان أنه حاول بعد تجارب طويلة امتدت لثلاث سنوات أن يجد خطا معينا يستطيع أن يخرج ما في مكنوناته من أحاسيس ومشاعر يمر بها عبر خطوط وألوان معينة.
ويسعى السيد لأن يكون معرضه جزءا من أفكار متسلسلة يسعى لتقديمها في لوحاته القادمة لتجسيد جوانب اجتماعية تمس حياة السوريين.
ورأت وزيرة الثقافة لبانة مشوح خلال حضورها افتتاح المعرض أن الألم الذي مر به الفنان التشكيلي يونس كما مر به الكثير من السوريين تجلى في أعماله ولوحاته.
وأشارت مشوح إلى أن لوحات السيد فيها الكثير من التناقض والألم مع الكثير من الهدوء الذي يلي العاصفة ضمن مسعى الفنان للتنفيس عن الألم بطريقة أو بأخرى والبحث عن الدفء والحنان.
![]() |
![]() |
أما الفنان التشكيلي والناقد عمار حسن فرأى أن “ليل طويل” ليس بالكلمة السهلة فهي سنوات طويلة من عمر الحرب حيث جسد الفنان من خلالها حالات القلق والألم التي عاشها وهو يتنوع بلوحاته فرسم الورد كناية عن الألم والفجر القادم والصمت والسكون في لوحات أخرى.
ويذكر أنه قبل نحو سبع سنوات، لم يكن يونس السيد فنانا تشكيليا، بل كان طالب حقوق اختار القتال في صفوف الجيش السوري، حتى أصيب، وقرر أن يحول حياته من مقاتل على خطوط النار إلى فنان تشكيلي ينشر الأمل والجمال عبر لوحاته مستعيضا عن بندقيته بالريشة واللون.
وظلّ السيد ينشر لوحاته عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن قامت صالة “أدونيا” للفنون الجميلة بالتواصل معه لإقامة أول معرض له عام 2017، ومنذ ذلك التاريخ احترف الفنان الفن وصار يشارك في معارض جماعية وفردية.