السطوة المالية للهلال والنصر تخطف المواهب في السعودية

الرياض - استيقظت جماهير الكرة السعودية صباح الأحد على إعلان نادي الهلال رسميا ضم حارس أهلي جدة محمد العويس بعقد يمتد حتى عام 2025.

وتمت الصفقة بشكل نهائي في الساعات الأولى من صباح الأحد، فيما كانت كل الأخبار الواردة من الرياض تشير إلى أن نادي النصر يقترب كثيرا من ضم العويس، حتى أعلن الهلال رسميا عن الصفقة.

وأعلن نادي الهلال تعاقده مع الحارس العويس بعقد يمتد لـ3 سنوات بعد دخوله فترة الانتقالات الحرة، إذ ينتهي عقده مع أهلي جدة في نهاية الموسم الجاري.

وأوضح الهلال عبر حسابه بموقع تويتر أن مجلس إدارة النادي وقع عقدا مع العويس يمتد حتى عام 2025.

وبدأ الحارس محمد العويس صاحب الـ30 عاما مسيرته في نادي الشباب قبل أن ينتقل إلى الأهلي في 2017.

وكان العويس ضمن تشكيلة السعودية في تصفيات كأس العالم 2018 و2022، كما شارك في مونديال روسيا 2018 وكأس آسيا 2019.

وارتبط  النصر بقوة خلال الأيام الماضية بالتعاقد مع العويس في فترة الانتقالات الشتوية الجارية، لكن الهلال تمكن من حسم الصفقة.

العويس سيتقاضى 21 مليون ريال سعودي في الـ3 سنوات، ما يعادل 7 ملايين ريال عن الموسم الواحد.

وكان صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال تكفل بقيمة الصفقة وقدمت إدارة الهلال شكرها له بتكلفه ودعمه للصفقة.

الهلال على وشك إنهاء صفقتين من العيار الثقيل، قبل إغلاق الميركاتو يوم الخامس والعشرين من يناير الجاري.

وسيكون أحد الصفقتين الدولي فهد المولد نجم اتحاد جدة، ومن المحتمل أن يرتدي شعار الزعيم خلال الفترة الحالية.

وفي المقابل وجد قطاع كبير من جماهير نادي النصر السعوي في محمد الشناوي حارس منتخب مصر والنادي الأهلي ضالته الحقيقية والصفقة الأنسب لإبرامها خلال الميركاتو الشتوي الحالي.

ودشنت جماهير النصر “هاشتاغ” عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر تحت اسم #الشناوي، لدفع إدارة العالمي إلى التعاقد مع الحارس المونديالي.

وتحركت جماهير النصر في هذا الاتجاه، عقب توقيع الهلال رسميا مع حارس أهلي جدة العويس، والذي ارتبط اسمه مؤخرا بنادي النصر.

وكان النصر قاب قوسين أو أدنى في الانتقالات الصيفية الماضية من ضم الشناوي، لكن تمسك ناديه الأهلي حال دون انتقال الحارس للدوري السعودي.

وأكد المشاركون في الهشتاغ أن الشناوي هو اللاعب الذي ينقص الفريق في الوقت الحالي، وبوجوده يستطيع النصر المنافسة بقوة على كأس دوري أبطال آسيا، وليس في المسابقات المحلية فحسب.

وتردد مؤخرا أن صناع القرار في نادي النصر لم يفكروا بجدية في ضم العويس، حيث ينصب تفكيرهم على التعاقد مع حارس أجنبي يساعد الفريق في رحلة النهوض التي بدأها منذ تولي الأرجنتيني ميغيل روسو تدريب الفريق.

قلق في جدة

وجدت أندية جدة نفسها مطمعا لعملاقي الرياض الهلال والنصر اللذين يستهدفان كل موهبة واعدة في المدينة الساحلية، للاستمرار في الصراع على الألقاب محليا وقاريا.

ويرصد كووورة في التقرير التالي سيناريو هجرة نجوم جدة إلى حيث الأضواء والأموال في قلعتي الهلال والنصر.

وانتشرت حالة من القلق بين جماهير أهلي جدة على مستقبل نجوم فريقها، خصوصا الجناح الشاب عبدالرحمن غريب الذي تعتبره الجماهير الأهلاوية صانع البهجة في الوقت الراهن.

وانتقلت عدوى القلق إلى جماهير نادي الاتحاد، القطب الآخر إلى جوار الأهلي في مدينة جدة، خصوصا أن هذه الجماهير ترى لاعبيها يرحلون الواحد تلو الآخر إلى أندية العاصمة.

سطوة الهلال والنصر المالية أصبحت خطرا حقيقيا يهدد أبرز نجوم المنطقة الغربية بالرحيل، في عصر الاحتراف، ورغبة كل لاعب في تأمين مستقبله، خصوصا في ظل معاناة خزينتي الاتحاد والأهلي من شح الموارد وزيادة المطلوب أمام المتاح من قدرة مالية.

سلسلة الراحلين

تعج قائمة اللاعبين الذين انتقلوا من جدة إلى الرياض بأسماء كبيرة، منها عبدالله المعيوف، عبدالله سليمان، محمد مسعد ووليد جيزاني الذين انتقلوا من الأهلي إلى الهلال. بينما رحل مالك معاذ، فهد الزهراني وحسن الراهب من الأهلي إلى النصر، فيما كان سعود كريري أبرز المنتقلين من الاتحاد إلى الهلال.

ويكفي أنه في هذا الموسم فقط رحل أبرز لاعبي اتحاد جدة للرياض، إذ وقع فواز القرني للشباب، ولحق به سعود عبدالحميد الذي وقع للهلال، وينتظر خلال أيام أن يعلن أيضا إنهاء صفقة عبدالإله المالكي.

أما الأهلي فقد فتح عبدالفتاح عسيري جناح أهلي جدة الباب أمام الراحلين من جدة إلى الرياض بالتوقيع للنصر.

وتحوم الأخبار حول اقتراب رحيل نجم الأهلي الشاب غريب، ونجم اتحاد جدة المخضرم فهد المولد، مما يجعل الأمر أكثر خطورة للناديين.

الأهلي في وضع لا يحسد عليه، سواء ماليا أو فنيا، فالفريق في حالة تعرضه لخسارة جديدة، سيدخل منطقة الخطر فعليا بالدوري، حيث يحتل المركز الـ13 برصيد 15 نقطة.

أما الاتحاد العائد من سنوات عجاف فيتصدر الدوري لأول مرة منذ مواسم كثيرة، لكن الدفاع عن هذه الصدارة حتى نهاية الموسم يحتاج إنفاقا ضخما في الميركاتو الحالي.