الجزائري مجيد بوقرة يعيد الثقة إلى المدرب العربي

دوّن المنتخب الجزائري اسمه ضمن المتوجين ببطولة كأس العرب، إثر فوزه على نظيره التونسي، على ملعب البيت بمدينة الخور القطرية. ودشن “الخضر” أول ألقابهم في البطولة في أول ظهور لهم في النهائي، ليعادلوا كلاّ من مصر والمغرب وتونس، بلقب وحيد.
الدوحة - بات مجيد بوقرة مدرب منتخب الجزائر، خامس مدرب عربي يقود منتخب بلاده للتتويج بكأس العرب. وانضم بوقرة الذي يخوض تجربته التدريبية الأولى مع منتخب بلاده، إلى “3 مدربين عراقيين ومدرب مصري”.
ونجح بوقرة صاحب الـ39 عاما في إعادة الثقة للمدرب العربي بعد أن سيطر الأجانب على آخر 3 نسخ في البطولة.
وكان آخر مدرب عربي يقود منتخب بلاده للتتويج باللقب هو مدرب الفراعنة الراحل محمود الجوهري، الذي توجت مصر معه بلقبها الوحيد في نسخة 1992.
ويعد العراقي الراحل عادل بشير هو أول مدرب عربي يقود منتخب بلاده للتتويج وذلك في النسخة الثانية عام 1964. وعاد عادل بشير ليفوز باللقب مجددا مع أسود الرافدين في عام 1966، ليكون أول مدرب يفوز بلقبين متتاليين.
وحمل أنور جسام اللواء من عادل بشير ليحمل منتخب بلاده العراق للقب ثالث عام 1985. وبعد 3 أعوام حصد العراقي عمو بابا اللقب مع أسود الرافدين على حساب سوريا، ليكون العراق هو الأكثر حصدا للبطولات.
مجيد بوقرة مدرب المنتخب الجزائري، بات خامس مدرب عربي يقود منتخب بلاده للتتويج بلقب كأس العرب
وكان البلجيكي إيريك جيريتس، آخر مدرب أجنبي حصد اللقب مع المنتخب المغربي في نسخة 2012 التي استضافتها السعودية.
وحافظ منتخب الجزائر على سجل الأبطال المتوجين بكأس العرب نظيفا، بعد فوزه باللقب دون خسارة أي مباراة خلال مسيرته نحو منصة التتويج.
وحققت الجزائر فوزا صعبا على تونس، بهدفين دون رد، في المباراة النهائية التي أقيمت السبت على ستاد البيت، بالبطولة التي استضافتها قطر، تحت مظلة الاتحاد الدولي “فيفا”.
هذا السيناريو تحقق مع جميع أبطال كأس العرب منذ أول نسخة عام 1963 حتى النسخة الحالية، لم يسبق لأي منتخب توج بكأس العرب خسارة أي مباراة خلال مسيرته. كانت منتخبات تونس والعراق ومصر والسعودية والمغرب، توجت بالنسخ السابقة من بطولة كأس العرب، دون تذوق طعم الخسارة.
وكان بمقدور منتخب تونس كسر هذا الرقم في حالة التتويج بالبطولة، حيث كان يمني النفس بأن يكون أول منتخب يتوج بكأس العرب رغم خسارته في الدور الأول بهدفين نظيفين أمام سوريا. وفازت الجزائر باللقب، بعد مسيرة مشرفة، حيث انتصرت في الدور الأول على السودان ولبنان وتعادلت مع مصر وتجاوزت المغرب بركلات الترجيح، ثم تخطت قطر في نصف النهائي، قبل أن تحسم اللقب على حساب تونس.
آداء بطولي
أبدى بوقرة سعادته بحصد لقب بطولة كأس العرب في قطر قائلا في المؤتمر الصحافي عقب نهاية المباراة، “أشكر كل اللاعبين بعد الأداء البطولي الذي ظهروا به في كل المباريات التي خاضها فريقنا في البطولة”.
وأضاف مدرب المنتخب الجزائري أن الفريق خاض مباراة كبيرة جدا أمام منتخب تونس القوي، لافتا إلى أن فريقه حافظ على تركيزه حتى آخر دقيقة من المباراة لأن المباريات الكبيرة تحسمها التفاصيل البسيطة. وأشار بوقرة إلى أن المنتخب الجزائري استحق التتويج باللقب، بعد أن خاض مباريات غاية في الصعوبة، وقال “رغم أننا لم نحظ بوقت جيد للإعداد، إلا أننا نجحنا في حصد اللقب”، مشيرا إلى أنه سعيد للغاية بهذا اللقب، الذي حصل عليه في بداية مشواره التدريبي.
ووجه مدرب الجزائر الشكر إلى دولة قطر التي منحت فريقه فرصة المشاركة في هذه البطولة الرائعة، مضيفا “البطولة كانت ناجحة بكل المقاييس”. وأكد بوقرة أن المنتخب الجزائري ظهر بشكل جيد ضد المغرب ومصر وقطر “والروح القتالية كانت كلمة السر”.
وسيعود محاربو الصحراء إلى الدوحة الأسبوع المقبل لخوض معسكر مغلق قبل السفر من قطر إلى الكاميرون للمشاركة في بطولة كأس أمم أفريقيا، التي يحمل الفريق لقب نسختها الأخيرة التي جرت عام 2019 في القاهرة.
وأعرب لاعبو المنتخب الجزائري عن سعادتهم بحصولهم على لقب كأس العرب.
وأبدى ياسين براهيمي لاعب المنتخب الجزائري والمتوج بجائزة أفضل لاعب في البطولة سعادته بالفوز، قائلا في تصريحات صحافية إن المباراة كانت قوية ومثيرة وجيدة من الطرفين ولقد قدم خلالها كلا الفريقين مستوى جيدا، وأن المنتخب التونسي كان منافسا قويا على مدار دقائق اللعب.
وحول فوزه بجائزة أفضل لاعب في البطولة أفاد براهيمي أن هذه الجائزة يستحقها جميع لاعبي المنتخب الجزائري، وقال “لم أكن لأحصل عليها لولا جهود جميع زملائي وآمل أن أكون عند حسن الظن في المرحلة المقبلة وأقدم المستوى الذي يرضي طموح عشاق المنتخب والكرة الجزائرية، وأهدي هذه الجائزة للجمهور الجزائري الكبير”.
وقال أمير سعيود المتوج بجائزة أفضل لاعب في النهائي وصاحب الهدف الأول للمنتخب الجزائري “عشت لحظة تاريخية والهدف الذي سجلته كان هدف البطولة وأكثر ما يهمني هو إسعاد الشعب الجزائري”.
وحول إن كان الهدف بمثابة ردّ على غيابه عن صفوف المنتخب سابقا أوضح نجم المنتخب الجزائري أن أي لاعب يتمنى التواجد في المنتخب وهو حلم لأي لاعب ولم يكن هناك سيناريو أفضل من هذا السيناريو، معربا عن أمله في تحقيق المزيد من الألقاب في المستقبل القادم ورسم الفرحة على وجوه الشعب الجزائري.
إشادة واسعة
من ناحيته، أكد مهدي تاهرات نجم المنتخب الجزائري والغرافة القطري أن المباراة كانت قوية ومثيرة على مدار الأشواط الأربعة، وامتدح أداء المنتخب التونسي ووصف عناصره بأنهم يمتلكون مهارات عالية.
وتقدم تاهرات بالشكر إلى الجماهير الجزائرية التي ساندتهم في البطولة. من جانبه، قال إلياس شتي مدافع المنتخب الجزائري أن المباراة كانت قوية من الطرفين، مشيرا إلى أن الهدف كان يتمثل في إسعاد الشعب الجزائري الذي يستحق الفرحة، مضيفا أن مشوار الجزائر لم يكن سهلا بعدما خاض مواجهات غاية في القوة ونجح في التتويج باللقب بعد مجهود كبير، معربا عن أمله في أن يواصل المنتخب الانتصارات في بطولة أمم أفريقيا والجميع يشعر بالفخر لهذا الإنجاز الكبير.