هل تفتح قطر بوابة أوروبا أمام عرب أفريقيا وآسيا

عرفت بطولة كأس العرب 2021 مع إسدال الستار على الدور ربع النهائي للبطولة بروز عدد من النجوم الواعدين في كرة القدم، والذين باتوا أمل الجماهير في تحمّل مسؤولية قيادة أنديتهم بشكل أكبر في السنوات المقبلة. ويتصدر هذه اللائحة الجزائري يوسف بلايلي والمصري أحمد رفعت اللذان سرقا الأضواء وباتا محط أنظار العديد من الفرق.
الدوحة - حُرم الجزائري يوسف بلايلي من ممارسة كرة القدم سنتين بسبب تعاطيه مادة الكوكايين، ولم يتوقع أحد أن ينفض عنه غبار الفضيحة ويلعب أعلى الأدوار مع منتخب بلاده في كأس أفريقيا 2019 وصولا إلى تسجيله هدفا ساهم بتأهل محاربي الصحراء إلى نصف نهائي كأس العرب في قطر.
يقول “سنتان ولم أتوقف (عن التمارين) مع معدّ بدني. كما أني خضت بعض المباريات مع فريقي السابق مولودية وهران. كانت الأمور صعبة وعودتي تشكل ارتياحا كبيرا”. هكذا وصف بلايلي إعادة الروح عام 2017، مطلقا مسيرته من بوابة نادي أنجيه الفرنسي في الدرجة الثانية.
رغم تردّد المسؤولين المحليين، تلقفه المدرب جمال بلماضي ومنحه الثقة على الرواق الأيسر على حساب النجم ياسين براهيمي، فردّ له الدين بصناعة لعب وهدفين منحت الجزائر لقبها الثاني في المسابقة القارية عام 2019 في مصر.
لكن بلايلي والمشكلات لم يفترقا. رحلة الأهلي السعودي مقابل 3 ملايين يورو انتهت بصراعات مع المدرب والإدارة في 2019، فتزامن انتقاله إلى نادي قطر القطري في نوفمبر 2020 مع وصوله إلى مرحلة النضج.
بلايلي بات مطالبا بتجربة الاحتراف في الملاعب الأوروبية، على غرار مواطنه رياض محرز لاعب مانشستر سيتي بطل إنجلترا
يصف ابن التاسعة والعشرين طريقة لعبه “أحبّ المراوغات والتسجيل والتمريرات الحاسمة. أحبّ أن أكون لاعبا حرّا أو على الجهة اليسرى. حتى أني لعبت سابقا في مركز قلب الهجوم”. يشيد به مدرب المنتخب الأول بلماضي “يشكّل خطرا مستمرا على مرمى الخصم. يسعدنا دوما تواجده في المنتخب. يريد تقديم كل شيء. هو لاعب موهوب”.
وبعدما استقبل السهام بسبب “انحرافه”، بات اليوم مطالبا بتجربة الاحتراف في الملاعب الأوروبية، على غرار مواطنه رياض محرز لاعب مانشستر سيتي بطل إنجلترا. المشاكس ابن مدينة وهران التي أهدت الجزائر الكثير من النجوم على غرار لخضر بلومي، خرج من البئر المظلمة وأصبح نجم الخضر بلا منافس.
وظهر مع منتخب الجزائر الطيب المزياني (25 سنة) بصفته جناحا أيمن سريعا وموهوبا، وهو من المتألقين في النجم الساحلي، وكذلك حسام الدين مزريق (21 سنة) لاعب الوسط المتألق في بلوزداد، ومحمد أمين توغاي (21 سنة) المدافع المتألق في الترجي، وهو ثلاثي يعد من أهم اكتشافات مجيد بوقرة المدير الفني لمحاربي الصحراء، وكانوا من ألمع اللاعبين، وطرحوا أنفسهم بقوة في حسابات جمال بلماضي، المدير الفني للمنتخب الأول.
ومن النجوم الواعدين أيضا الذين لمعوا في البطولة، همام الأمين (22 سنة) قلب الدفاع، ومحمد وعد (22 سنة) لاعب الوسط ضمن تشكيلة المنتخب القطري، التي استعان بها فيلكس سانشيز، المدير الفني، وحرص على منح الثنائي الواعد الفرصة للظهور في الدور الأول، وقد قدما مستوى مميزا واكتسبا خبرات لا بأس بها في إطار تجهيز جيل جديد مميز يمكن الرهان عليه.
كما ظهر، وبقوة، يزن النعيمات (23 عاما) مهاجم منتخب الأردن، وهو من أهم اكتشافات المدرب عدنان حمد، الذي استعان باللاعب ومنحه فرصة الظهور في تشكيلة منتخب “النشامى”، ليسجل 3 أهداف في مرمى فلسطين ومصر، ويقدم نفسه مهاجما سوبر واعدا في الكرة العربية.
نجومية لامعة
حصد المصري أحمد رفعت إعجاب جماهير منتخب بلاده، المدجّج بنجوم الأهلي والزمالك، خلال كأس العرب لكرة القدم التي يشارك بها “الفراعنة” بغياب محترفيه في أوروبا وبلغ فيها نصف النهائي حيث يلاقي تونس.
بالأساس، لا يُعدّ الجناح رفعت، البالغ 28 عاما، غريبا عن قطبي الكرة المصرية، إذ بدأ رحلته بعمر التسع سنوات مع الأهلي. لجأ إليه بعدما أخفق في اختبارات الزمالك! لكن مع الأهلي “تعلّمت أساسيات الكرة في الملعب والانضباط خارجه”.
يبدو أحمد منفتحا أمام عروض قد تشرّع له أبواب الاحتراف “من الطبيعي إذا حصلت على عروض. كل لاعب يتمنى أن ينتقل إلى مستوى أفضل، عندها يمكن أن يدرسها النادي، فالقرار ليس بيدي بل بيد النادي”. يبدو رفعت الذي تألق شابا مع المنتخب المتوج بلقب كأس أفريقيا 2013 على حساب غانا، مقتنعا بموهبة أبناء وطنه، “المواهب عندنا أقوى بكثير من أي مكان آخر”.
وفي منتخبات عرب أفريقيا، لمعت وجوه جديدة أخرى واعدة في البطولة، مثل حسين فيصل (22 سنة)، صانع ألعاب فريق سموحة ومنتخب مصر وأحد أفضل لاعبي الدور الأول للبطولة، والذي سجل هدفا وصنع مثله، ونال لقب رجل المباراة بعد التوهج أمام السودان، كما قدم مستوى لافتا أمام منتخب الجزائر، ليُصبح من أهم العناصر الذين قدمهم المدرب البرتغالي كارلوس كيروش.
ولمع مع المنتخب المصري أحمد ياسين (24 سنة) قلب الدفاع، الذي شارك أساسيا بعد إصابة زميله المخضرم أحمد حجازي، وبات من الأسماء المطروحة بقوة للوجود في قائمة مصر خلال كأس الأمم الأفريقية.
وبرز مروان داود (24 سنة) الظهير الأيسر المتألق مع إنبي، والذي شارك في مركز الجناح الأيمن خلال لقاء الأردن، وسجل هدف مصر الثالث، وساهم في حصد الفراعنة بطاقة العبور إلى الدور نصف النهائي.
قائمة المواهب
يتصدر قائمة المواهب الصاعدة حنبعل المجبري (18 سنة)، لاعب وسط مهاجم تونس والمحترف في فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي عبر الفريق الرديف، والذي اكتشف نفسه بقوة في تشكيلة المدرب منذر الكبيّر، وبات صانع الألعاب الأول، وكذلك أجاد في مركزي لاعب الوسط المدافع والجناح الأيسر أيضا، وساهم في صناعة هدف جميل.
ومن الوجوه الجديدة التي تألقت، أرشد العلوي، نجم خط وسط منتخب عمان، والذي بات النجم الأول في سماء الكرة العمانية حاليا، رغم أنه لا يزال في الحادية والعشرين من عمره، وفرض نفسه ضمن نجوم البطولة، وسجل هدفا جميلا في مرمى تونس.