فلسطيني ينقش اسم بلاده على الكلارينت العربية

طارق جبارين يعدّ الصانع العربي الوحيد في مجال صناعة الآلات الكلارينت، وواحدا من أهم فنيي صيانة الآلات الموسيقية النفخية في العالم.
الاثنين 2021/11/22
آلة غربية بأنامل عربية

سعى شاب فلسطيني منذ سنوات إلى تعلّم صناعة آلة الكلارينت وفق مواصفات عالمية، ونجح في ذلك وهو الموسيقي العارف بأسرار الآلات النفخية، ليكتب على هذه الآلة الغربية “صنع في فلسطين” الاسم الذي يريده أن يطوف الخارطة الثقافية والموسيقية العالمية.

رام الله ـ في مكان بسيط، وبأدوات بسيطة، تمكن الفلسطيني طارق جبارين (27 عاما)، من صناعة آلة “كلارينت” الموسيقية، بعد عامين من العمل والتجربة.

جبارين الساكن في البلدة القديمة من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، يعدّ الصانع العربي الوحيد في مجال صناعة الآلات الكلارينت، وواحدا من أهم فنيي صيانة الآلات الموسيقية النفخية في العالم.

يقول، إنه أراد أن “يضع اسم فلسطين على الخارطة الثقافية والموسيقية العالمية من خلال إنتاج آلات الكلارينت”.

وينقش على مصنوعاته عبارة “صُنع في فلسطين”، عبارة يريد من خلالها أن يوصل إلى العالم رسالة معنوية مفادها أن يبقى وطنه المحتل فلسطين حاضرا في وجدان كل إنسان، وأن هذه الصناعة هي فلسطينية بحتة.

وعن بدايته في الحرفة، يقول الشاب، إنها كانت مع عطل فني أصاب آلة الأوبوا الخاصة به (من أهم الآلات الخشبية النفخية)، فحاول جاهدا إصلاحها دون جدوى، لكن، في عام 2010 التقى بفني آلات موسيقية نفخية ألماني الجنسية بمدينة رام الله، حيث كانت الخطوة الأولى للبدء بصيانة الآلات.

وانتقل جبارين إلى العاصمة الألمانية برلين لدراسة فن صيانة تلك الآلات، غير أن حصوله على منحة دراسية من مؤسسة عبدالمحسن القطان (فلسطينية)، وبالشراكة مع القنصلية الفرنسية في القدس لدراسة الآلات الموسيقية في باريس، دفعه إلى تغيير وجهة الدراسة.

ودرس جبارين فن صيانة الآلات الموسيقية النفخية، وصناعتها، وعمل مع أهم الشركات الفرنسية المتخصصة في صناعة تلك الآلات، على حدّ قوله.

غير أن طموحه بتأسيس مشغل ومصنع خاص يحمل اسم بلده فلسطين، دفعه إلى العودة إلى رام الله عام 2015.

يقول، إنه تلقّى دعما ماليا من عائلته لتأسيس مشروعه الذي بدأ بصيانة الآلات الموسيقية، غير أنه واجه مصاعب عديدة لإنتاج تلك الآلات، أبرزها توفير المواد الخام.

بعد عامين من العمل والتجربة، نجح جبارين في صنع أول نموذج لآلة الكلارينت.

الخطوة الأولى كانت بالبدء في صيانة الآلات
الخطوة الأولى كانت بالبدء في صيانة الآلات

وأشار إلى أن عازفا فرنسيا هو أول من عزف على تلك الآلة وأبدى إعجابه بها، وعن ذلك يقول إنها “الانطلاقة الحقيقية للمشروع”.

وبعد صناعة القطعة الأولى، أكّد أن الإنتاج أصبح سهلا بحيث بإمكان الشخص الواحد صنع 8 قطع كل ثلاثة أسابيع، مشيرا إلى أن الخشب الخاص بصنع الكلارينت يحتاج نحو 6 أعوام كي يجف.

وأطلق على مشروعه لاحقا اسم “جبارين لصناعة الآلات الموسيقية”، نسبة إلى عائلته.
ويستخدم جبارين لصناعة تلك الآلة خشب الأبنوس، ومعدنا من خليط النحاس والزنك، وتطلى الآلة بالفضة أو الذهب بحسب طلب زبائنه. ويشير إلى أنها باتت مصدر دخل حقيقي، يمكن البناء عليها وتطويرها.

طموح جبارين بدأ بتغطية حاجة السوق الفلسطيني، وقد نجح في ذلك. وقال “بعد أن استطعت سدّ حاجة السوق المحلي في الضفة الغربية من آلة (الكلارنيت) بدأت بالتوجه إلى السوق الفلسطيني بالداخل”.

وأضاف “بحثت مطولا لأجد أي صناعة عربية في هذا المجال فلم أجد، وأعتقد أني الصانع العربي الوحيد، وأطمح إلى أن أسد حاجة السوق العربية”.

جبارين أنتج العديد من الآلات والتي سوقت في دول عربية عديدة أبرزها دول الخليج العربي، ومنها وصلت إلى دول أخرى كفرنسا والولايات المتحدة.

وأشار إلى أن العازف العراقي وسام خصاف، يستخدم آلة من إنتاجه، بالإضافة إلى عازف دنماركي يحظى بشهرة واسعة.

طموح جبارين لا نهاية له، فهو يسعى بالشراكة مع مؤسسة عبدالمحسن القطان إلى إعداد جيل فلسطيني لصناعة الآلات الموسيقية وصيانتها.

وأضاف “نحاول أن نخلق فرص عمل للموسيقيين، والطموح بصناعة آلات موسيقية ذات جودة عالية”.

وتابع “أطمح في تكبير المشروع ليكون اسم ‘صنع في فلسطين’ في العديد من دول العالم”.

Thumbnail
20