تصاعد التوتر بين هاميلتون وفيرستابن قبل جائزة قطر

حلبة لوسيل تستضيف المرحلة العشرين من الفئة الأولى والسباق الأوّل من سلسلة من ثلاثة سباقات متتالية ختامية في الشرق الأوسط على مدار الأسابيع الأربعة المقبلة والتي ستحدد هوية الفائز باللقب العالمي.
الجمعة 2021/11/19
صراع شرس

الدوحة - تتحضر دولة قطر لتنظيم النسخة الأولى في سباقات بطولة العالم للفورمولا واحد على حلبة لوسيل الدولية الأحد، على وقع الجدل المتزايد والاحتيال على القانون والتشنج المتصاعد بين فريقي ريد بول وسائقه الهولندي المتصدر ماكس فيرستابن ومرسيدس وبطله البريطاني لويس هاميلتون، على خلفية أحداث سباق البرازيل نهاية الأسبوع الماضي.

وتستضيف حلبة لوسيل الواقعة على مشارف العاصمة الدوحة المرحلة العشرين من الفئة الأولى والسباق الأوّل من سلسلة من ثلاثة سباقات متتالية ختامية في الشرق الأوسط على مدار الأسابيع الأربعة المقبلة والتي ستحدد هوية الفائز باللقب العالمي.

ويتفوق فرستابن على مطارده المباشر بطل العالم سبع مرات هاميلتون بفارق 14 نقطة (332.50 مقابل 318.50)، عقب الفوز الرائع الذي حققه سائق مرسيدس على حلبة إنترلاغوش حيث انطلق من المركز العاشر ووصل أوّل.

وفي المقابل، يتقدم فريق مرسيدس بفارق 11 نقطة عن ريد بول في مطاردة مماثلة غير متوقعة النتائج في ترتيب الصانعين (521.50 مقابل 510.50).

وبات من شبه المؤكد أن يتكرر سيناريو أحداث نهاية الأسبوع الماضي في إنترلاغوش على حلبة لوسيل هذا الأسبوع، وذلك على خلفية قرار الصانع الألماني بالاعتراض على قرار لجنة الحكام عدم معاقبة "ماد ماكس" لدفاعه غير القانوني في اللفة 48 عن صدارته أمام هاميلتون (دفعه خارج الحلبة بحسب مرسيدس).

وبغض النظر، عما إذا كان ذلك سيكون بداية فتح تحقيق كامل من عدمه وبالتالي فرض عقوبة متأخرة على فيرستابن يمكن أن تنعكس سلبا على مركزه عند خط انطلاق سباق قطر، فقد تحدث فريق مرسيدس علنا مع نهاية سباق البرازيل عن الظلم الذي لحق به جراء قرارات الاتحاد الدولي للسيارات "فيا"، فيما أثار ريد بول تساؤلات حول الجناح الخلفي لسيارة "الأسهم الفضية" وسرعتها خلال المقاطع المستقيمة وقانونية المحرك. واعتُبرت هذه الأحداث حلقة جديدة في موسم تميز بالادعاءات والادعاءات المضادة بين أفضل فريقين عند خط الانطلاق، حول القدرة التنافسية وأداء كل منهما.

شكوك كبيرة

ثقة عالية
ثقة كبيرة 

جاءت حركة فيرستابن بلمس الجناح الخلفي لسيارة هاميلتون في الموقف المغلق لسباق البرازيل عقب نهاية تجارب الجمعة، خرقا للقانون الرياضي (غرمته لجنة الحكام 50 ألف يورو)، وسط مكائد في ريد بول حول كيفية تحقيق مرسيدس لمثل هذا الأداء القوي في الخط المستقيم.

وكان هاميلتون عوقب بالانطلاق من المركز الأخير في السباق السريع السبت لعدم مطابقة الجناح الخلفي لسيارته للقوانين المرعية للإجراء، قبل أن ينهيه خامسا.

وانطلق الأحد عاشرا بعد فرض عليه عقوبة التراجع خمسة مراكز عقب قرار فريقه بتبديل محرك سيارته ليشق طريقه إلى فوز مثير واصفا نهاية الأسبوع على “أنها مِن الأفضل، إن لم تكن الأفضل، في كل مسيرتي".

ولم تقدّم الحظيرة النمساوية أي احتجاج ضد طراز "دبليو12" (مرسيدس)، على الرغم من الإشارة إلى أنها ستستمر في إجراء تحليلها الخاص، بينما يردّ الصانع الألماني على هذه الاتهامات مؤكدا أن سيارته قانونية مئة في المئة وتجتاز جميع الفحوصات التقنيّة المفروضة.

وقال البريطاني كريستيان هورنر مدير فريق ريد بول لشبكة سكاي فورمولا واحد عقب نهاية سباق الأحد "كان الأمر غير متوقع اليوم".

وتابع "أعتقد أننا دافعنا قدر الإمكان. بذل ماكس قصارى جهده وتسابق بقوة، ولكن لم تكن هناك فرصة اليوم. المستوى المرتفع في المكسيك وأوستن، وأداء جيد هنا، لذا من الصعب (تقبّل الهزيمة) بعد أن تكون قد تصدرت 75 في المئة من السباق".

أداء مثير

غراف

ووجه هورنر أصابع الاتهام إلى المجموعة الدافعة (المحرك) لسيارة مرسيدس، قائلا “السرعة عند الخط المستقيم مثيرة للإعجاب حقا. المحرك الجديد والجناح الخلفي مثيران للإعجاب، وماكس كسائق لا يمكنه الدفاع ضد ذلك".

وأكد المدير البريطاني أن فريقه يحتاج أن يفهم ماذا حصل، مشيرا إلى أن "مراقبة تطبيق القوانين يعود إلى 'فيا'، ولذا نحن نثق به وبالفحوصات الفنيّة والتحقيقات التي يقوم بها".

تحدث مدير مرسيدس النمساوي توتو وولف عن أداء فريقه المثير للإعجاب، قائلا "لدينا سيارة أقل جرا بكثير. المحرك (في سيارة هاميلتون) جديد، مما يحدث فرقا كبيرا. المفهوم جيد على سرعة الخط المستقيم وكنا نملكه في السابق، ولكن الناس أحرار في تحدي ذلك والاعتراض عليه، وهو ما قد يحدث". وأضاف ساخرا "سنقدم لهم أيضا جناحا خلفيا لوضعه في المنزل أو في المكتبة أو تقطيعه إلى 1000 قطعة!".

وبعيدا عن أروقة لجان الحكام والشكاوى، تفصل 14 نقطة بين فيرستابن وهاميلتون، حيث مازالت هناك فرصة للسائقين لحصد 78 نقطة في السباقات الثلاثة الأخيرة، وهي قطر والمملكة العربية السعودية وأبوظبي.

ومع بقاء 52 نقطة متاحة بعد نهاية هذا الأسبوع، فإن الصراع على اللقب العالمي للسائقين لن يُحسم في قطر، مما يعني أن المعركة ستنتقل على الأقل إلى الجولة قبل الأخيرة للموسم الحالي في السعودية، التي تستقبل للمرة الأولى الفئة الأولى شوارع مدينة جدّة، وذلك في غضون أسبوعين.

18