بعثات أثرية تعود للبحث في الكتابات العُمانية القديمة

مسقط - تواصل البعثات الأثرية أعمال المسح والتنقيب في عدد من المواقع الأثرية في سلطنة عُمان بعد انقطاع بسبب جائحة كورونا، خلال موسم 2021 ـ 2022.
واستعرض المهندس إبراهيم بن سعيد بن خلف الخروصي، وكيل وزارة التراث، مع عدد من رؤساء البعثات الأثرية الأوضاع المتعلقة بالتنقيب الأثري وأهم ما توصلت إليه تلك البعثات من تقدم في مشاريعها المتعددة، فضلا عن التطرق إلى جوانب تطوير المواقع الأثرية والحفاظ عليها. وقدمت البعثات شرحًا عن البرامج والأعمال المعتمدة للمواقع الأثرية.
واجتمع وكيل التراث بكونراد شميت رئيس البعثة الألمانية العاملة في التنقيب عن الآثار بموقع الخشبة الأثري في ولاية المضيبي، إضافة إلى بول يول رئيس البعثة الألمانية من جامعة هيدر برج العاملة بموقع الصليلي، ومنير عربش مدير بحوث بمركز دراسات الشرق والمتوسط الفرنسي المتخصص في دراسة الكتابات العُمانية القديمة وتوثيقها ورسم خارطة لتوزيعها، وصولًا إلى إنشاء قاعدة بيانات للكتابات العُمانية القديمة، إضافة إلى التعريف بأهميتها ونشر البحوث والدراسات المعنية بالكتابات العُمانية القديمة.
في السلطنة تعرف الباحثون في عام 2009 إلى خط أبجدي قديم في وادي سحتن التابع لولاية الرستاق، حيث رُسمت الأبجديات على صخور الوادي الذي كان يوماً طريقاً للقوافل التجارية القديمة بين البحر والصحراء وما وراءها.
وعن خصائص هذه الرسوم يقول الباحث حارث بن سيف الخروصي “رسم العُماني القديم الكثير من الأشياء على الصخور في فجر التاريخ وبزوغ الحضارات، فرسم نفسه والكائنات الأخرى التي اعتقد أن لها صلة بالماورائيات فنقش صورة الوعل والثور المقدس والأفعى والشمس والقمر وحتى بني البشر. وتجاوز المعتقد القديم ليرسم أحداثا عاصرها من معارك وحروب أراد أن يخلد عظمتها على الصخر لتبقى مدى الأبد وإن فني ناقشها”.
وفي سلطنة عُمان ظهرت أبجدية عربية محلية كان عدد حروفها 32 حرفا، ولا تزال الاكتشافات مستمرة حولها.