لقاح جديد يخفض مخاطر الإصابة بسرطان عنق الرحم

باريس- أثبتت نتائج دراسة حديثة فاعلية لقاح ضد فايروس الورم الحليمي المسبب لسرطان عنق الرحم، والذي ينتقل عبر النشاط الجنسي. وهو ما قد يساهم في دعم الحملة التي تستهدف المراهقين سعياً لتلقيحهم ضد الفايروس في مرحلة عمرية مبكرة.
وكشفت الدراسة الصادرة في الرابع من نوفمبر 2021 انخفاض حالات الإصابة بسرطان عنق الرحم بصورة ملحوظة بين النساء البريطانيات اللواتي تلقين لقاحاً مضاداً لفايروس الورم الحليمي البشري المسبب لهذا النوع من السرطانات.
وأكّد معدّو هذا البحث المنشور في مجلة “ذي لانسيت” العلمية أن دراستهم “توفّر أول دليل مباشر على تأثير التطعيم ضد فايروس الورم الحليمي البشري بواسطة اللقاح الثنائي التكافؤ ‘سيرفاريكس’ على ظهور سرطان عنق الرحم”.
وتكون رطانات عنق الرحم دائما تقريبا ناتجة عن فايروس الورم الحليمي الذي ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي. وباتت اللقاحات المضادة لهذا الفايروس متوفّرة منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
الدراسة تعد أول دليل مباشر على تأثير التطعيم ضد فايروس الورم الحليمي البشري بواسطة اللقاح الثنائي التكافؤ
وأطلقت عدة دول حملات تستهدف المراهقين سعياً لتلقيحهم في مرحلة عمرية تسبق بدء النشاط الجنسي، كما في فرنسا التي وسعت هذه السنة نطاق التطعيم ليشمل الأولاد، على الرغم من أن معدل التغطية لا يزال أقل بكثير من الأهداف المحددة.
وحتى الآن كانت فاعلية اللقاحات ضد العدوى نفسها وضد تطور الآفات ما قبل السرطانية معروفة جيّداً، لكن البيانات المتعلقة بتواتر السرطانات كانت أقل دقة.
وتتعلق دراسة “لانسيت” بهذا الجانب، وقد أظهرت انخفاضاً ملحوظاً في حالات الإصابة بسرطان عنق الرحم بين النساء المؤهلات لحملة التطعيم في بريطانيا التي أطلِقت في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وتبيّن أن هذا الانخفاض الذي تم قياسه بالمقارنة مع نسبة الحالات لدى الأجيال السابقة ملحوظ خصوصا لدى النساء اللواتي يحتمل أن يكنّ تلقين اللقاح في سن الـ12 أو الـ13. واختفى سرطان عنق الرحم تقريباً لدى هذه الفئة في السنوات الأخيرة.
ويرى الباحثون أن هذه الاستنتاجات غير كافية. فقد كانوا يتوقعون عدداً محدوداً من السرطانات في الفئة العمرية التي لا تتجاوز 25 عاماً اليوم، حتى الذين دون تطعيم، لذلك شددوا على ضرورة الاستمرار في دراسة وتيرة الإصابة بالسرطان لدى هذه الفئة في السنوات المقبلة.
بالإضافة إلى ذلك، ومن أجل إجراء متابعة طويلة الأمد، لم تغط الدراسة سوى النساء اللواتي شملتهن حملة التلقيح البريطانية في بداياتها، حين كان يُستخدم فيها لقاح “سيرفاريكس” من إنتاج شركة “جي أس كي”. إلا أن هذا اللقاح استبدل بآخر هو “غارداسيل” من شركة “ميرك” الأميركية والمعروف باسم “أم. أس. دي” خارج الولايات المتحدة، ولذلك لا يمكن للدراسة أن توفّر أي استنتاجات متعلقة به.