اقفز فوق أهرامات الجيزة كالفرعون

المناطيد والقفز بالمظلات يغريان الرياضيين وأولئك الذين تغريهم المغامرة ويسافرون من أجلها، وهذا ما تستغله مصر لتنشيط القطاع السياحي الذي بدأ يتحسس خطاه بعد الأزمة التي شهدها بسبب جائحة كورونا، من خلال تنظيم المهرجان الدولي "اقفز كالفرعون".
القاهرة - حلقت العشرات من المظلات ذات الألوان والأعلام المختلفة في سماء أهرامات الجيزة المصرية، إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة، في الدورة الرابعة من المهرجان الدولي “اقفز كالفرعون”.
وانطلقت فعاليات المهرجان في الأول من شهر نوفمبر الجاري وتستمر لمدة سبعة أيام، ويضم الحدث أكثر من 200 مظلي أجنبي من حوالي 29 دولة، بما في ذلك أبطال العالم في هذه الرياضة الجوية، بالإضافة إلى 135 مصريا.
وتنظم الحدث شركة مصر للقفز الحر بالمظلات “سكاي دايف إيجيبت” بالتعاون مع الاتحاد المصري للقفز بالمظلات والرياضات الجوية، وتحت رعاية وزارة الشباب والرياضة المصرية.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة سكاي دايف إيجيبت ورئيس المهرجان مصطفى سعيد، إن الحدث السنوي لم يتوقف منذ أن بدأ في العام 2018 على الرغم من جائحة فايروس كورونا، مشيرا إلى أنه يجذب المزيد من المشاركين كل عام.
وأضاف سعيد لوكالة أنباء “شينخوا” أن “هذا العام، بعد انتشار اللقاحات وإعادة فتح المطارات، لدينا حوالي 215 مشاركا من 29 دولة بخلاف مصر، أصروا على المشاركة في المهرجان الذي أصبح أحد المهرجانات الموجودة على الأجندة الدولية في رياضة القفز بالمظلات”.
وبدأت القفزات من طائرة هليكوبتر على ارتفاع 15 ألف قدم (أكثر من 4500 متر)، واستمر المظليون في السقوط الحر حتى انخفض الارتفاع إلى حوالي 3 ألف قدم، وعندها بدأوا في فتح مظلاتهم قبل دقيقة من الهبوط التدريجي إلى الأرض حول الأهرامات.
“نحن نقفز من الطائرة على ارتفاع ألف قدم، وننشر المظلات على ارتفاع حوالي 3500 قدم، ثم يستغرق الأمر دقيقة أو دقيقتين للهبوط… وتستغرق الرحلة منذ الخروج من الطائرة إلى الهبوط حوالي دقيقتين أو دقيقتين ونصف”، هكذا أوضح المظلي السعودي العالمي عمر الحجيلان، رئيس الاتحاد السعودي لرياضات المغامرة.
ومن ضمن المشاركين في المهرجان بطلة العالم الفرنسية كارين جولي، التي تحمل ألقابا عالمية وحققت أرقاما قياسية، وقامت حتى الآن بحوالي 6600 قفزة في تاريخها منها 20 قفزة فوق الأهرامات.
ولدى سؤالها عن شعورها عندما رأت الأهرامات من السماء لأول مرة أثناء قفزها بالمظلة في مصر، أجابت ضاحكة “لقد بكيت”.
وروت جولي “عندما نظرت إلى الأسفل للمرة الأولى ورأيت أنني فوق هرم خوفو مباشرة، كنت في حالة من الذهول وبدأت في البكاء”، واصفة المهرجان بأنه أفضل حدث للقفز بالمظلات في مصر.
أما المظلي الهولندي مات لاندسمان، الذي يبلغ من العمر 22 عاما، فقال إنها المرة الثانية التي يشارك فيها في هذا الحدث، مشيرا إلى أنه جاء مع فريق من خمسة مظليين من هولندا، من بينهم والده.
وأضاف الشاب الهولندي “حسنا، في حدث مثل هذا عليك المشاركة لأنه حدث رائع، والتحليق فوق واحدة من عجائب الدنيا السبع هو أجمل شيء يمكنك القيام به”.
وجذبت المظلات الهابطة ذات الألوان المختلفة أنظار المتفرجين حول الأهرامات، وكان من بينهم عدد من المسؤولين والدبلوماسيين من الدول المشاركة الذين جاؤوا لدعم المغامرين المشاركين من بلادهم.
وقال سفير دولة الإكوادور في مصر رافائيل فينتيميلا “أشعر بالسعادة لوجودي هنا اليوم لدعم الرياضي الإكوادوري”، مؤكدا أن “مثل هذا الحدث الفريد يمكن أن يقرب بين الشعوب من البلدان المختلفة، خاصة في هذا المكان التاريخي، الأهرامات”.
وتدعم مهرجان “اقفز كالفرعون” الجهات المعنية في الحكومة المصرية، ومنها وزارة السياحة والآثار.
وقال المهندس أحمد يوسف، مساعد وزير السياحة والآثار المصري للتسويق والتنشيط السياحي، “إن وزارة السياحة والآثار ترعى دائما العديد من الأحداث الرياضية والثقافية والفنية، وهذه ليست المرة الأولى التي ترعى فيها هذا الحدث ولن تكون الأخيرة”.
وأضاف المسؤول المصري أن دعم مثل هذه الفعاليات يعد جزءا من استراتيجية التسويق الجديدة لدى الوزارة، للترويج للمقومات السياحية والأثرية في مصر “في قالب جديد ومثير وعصري”.