"ببتيدات" سم العقارب نقطة انطلاق لتصميم عقاقير جديدة مضادة لكورونا

مزيج السموم الموجودة في لسعات العقارب يحارب متغيرات الفايروس.
الخميس 2021/10/28
مجال يستحق المزيد من البحث

يدعم صندوق أبحاث التحديات العالمية دراسة يجريها فريق من العلماء حول نجاعة سم العقارب في محاربة فايروس كورونا. وأشارت الدراسة إلى أن مزيج السموم الموجودة في لسعات العقارب يحارب متغيرات الفايروس، وأكد الخبراء أن دراسة سموم العقرب كمصدر لأدوية جديدة هي مجال مثير يستحق المزيد من البحث.

القاهرة - اكتشف فريق من العلماء أن سم العقارب القاتل والمستخدم في الأدوية التقليدية في أنحاء العالم، قد يساعد في هزيمة المتغيرات الجديدة لفايروس كورونا.

وقال الدكتور وائل حسين، الباحث في معهد العلوم الطبية بجامعة “أبردين” في اسكتلندا، ومحمد عبدالرحمن، أستاذ علم السموم الجزيئية وعلم وظائف الأعضاء في قسم علم الحيوان بكلية العلوم بجامعة قناة السويس، إن “المزيج الرائع” من السموم الموجودة في لسعات العقارب يمكن أن يحارب متغيرات فايروس كورونا.

ويدير الدكتور حسين صندوق أبحاث التحديات العالمية الذي يدعم هذه الدراسة.

وأضاف حسين أن دراسة سموم العقارب كمصدر لأدوية جديدة هي مجال مثير يستحق المزيد من البحث، مشيرا إلى أنه وأفراد فريق البحث رأوا بالفعل أن هذه السموم تحتوي على ببتيدات نشطة بيولوجيا قوية للغاية، ويعتقدون أن هناك المزيد مما يمكن اكتشافه.

وقد تم جمع العقارب من الصحراء المصرية واستخراج السم منها قبل إعادتها إلى بيئتها الطبيعية.

وقال الدكتور عبدالرحمن إن أنواعا عدة من العقارب تنتشر في مصر، وبعضها من الأكثر سمية في العالم، مبينا أن هذه السموم لم تتم دراستها بشكل كامل حتى الآن وقد تمثل مصدرا غير تقليدي للأدوية الجديدة.

وتحتوي سموم العقارب على الـ”ببتيدات”، والكثير منها عبارة عن سموم عصبية قوية وقد تكون مميتة، ومع ذلك تحمل عناصر قوية مضادة للبكتيريا والفايروسات، ويعتقد أنها تحمي الغدة السامة للحيوان من العدوى.

ويعتقد العلماء أن هذه الـ”ببتيدات” يمكن أن تكون بمثابة نقطة انطلاق جيدة لتصميم عقاقير جديدة مضادة لفايروس كورونا، وسيقومون باستخراج المواد الكيميائية المفيدة من السم واستكشاف إمكانية استخدامها لمحاربة كورونا.

سموم العقارب تحتوي على الـ"ببتيدات"، والكثير منها عبارة عن سموم عصبية قوية، تحمل عناصر مضادة للبكتيريا والفايروسات
سموم العقارب تحتوي على الـ"ببتيدات"، والكثير منها عبارة عن سموم عصبية قوية، تحمل عناصر مضادة للبكتيريا والفايروسات

ويعد سم العقرب الذي ينتمي إلى فصيلة تسمى بـ”مطارد الموت”، أغلى سائل في العالم.

ويبلغ ثمن الجالون الواحد من سم العقرب 39 مليون دولار (الجالون يساوي حوالي 3.8 لتر)، أي أن الحصول على قطرة واحد ستكلف 130 دولارا.

ويعود السعر الباهظ للسائل إلى صعوبة الحصول على العقارب نفسها، كذلك عملية استخلاص السم منها، إذ يمكن الحصول على ميليغرام واحد فقط من كل عقرب.

ووفق موقع “بيزنس إنسايدر”، لا بد من استخلاص السائل من 2.64 مليون عقرب لجمع جالون من السم.

ويقول خبراء في عالم الحيوان، إن لدغة “مطارد الموت” مؤلمة أكثر بمئة مرة من لسعة نحلة، علما أن سمها يستخدم في تطوير عدد من الأدوية.

فعلى سبيل المثال يرتبط مركب “الكلوروتوكسينات” بالخلايا السرطانية التي تكون بالدماغ والعمود الفقري، الأمر الذي يساهم في تحديد حجم الأورام الخبيثة وموقعها بدقة.

السعر الباهظ للسائل يعود إلى صعوبة الحصول على العقارب واستخلاص السم منها، إذ يمكن الحصول على ميليغرام واحد فقط من كل عقرب

واستخدم “سم العقارب” سابقا في محاربة الملاريا، وتم تجريبه مع الفئران لعلاج أمراض العظام، على أمل أن تكشف النتائج عن حلول مستقبلية لأمراض خطيرة تصيب البشر.

ولا يزال الوباء يشكل حدثا استثنائيا يلحق الضرر بصحة السكان في العالم.

ومنذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين بظهور المرض نهاية ديسمبر 2019، تسبّب فايروس كورونا في وفاة ما لا يقل عن 4.952.390 شخصا في العالم.

وتأكدت إصابة 243.972.710 أشخاص على الأقل بالفايروس منذ ظهوره. وتعافت الغالبية العظمى من المصابين رغم أن البعض استمر في الشعور بالأعراض بعد أسابيع أو حتى أشهر.

وتستند الأرقام إلى التقارير اليومية الصادرة عن السلطات الصحية في كل بلد، وتستثني المراجعات اللاحقة من قبل الوكالات الإحصائية التي تشير إلى أعداد وفيات أكبر بكثير.

وتعتبر منظمة الصحة العالمية، آخذة بالاعتبار معدّل الوفيات الزائدة المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بكوفيد – 19، أن حصيلة الوباء قد تكون أكبر بمرتين أو ثلاث مرات من الحصيلة المعلنة رسميا.

وقالت لجنة الطوارئ في منظمة الصحة العالمية إن وباء كوفيد - 19 “لم ينته بعد”، ودعت الدول إلى الاعتراف بجميع اللقاحات التي وافقت عليها الوكالة.

وتجتمع لجنة الطوارئ الخاصة بكوفيد – 19 برئاسة الفرنسي ديدييه حسين كل ثلاثة أشهر لتقييم الوضع الوبائي.

سم العقارب القاتل يساعد في هزيمة المتغيرات الجديدة
سم العقارب القاتل يساعد في هزيمة المتغيرات الجديدة

وبعد اجتماعها الأخير الأسبوع الماضي، أصدرت بيانا أكدت فيه أنه في حين تم إحراز تقدم من خلال زيادة استخدام لقاحات وعلاجات ضد كوفيد - 19، فإن تحليل الوضع الحالي ونمذجات التنبؤ يشيران إلى أن الجائحة لم تنته بعد.

وقالت اللجنة في بيانها إنها قررت الأسبوع الماضي بالإجماع أن الوباء لا يزال يشكل حدثا استثنائيا يلحق الضرر بصحة السكان في العالم، ويطرح تهديدا بمواصلة التفشي عالميا والتأثير على حركة التنقل ويتطلب استجابة دولية منسقة.

وفي توصياتها للدول، لا تزال اللجنة تعارض مبدأ إثبات التلقيح للرحلات الدولية نظرا إلى التوزيع غير المتكافئ للقاحات في العالم.

كما تطلب من الدول “الاعتراف بجميع اللقاحات التي حصلت على تصريح للاستخدام في حالات الطوارئ” من منظمة الصحة العالمية.

لجنة الطوارئ في منظمة الصحة العالمية تدعو الدول إلى الاعتراف بجميع اللقاحات التي وافقت عليها الوكالة

وحتى الآن وافقت منظمة الصحة العالمية على لقاحي موديرنا وفايزر - بايونتيك ويعتمدان على تقنية الحمض الريبي النووي المرسال، ولقاحي سينوفارم وسينوفاك الصينيين ولقاح جونسون أند جونسون، بالإضافة إلى نسخ مختلفة من لقاح أسترازينيكا.

ومن المتوقع اتخاذ قرار قريبا بشأن لقاح كوفاكسين الذي طوره مختبر بهارات بايوتيك الهندي.

وقالت الشركة الهندية إن تجارب المرحلة الثالثة على لقاح كوفاكسين الذي تنتجه، أظهرت أنه فعال بنسبة 93.4 في المئة في الوقاية من الإصابة بكورونا، وهي نتيجة قد تعزز تقبل الناس للقاح.

وأظهرت البيانات أن اللقاح يوفر حماية بنسبة 65.2 في المئة من الإصابة بالمتغير “دلتا” الذي تم رصده لأول مرة في الهند، وأدى إلى زيادة الإصابات في شهري أبريل ومايو، وجعل البلاد تشهد أعلى حصيلة وفيات يومية بالمرض على مستوى العالم.

وأظهر اللقاح المصنع محليا في الهند فعالية بنسبة 77.8  في المئة ضد الإصابة المصحوبة بأعراض.

وجاءت بيانات المرحلة الثالثة بينما تستعد شركة “أوكوجين”، التي تشارك في تطوير “كوفاكسين” مع بهارات بيوتك للسوق الأميركية، لتقديم طلب للحصول على موافقة كاملة على استخدامه في الولايات المتحدة.

والهند التي بها 30.45 مليون إصابة بفايروس كورونا، هي ثاني أكثر الدول تضررا بعد الولايات المتحدة التي سجلت 33 مليون إصابة. وتجاوز عدد وفيات كوفيد - 19 في البلد الآسيوي 400 ألف.

17