ألوان الماكياج تتدرج لإرضاء غرور المرأة الصينية

شركات صناعة الماكياج تتجه إلى السوق الآسيوية لتعويض خسائرها.
الخميس 2021/10/14
تحدي الكمامة

فرضت جائحة كورونا ارتداء الكمامة ما جعل مبيعات مستحضرات التجميل تتراجع، ورفعت المرأة الغربية شعار “لا للتبرج” لتتجه شركات صناعة الماكياج إلى السوق الآسيوية لتعويض خسائرها.

باريس - تتدرج الألوان بالمئات في مصنع مجموعة “لوريال” الفرنسية لمستحضرات الماكياج الراقي من أرجواني أو قرمزي أو برتقالي أو كرزي أو سوى ذلك، مثبتة أن أحمر الشفاه ومستحضرات التبرج لا تزال أساسية ولو في زمن الكمامات.

وفي لاسينيي في مقاطعة لواز (شمال فرنسا) ينتج المصنع أقلاما لأحمر شفاه زهري تطلقها دار “فالنتينو” في العام 2022. وعلى غرار منافستها دار “إرميس”، تخوض الماركة غمار مستحضرات التجميل التي تشكّل نوعاً من المنتجات الفاخرة في متناول المستهلكين.

إلى جانبها تصنع موديلات أخرى بوتيرة ميكانيكية إيقاعية قبل شحنها إلى كل أنحاء العالم.

وأدت جائحة كورونا إلى تراجع في مبيعات مستحضرات التجميل بفعل إجراءات الحجر. ففي فرنسا انخفضت مبيعات منتجات التجميل الانتقائية خلال الأشهر الثمانية الأولى من 2021 بنسبة بلغت 20 في المئة مقارنة بالعام 2019، بحسب مجموعة “إن.بي.دي” التي لاحظت مع ذلك انتعاشاً منذ شهر مايو الفائت.

وأوضح المدير العام لاتحاد شركات التجميل إيمانويل غيشار أن الاتجاهات تختلف مع ذلك بحسب الأسواق.

ففي حين ينمو في الغرب توجه إلى عدم التبرج تحت عنوان “نو مايك آب”، لاحظ مدير تحرير “جورنال دو لوكس” إريك بريون أن “الصين عانت أقل بكثير من انكماش سوق الماكياج، ولا ينطبق عليها التوجه نفسه إلى البساطة”.

ويتكل قطاع مستحضرات التجميل الفرنسي خصوصا على الأسواق الدولية التي تشكل 60 في المئة من مبيعاته. ويشكّل التصدير إلى خارج الحدود 98 في المئة من الإنتاج في لاسينيي، وثلث هذه الصادرات وجهتها آسيا.

وبالنتيجة لم يتوقف هذا المصنع يوما عن العمل حتى في ذروة الجائحة، على ما أكد مديره أوليفييه بودينو.

وأضاف “عدنا تقريباً إلى مستوى الإنتاج الذي بلغناه في العام 2019″، مشيرا إلى أن المصنع سيعاود قريباً الإنتاج سبعة أيام في الأسبوع لتلبية الطلب المتزايد.

ورأى بودينو المتفائل بمستقبل أفضل أن “الصين أقلعت مجددا في سبتمبر 2020”.

منتج يحقق أعلى نسب البيع
الإنتاج لا يتوقف

وقال إيمانويل غيشار في هذا المجال “من المتوقع أن نحظى بسنة جيدة، النمو الكبير للغاية في صادرات مستحضرات التجميل إلى الصين يعوض الانخفاض في الاستهلاك في العالم”.

ورغبة في تلبية أذواق أسواق آسيا التي تميل إلى المنتجات الفاخرة، أطلق المصنع الفرنسي في لاسينيي أخيراً خطّي إنتاج جديدين فائقي الحداثة، ويتيح له هذا الاستثمار الذي تبلغ قيمته الملايين من اليوروهات مرونة في تلبية الطلبات الخاصة في مناسبات كرأس السنة الصينية مثلاً.

ويبلغ إنتاج أحد الخطوط في الساعة ما بين ألفَي أنبوب أحمر شفاه وثلاثة آلاف، وأحياناً أكثر. وتُطلق على اللون تسمية العنب، ويسخّن أولا قبل سكبه في علبته. وهو مركّب من نحو عشرين من المواد الخام تنشر في المصنع رائحة حلوى.

وتُبتكر مجموعات كبيرة من الألوان لا يعرفها بالضرورة من ليس خبيراً في هذا المجال. وسيتوافر من أحمر شفاه “فالنتينو” الجديد 50 لوناً.

وأوضح المدير الفني لشركة “لوريال” في أوروبا ألكسندر بريلييه أن “هذا ما يتطلبه توفير منتج يحقق أعلى نسبة مبيعات”.

أما الماسكارا فتصنع في مكان أبعد بقليل، ولوحة الألوان المستخدمة محدودة، في حين يخصص جزء آخر من المصنع للمساحيق التي توضع على الوجه.

ويوفر المصنع إجمالا 1700 منتج يتسم تصنيع بعضها بصعوبة أكبر من غيره، كأحمر الشفاه المربع مثلا. وقال أوليفييه بودينو “لقد تطلب ذلك جهداً منهكاً”.

فتحقيق النمو يتطلب جهداً، حتى لو كان ذلك يعني صنع أقلام شفاه حمراء على شكل قلب، وهذا ما فعلته “لوريال” أخيراً بمناسبة عيد الحب في الصين.

20