البرازيلية نيكولينيا ابنة الثامنة.. صائدة كويكبات

فتاة برازيلية تعشق الفضاء الشاسع المليء بالأسرار والمفاجآت.
السبت 2021/10/09
أصغر فلكية

لا يقتصر الفلك على العلماء، بل أثبت الأطفال عشقهم لهذا العالم الغامض المليء بالأسرار والمفاجآت، فالطفلة البرازيلية نيكولي أوليفيرا والتي لم تبلغ بعد سن العاشرة أثبتت مهاراتها في متابعة الكواكب والنجوم مستعينة في ذلك ببرنامج “صيادو الكويكبات”.

فورتاليزا (البرازيل) - كانت نيكولي أوليفيرا تمد ذراعيها نحو السماء لتحاول التقاط النجوم وهي تمشي خطواتها الأولى، ولم تلبث هذه الفتاة البرازيلية الصغيرة، وهي بعدُ في الثامنة، أن أصبحت خبيرة فلك بارعة تصطاد الكويكبات.

على جدران غرفتها في مدينة فورتاليزا، لا صور لنجوم الموسيقى، بل خارطة كبيرة للنظام الشمسي، وعلى أحد الرفوف، تبدو دمية شقراء ضائعة إلى حدّ بين الصواريخ المصغرة وشخصيات حرب النجوم.

لكن الحقل الذي تصطاد فيه هو عبارة عن جهاز كمبيوتر مزود بشاشتين كبيرتين، ومن خلالهما، تراقب الفتاة التي تُسمى تحبباً “نيكولينيا” صور السماء التي يرسلها برنامج “صيادو الكويكبات”.

ويهدف هذا المشروع إلى تعريف الشباب بالعلوم من خلال إشراكهم بشكل مباشر في الاكتشافات، وهو ثمرة شراكة بين وزارة العلوم البرازيلية ومنظمة التعاون الدولي للبحوث الفلكية التابعة لـ”ناسا”.

وتقول الصغيرة بفخر “لقد وجدت ثمانية عشر حتى الآن”!

في حال تأكيد النتائج التي توصلت إليها نيكولي، وهو ما قد يستغرق سنوات، تصبح أصغر شخص في العالم يكتشف رسميا كويكبا، وستتمكن من تحطيم الرقم القياسي المسجل باسم الإيطالي لويجي سانينو الذي اكتشف كويكباً وهو في الثامنة عشرة.

ويحق لها عندها أن تطلق على الكويكبات الأسماء التي تريدها، تقول “سأعطيها أسماء علماء برازيليين، أو أفراد من عائلتي، كأمي أو أبي”.

ويؤكد أستاذ علم الفلك في المدرسة التي ترتادها الفتاة، إيليومارسيو رودريغيز موريرا أنها “تتمتع بنظرة ثاقبة” في هذا المجال، مشيرا، إلى أنها “تلاحظ على الفور في الصور النقاط التي تبدو مثل الكويكبات، وغالباً ما تزود زملاءها في الفصل بنصائحها عندما لا يكونون واثقين من أنهم عثروا على أي منها”.

نبوغة فلكية بالفطرة
نبوغة فلكية بالفطرة

ويرى أن “الأهم أنها تشارك معرفتها مع أولاد آخرين وتساهم تالياً في نشر العلم”.

وحققت نيكولينيا بالفعل شهرة واسعة بفضل مقاطع فيديو عن علم الفلك تنشرها عبر قناتها على “يوتيوب”، ومشاركتها عبر الإنترنت في ندوات علمية دولية، حتى أن لديها مساعِدةً – هي صديقة للعائلة – تعينها في الرد على كل الطلبات.

وتروي والدتها زيلما جاناكا (43 عاماً) التي تعمل في مجال الصناعة الحرفية، “عندما كانت تبلغ عامين، كانت ترفع ذراعيها نحو السماء وتقول لي ‘أمي، أعطني نجمة'”.

وتضيف “لكننا أدركنا أن هذا الشغف بعلم الفلك كان جدياً عندما طلبت منا تلسكوباً كهدية في عيد ميلادها الرابع. لم أكن أعرف حتى ما هو التلسكوب”.

وتتابع الأم قائلة “حتى أنها أبلغتنا استعدادها لمقايضة كل حفلات عيد ميلادها بتلسكوب، لكنّ ثمنه مع ذلك بقي باهظاً جداً بالنسبة إلينا. لم نتمكن من شرائه لها إلا عندما بلغت السابعة، بفضل مساعدة أصدقاء” جمعوا المبلغ اللازم.

وأمام موهبة نيكولينيا المبكرة، لم يتردد منظمو دروس التعريف بعلم الفلك في خفض الحد الأدنى لسن التسجيل في هذه الدورات التي غالباً ما تكون مخصصة لمن هم فوق الثانية عشرة.

وأجرت نيكولي عبر قناتها على يوتيوب مقابلات مع عدد من الشخصيات كعالمة الفلك الشهيرة دويليا دي ميلو التي شاركت في اكتشافات مهمة مثل “المستعر الأعظم” (سوبرنوفا).

وفي العام الماضي، قصدت برازيليا للقاء وزير العلوم رائد الفضاء السابق ماركوس بونتيس، وهو البرازيلي الوحيد الذي شارك في رحلة إلى الفضاء حتى اليوم.

لكنّ لنيكولي طموحات أخرى، تقول “حلمي هو أن أصبح مهندسة في مجال الصناعات الفضائية. أحب أن أذهب إلى مركز كينيدي للفضاء، لأرى صواريخهم”.

24