برشلونة يفقد هيبته على الساحة الأوروبية

قرر خوان لابورتا رئيس نادي برشلونة الإسباني عقد قمة عاجلة بعد الخسارة الثقيلة أمام بايرن ميونخ في دوري أبطال أوروبا. فبرشلونة افتتح مشاركاته في دور المجموعات من دوري الأبطال بسقوط مذل وهو الأمر الذي تسبب في انعقاد اجتماع عاجل بين لابورتا ونائبه رافائيل يوستي ومدير كرة القدم ماتيو أليماني لتدارس وضع الفريق ومدربه.
مدريد - وجّه بايرن ميونخ الألماني صفعة موجعة جديدة لغريمه برشلونة الإسباني فأسقطه في عقر داره بثلاثية نظيفة في افتتاح الجولة الأولى من منافسات المجموعة الخامسة لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بعد عام من نكسة الخسارة 2 – 8 في الدور ربع النهائي للمسابقة القارية الأعرق.
من دون أبرز نجومه، وأمام جماهير فقدت الثقة بفريقها الرازح تحت ديون هائلة، هل يمكن القول إن برشلونة الذي كان يعتبر أهم أكاديمية لتخريج المواهب الشابة والمهيمن على القارة العجوز والكرة العالمية في الألفية الثالثة، فقد هيبته على الساحة الأوروبية؟ فالعملاق الكتالوني وجد نفسه يتيما من دون نجمه الأسطوري الأرجنتيني ليونيل ميسي المغادر إلى باريس سان جرمان الفرنسي هذا الصيف، وتعايش مع واقع أليم يعكس تخبطه حيث لم يفز بأي مباراة في دوري الأبطال الأوروبي منذ تغلبه في الثاني من ديسمبر 2020 بثلاثية نظيفة على فرنتسفاروش المجري المتواضع.
وما كان سابقا حصنا منيعا، بات ملعب كامب نو أرضا مستباحة حيث لم يعد يشعر كبار الأندية الأوروبية بالخوف من اللعب في كتالونيا.
خسر برشلونة مبارياته الثلاث الأخيرة في المسابقة القارية الأم واهتزت خلالها شباكه 10 مرات، فيما لم يعرف طريق مرمى منافسيه سوى مرة واحدة! كما أكدت الخسارة بثلاثية الثلاثاء أمام بطل الدوري الألماني في المواسم التسعة الماضية، بعد عام من مباراة الذل 2 - 8 في ربع نهائي لشبونة موسم 2019 - 2020، ما كان يخشاه كُثر وما كان يتم تداوله في الكواليس.
أرقام سلبية
تشير الأرقام إلى أن برشلونة لم يستهل حملته الأوروبية بخسارة في عقر داره منذ عام 1997، والسقوط أمام نيوكاسل يونايتد الإنجليزي 2 – 3، أي منذ 24 عاما.
وهي المرة الأولى في تاريخه في دوري الأبطال ينهي برشلونة إحدى مبارياته من دون أن يسدد أيّ كرة بين الخشبات الثلاث لمنافسه.
وتردّد صدى زلزال هزيمة الثلاثاء في الصحافة المدريدية والكتالونية فعنونت صحيفة “ماركا” الأكثر انتشارا في إسبانيا “برشلونة المسكين”، فيما كتبت صحيفة كاتالونيا الرياضية على خلفية سوداء "حقيقة حزينة".
رئيس برشلونة خوان لابورتا عقد اجتماعا طارئا، للتباحث بما حصل من دون أن يتم الإعلان عن أي قرار في الوقت الحاضر
وحذت الصحيفة الرياضية الكتالونية “أسبورتيو” حذو نظيرتها فعنوت “بعيد، بعيد جدا”. تحدّث مدافع وأيقونة برشلونة جيرار بيكيه عن عجز فريقه عن مقارعة العملاق البافاري مع صافرة نهاية المباراة، قائلا “الأمر هكذا، ونحن ما نحن عليه. في الوقت الحالي، صحيح أن الأمور معقدة. هناك فارق واضح، الأمر ظاهر. من أجل أن أكون صريحا، لسنا من بين أبرز المرشحين” للمنافسة على لقب مسابقة دوري الأبطال.
وبحسب وسائل إعلام كتالونية، عقد رئيس برشلونة خوان لابورتا والمقربين منه اجتماعا طارئا في مكاتب ملعب كامب نو في وقت متأخر من ليل الثلاثاء، بعد المباراة، للتباحث بما حصل من دون أن يتم الإعلان عن أي قرار في الوقت الحاضر يخص مدرب الفريق رونالد كومان أو الغييرات التي قد تطرأ على التشكيلة.
وهاجم الرئيس الفخري لصحيفة “آس” وأحد الأصوات التي تفرض الاحترام في كرة القدم الإسبانية ألفريدو ريلانيو في مقاله الأسبوعي برشلونة، معتبرا أن “المباراة أكدت الشعور بالخراب الذي ساد برشلونة في الأيام الأخيرة.
مباراة طويلة وغير مجدية لبرشلونة، نوع من المحكوم عليهم بالإعدام وفي النهاية لم يكن هناك أمل آخر غير الهزيمة. لا أحد يمكن أن يأمل في أي شيء آخر".
ورقة الحظ
يمكن القول إن النادي الكتالوني لعب ورقة الحظ السيء قبل مواجهته الأوروبية أمام بايرن. خسر برشلونة نجمين من العيار الثقيل خلال سوق الانتقالات الصيفية، مع رحيل "البرغوث" الصغير ميسي إلى العاصمة الباريسية وعودة المهاجم الفرنسي أنطوان غريزمان إلى فريقه السابق بطل الليغا أتلتيكو مدريد على سبيل الإعارة.
كما اكتظت عيادة الفريق بالمصابين أمثال أنسو فاتي والفرنسي عثمان ديمبيليه والأرجنتيني سيرخيو أغويرو والدنماركي مارتن برايثوايت… لم يعد بإمكان الحرس القديم على غرار جوردي ألبا الذي خاض اللقاء أمام بايرن ميونخ مريضا وأصيب لاحقا وسيرجيو بوسكيتس المنهك وسيرجي روبرتو الذي خرج تحت وابل من صافرات الاستهجان أن يحملوا الفريق بمفردهم على كاهلهم.
في وقت، ما زال الجيل الجديد يحتاج للوقت لتحمل العبء على غرار إريك غارسيا الذي اضطلع بدور في هدف توماس مولر، وريكي بوتش وأوسكار مينغيسا (22 عاما لكل منهما) وبابلو مارتن غافيرا “غافي” (17) وبيدري وأليكس بالدي والنمساوي يوسف دمير (18 عاما لكل منهم) والأميركي سيرجينو ديست (20) أو حتّى الأورغوياني رونالد أروخو (22)… كل هذه الأسماء ما زالت تحتاج لصقل مواهبها وللمزيد من الخبرة داخل المستطيل الأخضر من أجل مقارعة كبار أوروبا واللعب على أعلى المستويات.
النادي الكتالوني لعب ورقة الحظ السيء قبل مواجهته الأوروبية أمام بايرن، بخسارته لنجمين من العيار الثقيل خلال سوق الانتقالات الصيفية
وقال بيكيه “مع لاعبينا الصغار سينتهي بنا الأمر منافسين. سيكتسبون الخبرة، وفي نهاية الموسم سترون..". غير أن هذه الكلمات، لا يمكن أن تجد طريقها داخل الملعب ضمن منافسات المجموعة الخامسة، حيث لم يعد برشلونة يملك ترف ارتكاب أيّ خطأ آخر أمام بنفيكا البرتغالي ودينامو كييف الأوكراني.
من جانبه اعتبر لاعب وسط برشلونة، بيدري عقب هزيمة فريقه بثلاثية بيضاء أمام بايرن ميونخ أن "المباراة كانت ستختلف دون هدف الشوط الأول" الذي افتتح به الفريق البافاري التسجيل على ملعب الكامب نو.
وعقب انتهاء اللقاء قال بيدري "كنا نعلم أنها ستكون مباراة معقدة ومتطلبة للغاية، البطولة بدأت للتو وعلينا أن نستمر بنفس حماستنا المعهودة لمواجهة المباريات المقبلة وتحديد الأخطاء".
وأكد اللاعب أن البارسا كان "مهيئا لمباراة هكذا" لأنهم كانوا يعلمون أن "وتيرة بايرن ميونخ صعبة جدا". وأضاف "حاولنا الاستحواذ على الكرة لكننا لم نستطع مجاراتهم في هذا الجانب". وعلى المستوى الفردي، أكد أنه في "حالة بدنية جيدة" على الرغم من أنه حصل على قدر قليل من الراحة، نتيجة مشاركته في البطولات الدولية خلال الصيف.