رونالدو علامة فارقة على الملاعب الأوروبية

كسر البرتغالي كريستيانو رونالدو الرقم القياسي بعدد الأهداف على مستوى المنتخبات في التاريخ بعدما سجّل هدفه الـ110 قبل أن يضيف هدفا ثانيا أهدى من خلاله منتخب بلاده فوزا مجنونا على حساب أيرلندا 2 – 1 ضمن تصفيات كأس العالم لكرة القدم. وتخطى رونالدو رقم الدولي الإيراني السابق علي دائي الذي كان يتساوى معه قبل المباراة بـ109 أهداف.
لشبونة- بات من الصعب حاليا الدخول في جدال مع أي شخص يعتقد أنه ينبغي الآن اعتبار كريستيانو رونالدو نجم المنتخب البرتغالي أعظم لاعب في تاريخ كرة القدم. وأصبح رونالدو أكثر لاعب تسجيلا للأهداف على المستوى الدولي، بعدما وصل بأهدافه الدولية إلى 111 هدفا بفضل الهدفين اللذين سجلهما في فوز منتخب بلاده على نظيره الأيرلندي 2 – 1 في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022.
نعم، احتاج رونالدو لـ180 مباراة لتحطيم الرقم القياسي، وهو عدد مباريات أكثر من أي لاعب في قائمة الهدافين العشرة الأوائل، ولكن قدرته على تحقيق ما فعله وهو يبلغ 36 عاما يعد سلاحا آخر يصب في مصلحته عندما تتم مناقشة من يكون الأفضل. وقال رونالدو “أنا متحمس ولدي القوة لكي أكون قادرا على اللعب بنفس مستواي لمدة ثلاث، أربع، خمس سنوات”. وحقيقة أنه قاد المنتخب البرتغالي للفوز في الوقت بدل الضائع لا يمكن لأحد إنكارها حتى بعد أن أهدر ركلة جزاء خلال الشوط الأول.
وقال جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” “هذا الإنجاز هو مكافأة لمسيرة مذهلة استمرت لما يقرب من عقدين من الزمن في تمثيل بلادك في أعلى المستويات، هذا يتحدث عن التزامك وإخلاصك لفنك وشغفك المذهل بكرة القدم”. وأضاف “خلال عملية تحطيم الرقم القياسي لأكثر لاعب تسجيلا للأهداف الدولية في منافسات الرجال، لم تصبح فقط بطلا قوميا، ولكن أيقونة دولية ونموذجا يحتذي به كل اللاعبين الطموحين حول العالم. مهاراتك ودفعك المستمر للتحسن يستحقان إشادة عالمية”.

رونالدو لاعب المنتخب البرتغالي أعرب عن عدم رضاه بعدد أهدافه الدولية رغم أنه نصب نفسه كأكثر لاعب تسجيلا للأهداف على المستوى الدولي
وازدادت جاذبية رونالدو بعد تتويجه مع المنتخب البرتغالي الضعيف ببطولة أمم أوروبا في عام 2016، ولكن بعدما فاز ليونيل ميسي ببطولة كبرى مع المنتخب الأرجنتيني، كوبا أميركا في يوليو الماضي، لا يمكن لجماهير رونالدو أن تستخدم الافتقار إلى النجاح الدولي كعصا للتغلب على مشجعي ميسي.
وإذا فاز أحدهما في النهاية ببطولة كأس العالم في قطر العام المقبل، ربما يساعد هذا في حسم هذا النقاش. بالطبع فاز بيليه بكأس العالم ثلاث مرات مع المنتخب البرازيلي، وهو السبب الذي في الأغلب يجعله يظل أعظم لاعب. وفي الوقت نفسه فاز مارادونا، تقريبا بمفرده، بكأس العالم 1986 للمنتخب الأرجنتيني.
أفضلية واضحة
يمكن النظر للجوائز الفردية، ولكن جائزة الفيفا لأفضل لاعب في العالم التي كانت مندمجة في السابق مع جائزة الكرة الذهبية، والتي تم احتسابها في الأصل للاعبين الأوروبيين، تجعل هذا الأمر أكثر تعقيدا. منافسات كرة القدم على مستوى الأندية يجب أن تدخل في المعادلة عندما نتحدث عن الأفضل.
وحقق بيليه ومارادونا نجاحات مع الأندية في حقبتين مختلفتين عن الآن. ما حققه ميسي مع برشلونة، التتويج بأربعة ألقاب لدوري أبطال أوروبا ولقب الدوري الإسباني عشر مرات، هو شيء رائع. وإذا استمر في النادي فقط، كان من الممكن أن يظل هذا جزءا من النقاش، ولكن الآن بالتأكيد عليه أن يفوز بأكبر الكؤوس مع فريق باريس سان جرمان أيضا.
هنا توجد أفضلية واضحة لرونالدو، حيث أثبت نفسه في العديد من الدوريات ومع أندية مختلفة. إذ حقق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، والدوري الإسباني والدوري الإيطالي مع أندية مانشستر يونايتد، وريال مدريد، ويوفنتوس، كما فاز بلقب دوري أبطال أوروبا خمس مرات مع مانشستر يونايتد وريال مدريد. والآن بعد أن عاد إلى يونايتد، يمكن لرونالدو أن يحسم النقاش عن أفضل لاعب كرة قدم في منافسات الرجال عبر التاريخ. وإذا تمكن من قيادة يونايتد للتتويج بلقب الدوري الإنجليزي للمرة الأولى منذ 2013، ربما سيكون هذا أعظم إنجازاته.
وأعلن نادي مانشستر يونايتد عن ارتداء نجمه البرتغالي رونالدو للقميص رقم سبعة، وذلك بعد عودته للفريق مجددا. وكان رونالدو قد ارتدى القميص رقم سبعة في الفترة الأولى مع مانشستر يونايتد والتي دامت لستة مواسم، حيث ساهم في تتويج الفريق مع المدرب الكبير السير أليكس فيرغسون بلقب دوري أبطال أوروبا مرة وتحقيق لقب الدوري الإنجليزي ثلاث مرات قبل الانتقال إلى ريال مدريد عام 2009.
رقم قياسي

أوضح مانشستر يونايتد أن لاعبه الأوروغواياني إدينسون كافاني سيرتدي القميص رقم 21، لكن النادي لم يذكر إذا ما كان قد حصل على استثناء من رابطة الدوري الإنجليزي بتغيير أرقام لاعبيه بعد بداية الموسم. وأضاف النادي الإنجليزي عبر موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت “كريستيانو رونالدو سيرتدي القميص رقم سبعة مع يونايتد مجددا مثلما فعل بين عام 2003 و2009، كما نعلم جميعا فإن الرقم سبعة هو رقم خاص جدا في تاريخ النادي”.
وتابع “ارتدى هذا القميص نجوم كبار مثل جورج بيست وبرايان روبسون وإيريك كانتونا وديفيد بيكهام، والآن يعود الرقم إلى النجم الذي خلف بيكهام في ارتدائه، إنه رونالدو”. وذكر النادي الإنجليزي “رونالدو سيرتدي هذا الرقم بعد إدينسون كافاني، والذي ارتداه الموسم الماضي وكذلك في مباراتنا الأخيرة التي فزنا بها خارج ملعبنا على وولفرهامبتون”. واختتم مانشستر يونايتد بيانه “مع ارتداء لاعبنا الجديد (رونالدو) للقميص رقم سبعة، فإن كافاني سيتحول إلى ارتداء القميص رقم 21، وهو الرقم ذاته الذي يرتديه مع منتخب أوروغواي”.
وأعرب رونالدو لاعب المنتخب البرتغالي لكرة القدم عن عدم رضاه بعدد أهدافه الدولية رغم أنه نصب نفسه كأكثر لاعب تسجيلا للأهداف على المستوى الدولي بتسجيله هدفين أمام المنتخب الأيرلندي.
وكتب على حسابه بإنستغرام، قائلا “من بين كل الأرقام التي حطمتها خلال مسيرتي، ولحسن حظي كان هناك عدد قليل، فإن هذا الرقم مميز بالنسبة إلي وهو بالتأكيد على رف الإنجازات التي تجعلني فخورا للغاية”.
وأضاف “في البداية، لأن كل مرة أمثل فيها بلادي تكون لحظة مميزة، لكوني أعرف أنني أدافع عن البرتغال وأظهر للعالم نوعية الناس في البرتغال”. وأردف “ثانيا، لأن منافسات المنتخبات كانت دائما لديها تأثير كبير علي وأنا أكبر. أشاهد اللاعبين، الذين أعتبرهم مثلي الأعلى، يلعبون لبلادهم كل صيف في بطولة اليورو وكأس العالم”.
وأكد “ولكن في النهاية، وفوق كل هذا، تسجيلي 111 هدفا للبرتغال يعني 111 لحظة مثل التي قمنا بتجربتها في ألجارفي، لحظات من الاتحاد العالمي والسعادة للملايين من البرتغاليين حول العالم. لهم، فإن كل تضحية تستحق العناء”. وأردف “شكرا للبرتغال. شكرا لكل زملائي والمنافسين لجعل هذه الرحلة لا تنسى. دعونا نواصل الالتقاء داخل الملعب في السنوات المقبلة! لم أغلق العد بعد”.
أبرز صفقات
انتهت فترة الانتقالات الصيفية في العديد من الدول الأوروبية رسميا، مما يعني أنه يتعين على الأندية الآن الاكتفاء باللاعبين المتاحين لها حتى يناير القادم على الأقل. وكانت الأشهر القليلة الماضية مليئة بالأحداث، حيث أنهى الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي ارتباطه الذي دام 21 عاما بنادي برشلونة الإسباني بانضمامه لباريس سان جرمان الفرنسي، فيما ضمن النجم البرتغالي الدولي رونالدو عودة مثيرة لفريقه القديم مانشستر يونايتد الإنجليزي، قادما من يوفنتوس الإيطالي.
وبقي النجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي في صفوف باريس سان جرمان، فيما ظل هاري كين هداف منتخب إنجلترا، قائدا لهجوم فريقه توتنهام هوتسبير الإنجليزي، لكن كان هناك الكثير من الصفقات الأخرى التي خطفت الأضواء في جميع أنحاء أوروبا. وجاء الانتقال المجاني الأكثر إثارة على الإطلاق، بعد أن توصلت إدارة برشلونة لاتفاق على تجديد التعاقد مع ميسي، قبل أن تعترف في النهاية بالفشل في إبرام التعاقد بسبب القيود المالية. وودع ميسي فريق طفولته باكيا، قبل أن يضمن الانتقال لباريس سان جرمان، الذي يتباهى الآن بخط هجوم مرعب يتكون من ميسي ونيمار ومبابي.
ووصف الصفقة بأنها انتقال “مجاني” يعد أمرا مضللا إلى حد ما، بالنظر للتكاليف المتعددة التي تنطوي عليها الجوانب المختلفة للصفقة، ولكن بالنسبة إلى سان جرمان فإن التعاقد مع أعظم لاعب في التاريخ دون دفع رسوم انتقال يبدو عملا مذهلا للغاية. وبعد 12 عاما من رحيله عن قلعة (أولد ترافورد)، عاد رونالدو مجددا لاعبا في مانشستر يونايتد، بعد إتمام عودة مفاجئة للنادي الذي فاز معه بأول جائزة للكرة الذهبية في مسيرته كأفضل لاعب في العالم، من أصل خمس كرات ذهبية.
وسجل رونالدو 118 هدفا في 292 مباراة بمختلف المسابقات تحت قيادة فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد الأسبق، في فترته الأولى مع الفريق الإنجليزي، من بينها 42 هدفا تم إحرازها في موسم 2007 – 2008 فقط، ولا يزال مهاجما غزير الأهداف رغم تغير أسلوب لعبه الشامل مع مرور الوقت. وأحرز قائد منتخب البرتغال 29 هدفا بالدوري الإيطالي في موسمه الثالث والأخير مع يوفنتوس، ليفوز بجائزة هداف المسابقة، مما جعله أول لاعب يحصل على لقب الهداف بدوريات إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا.
احتاج رونالدو لـ180 مباراة لتحطيم الرقم القياسي، وهو عدد مباريات أكثر من أي لاعب في قائمة الهدافين العشرة الأوائل، ولكن قدرته على تحقيق ما فعله وهو يبلغ 36 عاما يعد سلاحا آخر يصب في مصلحته
وأبرم تشيلسي صفقة قياسية ليعيد نجمه البلجيكي روميلو لوكاكو، الذي كانت آخر مباراة له في فترته الأولى مع الفريق الإنجليزي قد شهدت إهداره ركلة جزاء في خسارته بطولة كأس السوبر الأوروبي أمام بايرن ميونخ الألماني عام 2013.
وسجل لوكاكو 24 هدفا وقام بـ11 تمريرة حاسمة في موسم 2020 – 2021، ليقود إنتر للفوز بالدوري الإيطالي، وينال جائزة أفضل لاعب في البطولة، ليضغط بعد ذلك من أجل العودة لملعب (ستامفورد بريدج)، حيث شعر أن لديه عمل يتعين إكماله. ربما تكبدت خزينة تشيلسي مبلغا باهظا، لكن لوكاكو أظهر خلال فوز الفريق الأزرق 2 – 0 على مضيفه وجاره اللدود أرسنال في الديربي اللندني، الفارق الذي يمكن أن يحدثه لفريقه الذي يصعب التغلب عليه.
ربما عجز ريال مدريد الإسباني عن التعاقد مع مبابي، لكنه حصل على صفقة مميزة بالتعاقد مع مواطنه الفرنسي كامافينغا، وبذلك أنهى 18 شهرا من التكهنات حول لاعب الوسط الشاب. هذه هي المرة الأولى التي ينفق فيها الريال أموالا على رسوم انتقال منذ عام 2019، عندما تعاقد مع البلجيكي إيدين هازارد من تشيلسي مقابل 100 مليون يورو، وبالنسبة إلى كامافينغا، قرر مسؤولو النادي الملكي ضمه الآن بدلا من الانتظار لفترة انتقالات قادمة.
ومنذ ظهوره لأول مرة مع رين الفرنسي في أبريل 2019، كان كامافينغا الأكثر قياما بمحاولات على المرمى في الدوري الفرنسي بـ230 محاولة، كما كان الأكثر التحاما مع المنافسين على الكرة بـ139 التحاما. ومن المنتظر أن يصبح لاعب الوسط الفرنسي، الذي خاض 3 مباريات دولية مع منتخب بلاده، منافسا شرسا في خط وسط الريال الذي يضم كاسيميرو وتوني كروس ولوكا مودريتش وفيديريكو فالفيردي.
وبعد عامين من مغادرة أتلتيكو مدريد بمقابل مادي ضخم، عاد غريزمان للعاصمة الإسبانية لتعزيز هجوم يضم بالفعل لويس سواريز وجواو فيليكس وأنخيل كوريا وزميله الجديد ماثيوس كونيا. ولم ينطلق مشوار غريزمان في (كامب نو) حقا، وفشل في التسجيل أو خلق فرصة واحدة في أول ثلاث مباريات لبرشلونة في الدوري هذا الموسم. لكن الأرجنتيني دييغو سيميوني مدرب الفريق سيكون واثقا من قدرته على الاستفادة من اللاعب الفرنسي الذي سجل 94 هدفا في 180 مباراة خاضها بالدوري الإسباني في فترته الأولى مع النادي، ويعمل في مكان قريب من مجده السابق.
وبعد عدم توصله لاتفاق على تجديد التعاقد مع ميلان، أكمل كالهان أوغلو انتقالا حرا مفاجئا عبر المدينة لمنافسه إنتر، حيث وقع عقدا لمدة ثلاث سنوات مع حامل لقب الدوري الإيطالي. ورغم أنه ليس بالضرورة الانتقال الأكثر جماهيرية، فإن الحصول مجانا على لاعب صنع 98 فرصة الموسم الماضي، أكثر من أي لاعب آخر بالدوريات الأوروبية الخمس الكبرى، هو أمر لا بأس به. وسجل الدولي التركي هدفا وقام بتمريرة حاسمة في ظهوره الأول مع إنتر، عندما تغلب 4 – 0 على جنوه، مما دفع المدرب سيموني إنزاغي للإعلان بأن اللاعب “لا يدرك كم هو جيد”.