قرى إيطالية تدفع المال لمن ينتقل للعيش فيها

كالابريا (إيطاليا) – تخطط منطقة كالابريا (أقصى جنوب إيطاليا) لتقديم راتب يصل إلى ثمانية وعشرين ألف يورو، أي ما يعادل 33 ألف دولار، على مدى ثلاث سنوات كحد أقصى للأشخاص المستعدين للانتقال إلى قراها التي بالكاد يبلغ عدد سكانها ألفي نسمة.
وتشمل هذه القرى، حيث يكون الجو دافئا طوال العام تقريبا، مواقع بالقرب من البحر أو على سفوح الجبال أو كليهما.
ويتوجب على السكان الجدد من أجل الحصول على الأموال الالتزام ببدء عمل تجاري صغير، إما من الصفر أو عن طريق قبول العروض الموجودة مسبقا لمهنيين معينين تحتاجهم البلدات.
وهناك عدد قليل من الشروط الأخرى أيضا، إذ يجب على المتقدمين الحصول على الإقامة وأن يكون الحد الأقصى لأعمارهم هو 40 عاما، كما يجب أن يكونوا مستعدين للانتقال إلى كالابريا في غضون شهرين من قبولهم.
وقال جيانبيترو كوبولا، عمدة بلدة ألتومونتي، الذي ساهم في المخطط، إن المشروع الذي أطلق عليه اسم “دخل الإقامة النشط”، يهدف إلى تعزيز جاذبية كالابريا كموقع للعمل الجنوبي، النسخة المعاد تسميتها جنوب إيطاليا للعمل عن بعد.
للحصول على الأموال يجب على السكان الجدد الالتزام بالشروع في إنجاز مشروع تجاري صغير
وأضاف أنه نهج أكثر استهدافًا لتنشيط المجتمعات الصغيرة من عمليات بيع منزل اليورو الواحد التي تصدرت عناوين الصحف مؤخرا.
ومن المتوقع إطلاق المشروع وعملية التقديم عبر الإنترنت خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وتعمل المنطقة على ذلك منذ شهور وقد خصصت بالفعل أكثر من 700 ألف يورو للمشروع.
وبحسب شبكة سي.أن.أن الأميركية، أوضح جيانلوكا جالو، عضو المجلس الإقليمي، أن “الهدف هو بث حياة جديدة في المجتمعات الصغيرة وتعزيز الاقتصاد المحلي”، لافتا “نريد أن نجعل الطلب على الوظائف يلبي العرض، ولهذا طلبنا من القرى إخبارنا بنوع المهنيين الذين يفتقدونهم لجذب عمال معينين”.
ويوجد حاليا في أكثر من 75 في المئة من بلدات كالابريا، أقل من 5 ألف ساكن، مما أدى إلى مخاوف من أن بعض المجتمعات قد تموت تماما في غضون بضع سنوات ما لم يحدث التجديد.
وأضاف جالو “إذا نجح هذا المخطط الأول، فمن المرجح أن يتبعه المزيد في السنوات القادمة”، على أمل أن يجتذب العرض الشباب النشطين وجيل الألفية المتحمسين للعمل.

وأشار إلى أن “الدخل الشهري يمكن أن يتراوح بين ألف و800 يورو لمدة سنتين إلى ثلاث سنوات. وبدلا من ذلك، يمكن أن يكون هناك تمويل لمرة واحدة لدعم إطلاق نشاط تجاري جديد، سواء كان ذلك مطعما، أو مزرعة ريفية، أو متجرا”.
وتابع “نحن بصدد بلورة التفاصيل الفنية، والمبلغ المحدد شهريا ومدة التمويل، وما إذا كان سيتم تضمين قرى أكبر قليلا تضم ما يصل إلى 3000 نسمة”.
ومع استئناف السفر العالمي واستقبال إيطاليا للسياح، قد تكون زيارة المنطقة هذا الصيف وسيلة جيدة للاستمتاع بحياة القرية في كالابريا.
وانخفض عدد السياح إلى إيطاليا بشكل كبير في العام الماضي، إذ لم يأت سوى 25.53 مليون زائر أجنبي إلى شبه الجزيرة، مقابل 65.02 مليون سائح في عام 2019، أي أقل بأكثر من 60 في المئة.
وأدى تراجع عدد الوفيات المرتبطة بفايروس كورونا في إيطاليا إلى السماح باستقبال السياح من جديد.