تعفّف طائفة البُهرة عن السياسة يجنبها مشاكلها في مصر

يثير الاهتمام الرسمي في مصر بطائفة البهرة تساؤلات كثيرة، وتختلف القراءات بحسب العلاقة مع النظام، فجماعة الإخوان تربط هذا الاهتمام بما تعتبره حربا على الدين، وأطراف أخرى ترهن هذه العلاقة في بعدها الاقتصادي، لكن القراءة التي تبدو أكثر واقعية هي حرص القاهرة على الانفتاح على جميع الفرق والجماعات طالما أنها بعيدة عن الفعل السياسي ولا تثير أيّ هواجس حيال الأمن القومي.
القاهرة – تحول استقبال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لسلطان طائفة البهرة مفضل سيف الدين المقيم في الهند إلى أشبه بتقليد، منذ توليه قيادة البلاد عقب الإطاحة بحكم جماعة الإخوان المسلمين في العام 2013.
وكان أول لقاء للسيسي مع سلطان البهرة، بعد أقل من شهرين من توليه الرئاسة في العام 2014، لتتواتر بعده اللقاءات بين الجانبين وآخرها في يونيو الماضي، ومع كل لقاء تتوالد الأسئلة حول دوافع هذا الاهتمام الرسمي في مصر بالبهرة.
الاهتمام بالبهرة، وهي طائفة تنتمي إلى الإسماعلية إحدى الفرق الشيعية، لا ينحصر في عدد اللقاءات التي جمعت بين سلطانها والرئيس المصري، حيث تم منح هذه الطائفة ضوءا أخضر لترميم مساجد ومزارات في القاهرة وعدد من المحافظات على الرغم من أن دار الإفتاء المصرية سبق وأفتت في العام 2013 بخروج هذه الطائفة عن الإسلام، وهي ليست الفتوى الأولى التي تصدر بحق هذه الجماعة التي تتصف بانغلاقها وانعزالها وممارستها طقوسا مختلفة إلى حدّ ما عن باقي طوائف الإسلام.
علاقة مثيرة للجدل
يربط خصوم النظام المصري من التيارات الإسلامية اهتمام السيسي بالبهرة بما يعتبرونه حلقة من حلقات الحرب التي يشنها “النظام العسكري العلماني” في مصر، على “الإسلام” من خلال دعم مثل هذه الفرق والطوائف.
وتعمد جماعة الإخوان وغيرها من التنظيمات الراديكالية التي تجدّد الصدام بينها وبين الدولة المصرية منذ العام 2013 إلى استغلال الحقل الديني في خوض معركتها، وتسعى الجماعة إلى توظيف أي حدث للتسويق لأنصارها بأن الموقف الرسمي العدائي منها لا يعدو كونه حربا على الدين، ويستغل هؤلاء موقف المؤسسة الرسمية الدينية في مصر في تبرير حججهم.
وكانت دار الإفتاء المصرية أدرجت طائفة البُهرة ضمن الفرق الشيعية “الخارجة عن الإسلام” طبقا للفتوى الصادرة عنها في 1 أكتوبر 2013 والتي نشرتها في موقعها الرسمي.
وسبق أن صرح وكيل الأزهر السابق عباس شومان، بأن البُهرة “خارجون عن الدين ولا يجوز الصلاة خلفهم، ولكن يمكن التعامل التجاري معهم، ولا يجوز الزواج منهم”.
وبالمثل نشر علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك دراسة قال فيها إن “هناك فرقا متعددة من الشيعة منها ما تطرّف في التشيّع حتى خرج عن ربقة الإسلام بمزاعم مُكَفِّرة ومعتقدات باطلة، ومن هذه الفرق التي ضلّت الإسماعيلية والبهرة، والدروز”.
موقف دار الإفتاء إلى جانب تجاهل شيخ الأزهر أحمد الطيب لزيارات سلطان البهرة، وعدم استقباله له، شكلت السند التي حاولت جماعة الإخوان الاتكال عليه، في معرض هجومها على الرئيس المصري الذي مثّل لقاؤه الأخير الشهر الماضي مع السلطان مفضل سيف الدين وأبنائه مادة دسمة في وسائل الإعلام التابعة لها ومقرها تركيا.
في المقابل هناك من يربط علاقة السيسي بالبهرة بالبعد الاقتصادي حيث تملك هذه الطائفة التي لا تتجاوز أعدادها بضعة آلاف في مصر استثمارات في عدد من المحافظات المصرية، كما أنها سبق وقدمت أموالا لصندوق تحيا مصر، لكن هذا الدافع لا يبدو مقنعا بالنسبة للكثيرين لاسيما وأن حجم الاستثمارات لأبناء هذه الأقلية الدينية ليس بالوازن، فضلا عن كون الأموال التي ضختها في الصندوق المخصص لتنفيذ مشاريع قومية تنموية، ليست بالمؤثرة.
وتبدو القراءة الأكثر واقعية لسر الرعاية المصرية للبهرة في علاقة بالنهج الذي تبنته السلطة المصرية الحالية منذ توليها مقاليد الدولة والذي يقوم على الانفتاح على جميع الطوائف والأقليات طالما أنها لا تشكل مصدر قلق للأمن القومي، ولا تتبنى أجندات سياسية، وهذا ما يجعل الرئيس السيسي حريصا على استقبال سلطان البهرة، والثناء على جهود هذه الطائفة في دعم الدولة المصرية، من خلال ترميم أماكن العبادة، والأعمال الخيرية التي تقوم بها.
والبُهرة طائفة دينية شيعية من سماتها الأساسية الامتناع عن الانخراط في الشؤون السياسية والابتعاد عن الظهور الإعلامي، ولم تكن هذه الطائفة تسعى إلى نشر أفكارها أو التبشير بها، ومعروف عن أتباعها أنهم مسالمون ولم يحدث أن استغلوا وجودهم التاريخي أو قوتهم الاقتصادية للتغلغل في المجتمع المصري أو الاقتراب من مفاصل الدولة، فضلا عن أن ممارسات أتباعها في مصر تتم تحت الرقابة الأمنية.
ظهور ثم انزواء
العلاقة بين القاهرة والبُهرة قديمة ولا تخلو من مصالح متبادلة بينهما، حيث تسعى الطائفة إلى تأمين وجودها في مصر وضمان حرية أتباعها في ممارسة شعائرهم عن طريق مدّ أواصر العلاقات مع القيادة السياسية ومن خلال التبرعات المالية وترميم المساجد، مقابل زيادة الاستثمارات في بعض المشاريع الاقتصادية.
من هذا المنطلق يحرص الطرفان على خلق مساحة حوار مشترك يضيق ويتسع وفقا للتطورات السياسية، ففي الحقبة الناصرية قام السلطان برهان الدِّيْن بلقاء الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والتنسيق معه لرعاية أبناء الطائفة والسماح لهم بممارسة طقوسهم، لكن محاولة اغتيال الرئيس المصري في حادث المنشية الشهير عام 1954 على يد جماعة الإخوان فرض إجراءات أمنية حول الجماعات الدينية عموما، ومنهم البهرة فانزوت الطائفة وراحت تمارس طقوسها في سرية.
لم يختلف حال الطائفة كثيرا في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وقام سلطانها بترميم مسجد الحاكم بأمر الله بعد أن ساءت حالته المعمارية.
يروي سمير ويصا أحد تجار حارة زويلة في منطقة وسط القاهرة التي يقع بالقرب منها المسجد، أنه سمع حكايات عن أن الطائفة في أثناء الافتتاح كانت تأمل في الحصول على مفتاح المسجد إلا أن الرئيس السادات أودعه لدى وزارة الأوقاف المصرية لتكون مسؤولة عن شؤونه وتعيين إمام له ليس من البُهرة كما كانوا يريدون، وفتح اغتيال السادات عام 1981، على تلك الطائفة باب الحملات الأمنية ككل الجماعات الدينية فعادت إلى إخفاء طقوسها الدينية والانزواء مرة أخرى.
وعندما توقفت المطاردات في عصر الرئيس الراحل حسني مبارك جاء سلطان البهرة إلى مصر وزار مزارات آل البيت، وتفقد أحوال الطائفة، وهناك صور تجمعه مع مبارك وظهر فيها مرتديا وشاحها الذي لا يرتديه سوى زعيم الطائفة وكبار المقرّبين منه في إشارة واضحة إلى عمق العلاقة بين الجانبين، لكنهم عادوا إلى الانزواء مرة أخرى مع الأحداث التي شهدتها البلاد في فترة حكم الإخوان خوفا من استهدافهم.
حياة انعزالية
التقصي عن أصل هذه الطائفة وطبيعة وجودها في مصر ليس بالأمر اليسير فتمدد أذرعها في دول كثيرة لم يكن كافيا لشهرة ذراعها المصرية فلا تزال مجهولة للكثيرين، وساهم في ذلك عزلتهم الاختيارية التي فرضوها على أنفسهم.
أيمن عبدالتواب أستاذ الحضارة بكلية الآداب جامعة عين شمس شغلت باله تلك الطائفة، وانتهى من إعداد رواية عنهم بعد معايشته لهم على مدار ثلاثة عقود، ويرى أن الحياة الانعزالية والطقوس التي يتعمد أتباعها إقامتها في الخفاء كلها أسباب ساهمت في إثارة الشكوك والفضول حولهم.
تتراوح تقديرات أعداد البُهرة في العالم بين 900 ألف و2 مليون نسمة، لكن لا يوجد إحصاء رسمي بأعداد الطائفة الموجودين في مصر فهناك من يعتنقون المذهب ولا يفصحون عن ذلك خوفا من التعرض للمضايقات، وتشير التقديرات إلى أنها تتراوح بين بضعة آلاف ونحو 15 ألف شخص، غالبيتهم يقيمون في القاهرة والجيزة ومن المحتمل أن يكون الجيل الرابع منهم حصل على الجنسية المصرية.
اللغة الرسمية للبُهرة هي الغوجاراتية المُعربة، وهي لهجة خاصة من الغوجاراتية ممزوجة بكلمات عربية وفارسية. أما في مصر يتحدثون العربية أو الإنجليزية. وتكتب مؤلفاتهم بالأحرف العربية لكن بلا نقاط، كالخط النبطي الذي كتب به القرآن عند نزوله.
يوضح عبدالتواب لـ”العرب” أن البُهرة بضم الباء مأخوذة من “وهرة”. وفي اللغة الغوجاراتية الهندية الباء والهاء مترادفتان وتعني “التجارة” أو “التجار”. وسبب التسمية هو اشتغالهم بالتجارة.
دار الإفتاء المصرية أدرجت طائفة البُهرة ضمن الفرق الشيعية {الخارجة عن الإسلام} طبقا للفتوى الصادرة عنها في 2013
تعود أصولها إلى طائفة الإسماعيلية إحدى الفرق الشيعية في عصر الفاطميين الذين حكموا مصر قبل قدوم صلاح الدين الأيوبي الذي طوى تلك الحقبة، لكن المستعليين وهم من الإسماعيلية لم تنطوِ صفحتهم وشكلوا قوة اقتصادية بالعديد من دول العالم.
تشير المصادر التاريخية إلى أن أرض اليمن تعتبر المحطة الأولى لتلك الطائفة، لكن سرعان ما انتشر منتسبوها في الهند عن طريق عملها بالتجارة لتصبح المركز الرئيسي لهم، وفي هذه المرحلة سمّوا “البُهرة”، ونجحوا في جذب عدد كبير من الهندوس إلى مذهبهم، وأصبحت مصر والعراق والسعودية والإمارات وإيران معاقل تجمعاتهم.
ووفقا لكتاب “الطوائف الأجنبية في مصر.. البهرة نموذجا” بدأ البُهرة يتوافدون على مصر منذ سبعينات القرن الماضي، وتزايدت أعدادهم في الثمانينات وأقاموا في منطقة القاهرة الفاطمية والجمالية.
يؤكد أستاذ الحضارة أن الازدحام الشديد الذي شهدته تلك المناطق في العقدين الأخيرين كان سببا في الانتقال إلى غيرها، فطبيعتهم المنغلقة ترفض أن يكونوا محط الأنظار والتساؤلات لذلك نزحوا إلى أماكن لا يثيرون فيها أعين الفضوليين مثل منطقة المهندسين أو منطقة الحصري بالسادس من أكتوبر، حيث تنتشر جاليات مختلفة يختفون بينها.
لم يمنعهم البعد المكاني من زيارة المساجد والاحتفال بالأولياء الصالحين وتأدية شعائرهم وطقوسهم، حيث تقلهم حافلات إلى هناك للاحتفالات التي كانت تُقام في العهد الفاطمي. وأهمها عيد مولد الأئمة الفاطميين وعيد سلطانهم الذي يحتفلون به في شهر مارس من كل عام في مسجد الحاكم بأمر الله، بعد صلاة الفجر.
فروق طبقية
لم يكتف البهرة بالإقامة في مصر بل اتجهوا إلى إقامة المشاريع التجارية وإقامة المصانع ورصدت “العرب” أن لديهم نشاطا تجاريا ملحوظا بشارع المعز لدين الله الفاطمي، الذي يشق قلب القاهرة القديمة ومحلات تجارية بشارع الجمهورية وسط القاهرة، فضلا عن استثمارات بمدينة السادس من أكتوبر حيث تمتلك مصانع للرخام والبلاط والزجاج والسيراميك، وهناك توجهات لدى عدد من رجال الأعمال المنتمين إلى البهرة بتوجيه استثماراتها إلى قطاعات أخرى منها صناعة البناء.
يشير الحاج أحمد وهو أحد التجار المصريين بمنطقة المعز لدين الله الفاطمي أن البهرة اشتروا أصولا عقارية في المناطق المجاورة لكنهم كتبوا العقود بأسماء مصريين مع حفظ حقوقهم بعقود وشيكات، تحسبا لرفض الحكومة المصرية البيع لأجانب، واشتروا على مدار الربع قرن الأخير محلات ومنازل بمنطقة الجمالية والحسين والدرّاسة والدرب الأحمر والموسكي، لأنها جانب مزاراتهم المقدسة.
تلقى التاجر المصري عروضا من بعض البُهرة عن طريق السماسرة لشراء منزل يمتلكه في الدرب الأحمر بضعف سعره الحالي.
يرى اللواء محمد شاكر الخبير الأمني أن البهرة لا يُعدّون خطرا على الأمن القومي المصري حيث لم يحدث أن قاموا بتجنيد أحد لصالح مذهبهم، أو قاموا بعمليات تبشيرية داخل مصر، وحتى المساجد التي يرممونها خاضعة بالكامل لوزارة الأوقاف المصرية وإن كانت الطائفة تقيم بعض الشعائر فيها.
تعكس استثمارات أبناء الطائفة وتبرعاتهم للعمل الخيري حالة من الثراء الفاحش لكن لا ينطبق ذلك على الجميع فهناك فروق طبقية بين أتباعها الذين يأتون إلى مصر لزيارة قبور الأجداد ومشاهدة آثارهم والصلاة في مساجدهم مثل الحاكم بأمر الله، الجيوشي، الأقمر، وغيرها من الآثار الفاطمية الشهيرة.
بدأ البُهرة يتوافدون على مصر منذ سبعينات القرن الماضي، وتزايدت أعدادهم في الثمانينات وأقاموا في منطقة القاهرة الفاطمية والجمالية
الأثرياء منهم يذهبون إلى فندق الفيض الحاكمي وبنى حديثا على الطراز “الفاطمي”، بمنطقة الدراسة المجاورة للأزهر الشريف، ويقع على بعد كيلومتر ونصف الكيلومتر من مسجد الحاكم بأمر الله وأسعار الغرفة تتراوح من 100 إلى 200 دولار.
بالمقابل يقيم متوسطو الحال والفقراء في مبنى بسيط في الجهة الشرقية من مسجد الحاكم بأمر الله، ويفتح أبوابه إلى صحن الجامع وبُني عند تجديد المسجد، وكان في القدم عبارة عن مدرسة قديمة اشتروها وهدموها لتشييد مبنى لأتباعهم الوافدين لزيارة الأماكن المقدسة.
يقول بعض سكان منطقة الجمالية إن الاعتقاد السائد بينهم عن البهرة أنهم من الشيعة وتجنبوا الاختلاط بهم، وهم لا يتحدثون مع السكان كثيرا ولا يقيمون الصلاة في مساجد المسلمين.
عقائد تلك الطائفة مشابهة لسائر الفرق الإسلامية المعتدلة ويصلون صلاة المسلمين ويحجون إلى بيت الله الحرام، لكن هناك اختلافات في ما يخص أركان الإسلام فعندهم سبعة: الشهادتان والصلاة والزكاة والصيام والحج والولاية والطهارة، وفي صلواتهم يجمعون بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، ولا يصلون صلاة الجمعة بل يصلونها ظهرا.
شعائر مختلفة

تعتبر صلاة المغرب يوم الخميس هي الصلاة المقدسة لدى البُهرة، وعند حلولها يحاط مسجد الحاكم بأمرالله في القاهرة بستائر خضراء من جميع الاتجاهات، ويتوافد جموع المصلين على المسجد قبل الأذان.
الملفت أن أتباع تلك الطائفة يقدمون الصيام يوما واحدا، وبالمثل صلاة الأعياد بما في ذلك مناسك الحج ويرجع متخصصون ذلك إلى أن البُهرة يستخدمون تقويما قمريا إسلاميا بصيغة خاصة، جرى تطويره منذ زمن الفاطميين يعتمد على حسابات فلكية لتحديد بدايات الأشهر، لذا فهو ثابت ويختلف بفارق يوم أو يومين عن التاريخ الإسلامي المعتاد.
تلك الاختلافات لم تثر الشكوك أو النفور منهم لكن السرّية التي تغلّف مذهبهم سمحت بنسج شائعات كثيرة تداولها المواطنون في أحياء القاهرة الفاطمية منها أنّ المهدي المنتظر سيبعث من داخل أحد آبار مسجد الحاكم بأمر الله، كما يتولد لدى العديد منهم بأن الحاكم لا يزال حيا وسيخرج يوما ما من أحد جدران مسجده الشهير، وأنهم يؤلّهون أئمتهم، وصلاتهم للإمام الإسماعيلي الطيب بن الآمر، الذي دخل الستر “الغيبة” سنة 525 هجريا، كما يؤلهون أئمتهم المستورين من نسله إلى يومنا الحاضر.
يقول علي الكرماني رجل أربعيني ينتمي إلى طائفة البُهرة، وهو يمني الأصل، إن “ما يتم تداوله شائعات وأساطير نسجها خيال البعض، فأتباع الطائفة يتوجهون بصلاتهم لله، ويؤمنون بالسنة المحمدية، ويعشقون آل البيت أما مجيئهم مسجد الحاكم بأمر الله فهذا من أجل الصلاة والتبرك”.
ويهتم البُهرة بإحياء تراث الدولة الفاطمية لذلك عكفوا على تجديد مبان تراثية وأثرية والمساجد المتعلقة بمعتقداتهم فقاموا بترميم الجامع “الأقمر” و”الجيوشي”، وإعادة بناء مسجد “اللؤلؤة” وامتدّت اهتمامتهم لتشمل مراقد آل البيت فجددوا مرقد السيدة زينب ومقصورتها ومقصورة الحسين ووهبوا لمشهديهما ضرائح من الذهب والفضة.
ومن أشهر الآثار الفاطمية التي قام البُهرة بتجديدها هو مسجد الحاكم بأمر الله الذي عانى لفترات طويلة من التردي وسوء الحال وتحول في إحدى الفترات إلى مقر إداري لهيئة الآثار ثم مخزن للمدرسة المجاورة له.