إسبانيا تخشى مباراة معقدة في النصف النهائي

مدريد – رغم بلوغها الدور قبل النهائي لبطولة أمم أوروبا هذا العام، إلا أن جميع المحللين والمتابعين لليورو يؤكدون أن أداء المنتخب الإسباني لم يكن في مستوى التوقعات، فيما يحاول المدرب لويس إنريكي جاهدا إيجاد حلول للمشاكل التي يعاني منها منتخب “لاروخا” قبل مواجهة إيطاليا المنتشية في نصف النهائي.
وفازت إسبانيا على عشرة لاعبين من سويسرا لتحجز مكانها إلى الدور نصف النهائي، لكن الوقت ينفد أمام إنريكي للعثور على طريقة لتقديم أداء مقنع وتنتظره مواجهات أكثر صعوبة حتى نهاية البطولة.
ويلتقي الإسبان الثلاثاء المقبل مع إيطاليا في ملعب ويمبلي في لندن، ولن يصلوا على الأرجح إلى النهائي إذا واصلوا اللعب بنفس الطريقة التي افتقدت للفعالية أمام سويسرا.
ومرة أخرى استحوذ منتخب إسبانيا على الكرة ومررها 1008 مرة اكتملت منها 902 تمريرة، لكن المشكلة أن لاعبي إسبانيا لم يشكلوا أيّ خطورة تذكر على دفاع سويسرا.
وقيل الكثير عن مستوى المهاجم ألفارو موراتا لكن أقرب لاعب في منتخب إسبانيا لمركز صناعة اللعب كان الظهير جوري ألبا، الذي وضع إسبانيا في المقدمة بتسديدة من خارج منطقة الجزاء أبدلت اتجاهها بعد أن اصطدمت بدينيس زكريا لتسكن شباكه بالخطأ.
وكانت تمريرات إسبانيا عديمة الفعالية في الثلث الأخير تشبه كرة اليد الأولمبية، حيث تناقلت الكرة من جانب إلى جانب عبر منطقة الجزاء، لكنها لم ترق مطلقا للتمريرات التي تضرب الدفاع وتفتح اللعب.
ورغم كل هذا الاستحواذ، بدا المنتخب الإسباني مخترقا في بعض الأحيان، وفرّط في الكرة دون أيّ داعٍ في مناطق خطيرة من الملعب، استغلها منتخب سويسرا، خاصة حين فقد سيرجيو بوسكيتس الكرة قبل هدف التعادل لسويسرا.
ونزل ماركوس يورينتي بدلا من كوكي، لكن طرد ريمو فرويلر جعل سويسرا تدافع بشكل أعمق، ما حرمه من أيّ مساحة للركض خلف دفاعاتها.
وكان ثاني أسوأ شيء في منتخب إسبانيا بعد عدم فعالية التمرير هو سوء إنهاء الهجمات.

ومن 27 فرصة لاحت لها في المباراة تمت إعاقة 9 فرص وسددت 10 على المرمى، ورغم تألق حارس سويسرا يان سومر لم يتعرض مرماه لمشاكل كبيرة.
وبدا أن بوسكيتس، الذي كان جزءا من منتخب إسبانيا المهيمن الذي فاز بكأس العالم 2010 وبطولة أوروبا 2012، لم يعد قادرا على إرسال التمريرات الرائعة لدفاعات المنافس، والتي كانت تتسبب في السابق في مشاكل، وأهدر محاولته أيضا في ركلات الترجيح.
وأمام المدرب لويس إنريكي الآن أربعة أيام، لإصلاح بعض الجوانب لأن طريقة “التيكي تاكا” عندما تكون بلا أنياب لن تنفعه في قبل النهائي.
لكن إنريكي لا يشكّ في مستوى فريقه الجيد، مشددا على أنه لم ير أي فريق أفضل من الماتادور في بطولة كأس الأمم الأوروبية.
وقال المدافع الإسباني إيميريك لابورت خلال مؤتمر صحافي “كنا نستحق المزيد في أول مباراتين، لكن لا يمكننا الفوز 3 – 0 كل يوم”.
أمام المدرب لويس إنريكي الآن أربعة أيام، لإصلاح بعض الجوانب لأن طريقة “التيكي تاكا” عندما تكون بلا أنياب لن تنفعه في قبل النهائي
وردا على سؤال حول الأهداف التي استقبلتها الشباك الإسبانية في البطولة، قال إنريكي “أعتقد أننا أحد أفضل الفرق هنا على المستوى الدفاعي”.
ورغم وجود حالة شك لدى الجماهير الإسبانية، خاصة مع إهدار العديد من الفرص في أول مباراتين ضد السويد وبولندا، في ظل السيطرة الكاملة على المباريات، إلا أن إنريكي حاول إجراء تعديلات لحل المشكلة.
ويبرز المنتخب الإسباني كأقوى خط هجوم في البطولة برصيد 11 هدفا، حيث اعتمد إنريكي على كل لاعبي خط الهجوم خلال المباريات وجميعهم ساهموا في الأهداف.
ودائما كان اعتماد المنتخب الإسباني في المباريات المُعقدة على لاعبي الوسط والدفاع للتسجيل، وكان أبرز سلاح هو سيرجيو راموس نظرا إلى قدراته في تنفيذ ركلات الترجيح والكرات الرأسية.
وأهدر “الماتادور” ركلتي جزاء ضد بولندا وسلوفاكيا نفذهما جيرارد مورينو وألفارو موراتا على الترتيب.
ووجد إنريكي حلولا تهديفية من خط الدفاع هذه البطولة، ممثلة في إيمريك لابورت الذي سجّل هدفا في سلوفاكيا، وسيزار أزبيليكويتا الظهير الأيمن الذي سجل ضد كرواتيا.