"عشق هادئ".. بين رفّ الكتب

كتاب "فضاء العجائبي.." يستكشف أفق العجائبية والسحرية التي اشتهرت بها الرواية اللاتينو-أميركية والتي جعلت روائيي أميركا الجنوبية يتطورون إبداعيا وحتى فكريا.
الأحد 2021/07/04
الكاتب حميد عبدالقادر يبحث في نشأة "الواقعية السحرية"

يقدم كتاب “فضاء العجائبي في أفق الرواية اللاتينو- أميركية” للكاتب حميد عبدالقادر مسار الرواية اللاتينو-أميركية، ويسعى لاستكشاف أفق العجائبية والسحرية التي اشتهرت بها، والتي جعلت روائيي أميركا الجنوبية يتطورون إبداعيا، وحتى فكريا، بالنظر إلى مدى الاقتراب منها عبر المحاكاة والاقتداء والتقليد، أو الابتعاد عنها بالتخلي والتجاهل وعدم الاكتراث.

ويؤكد المؤلف أن الرواية اللاتينو-أميركية تطورت في علاقتها بالواقعية السحرية أو العجائبية على مدى العقود الثمانية الأخيرة. ويبحث في نشأة “الواقعية السحرية” أو “العجائبية” فيها، ويتقصى الأسباب التي دفعت الأجيال الروائية الجديدة للتخلي عنها، واختيار سردية مغايرة.

ويتناول عبدالقادر في كتابه، الصادر أخيرا عن دار ميم للنشر بالجزائر، التيارات الأدبية الجديدة التي ابتعدت عن الواقعية السحرية، منذ مطلع الثمانينات إلى غاية التسعينات من القرن العشرين، وجاءت كرد فعل على التقليد الأدبي الأعمى للواقعية السحرية التي سادت لفترة طويلة في أميريكا اللاتينية.

ذائقة طعام الدكتاتور

رواية إنسانية تفضح وحشية الإنسان
رواية إنسانية تفضح وحشية الإنسان

“ذائقة طعام هتلر” للكاتبة الإيطالية روزيلا بوستورينو رواية إنسانية تفضح وحشية الإنسان ودمويته حين يمتلك السلطة المطلقة، وهي سرد ممتع لنسوة صغيرات فقدن كل عزيز وأمكنة خلال الحرب، وها هن يسقن لفقدان حياتهن أيضا.

تأتي هذه الرواية ضمن ذلك النوع الذي يقوم على فكرة معينة وجديدة لتقدم تفاصيل صغيرة وإنسانية ضمن كتلة الحرب الحارقة، لاسيما إن كانت الحرب العالمية الثانية بكل مآسيها.

تحكي الكاتبة أنها استمعت لمقابلة مع سيدة ألمانية تدعى مارغو فولك تقول فيها إنها كانت واحدة من بين 15 شابة وقع اختيارهن ليذقن طعام الزعيم النازي أدولف هتلر في مقره “وكر الذئاب” الذي أدار منه المعارك الحربية في بروسيا الشرقية (بولندا حاليا). كان التكليف بهذه المهمة في الأشهر الأخيرة من حياة ذلك الزعيم وتلك الحرب، خوفا من أن يسممه الأعداء لإجبار ألمانيا على إنهاء الحرب.

قوة الحب

العشق الحقيقي الهادئ
العشق الحقيقي الهادئ

تحكي الرواية “عشق هادئ” للروائي الإيراني المعروف نادر إبراهيمي (1936 - 2008) قصة حب عميقة لمُعلم مُثقف من الريف يقع في غرام فتاة آذرية ويتزوجها، قبل أحداث الثورة الإيرانية عام 1979.

ويُقدم الأستاذ العاشق عبر قوة الحب والأمل، رغم سلسة المتاعب، نموذجًا بسيطًا ولكن عميقًا بالحب النابض المتجدد لحياته مع زوجته، متجاوزًا كل ما يمكن أن يُكّدر صفوها ويضعف من وهجها بعد ظهور مشاكل جديدة متصلة بالحياة اليومية الروتينية للزوجين.

تدعم سير أحداث الرواية المشوقة حوارات جذابة، ولغة سهلة متدفقة، وتأملات بالغة العذوبة والرقة، تجعل قارئها يتوقف عندها وتدفعه للتفكير في الدليل الشامل الذي تقدمه الرواية عن إمكانيات العشق الحقيقي الهادئ وقدرته على تجاوز المحن، في أكثر الأوقات عصفًا بالإنسان وأشدها حلكة.

ونذكر أن الرواية التي ترجمها أحمد موسى صدرت في مسقط عن دار نثر للنشر والترجمة العريبة.

12