كائن يعود إلى الحياة بعد 24 ألف سنة

دراسة جديدة تشير إلى أن الحيوانات المتعددة الخلايا يمكن أن تصمد عشرات الآلاف من السنين في سبات حين تكون عملية الأيض متوقفة بشكل شبه كامل.
الأربعاء 2021/06/09
عمر العينة يتراوح بين 23960 و24485 عاما

موسكو- عاد حيوان مجهري يسمى “بديلويد روتيفر” إلى الحياة بعد تجميده لمدة 24 ألف عام في سيبيريا ونجح بعدها في استنساخ نفسه، وفق ما أفاد به علماء روس الاثنين.

وأظهرت بحوث سابقة أن هذه الكائنات تستطيع البقاء على قيد الحياة مجمّدة بما يصل إلى عشر سنوات. لكن الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة “كارنت بيولوجي” الاثنين، تشير إلى أنها تستطيع البقاء حيّة الآلاف من السنين، إن لم يكن إلى الأبد.

وقال ستاس مالافين الذي شارك في تأليف الورقة البحثية التي نشرتها المجلة حول هذا التطور، إن الاكتشاف أثار أسئلة كثيرة حول الآليات التي استخدمها الحيوان المتعدد الخلايا لتمكنه من الصمود كل تلك الفترة الطويلة.

وأوضح مالافين من معهد الفيزياء والكيمياء والمشكلات البيولوجية في علوم التربة في بوشتشينو في روسيا “تقريرنا هو أقوى دليل حتى اليوم على أن الحيوانات المتعددة الخلايا يمكن أن تصمد عشرات الآلاف من السنين في سبات حين تكون عملية الأيض متوقفة بشكل شبه كامل”. وتابع أنه يمكن الآن إضافة الروتيفر إلى قائمة الكائنات الحية التي يمكن أن تصمد على ما يبدو لفترات غير محددة.

واستخدم فريق البحث جهاز حفر لجمع عينات من نهر ألازيا في القطب الشمالي الروسي، ثم التأريخ بالكربون المشع لتحديد أن عمر العينة يتراوح بين 23960 و24485 عاما.

وقام العلماء خلال الدراسة بتجميد ثمّ إذابة الجليد عن العشرات من الحيوانات في المختبر لبحث العملية. وأشار مالافين إلى أن “الفكرة هنا هي أنه يمكن تجميد كائن متعدد الخلايا الآلاف من السنين ومن ثم إعادته إلى الحياة.. إنه حلم العديد من كتّاب الروايات الخيالية”.

وكان الكائن المجهري بعد إذابة الجليد عنه، قادرا على التكاثر اللاجنسي عبر عملية تسمى التناسل العذري، بعد قضاء الآلاف من السنين في حالة تجمد تعرف باسم الحيوية الخفية.

ويبلغ طول الروتيفير حوالي نصف مليمتر وتعيش بشكل عام في بيئات المياه العذبة. واسمها مشتق من اللاتينية التي تعني “حامل العجلة”، وتأتي هذه التسمية من الهالة حول أفواهها التي تشبه عجلات الدوران والتي تستخدمها للتنقل والإطعام.

ولفت مالافين “يمكننا اعتماد هذا الكائن كنموذج لدراسة الحفظ في التربة الصقيعية بالنسبة إلى هذه المجموعة، ومقارنة هذه المجموعة بالحيوانات القاسية الأخرى مثل بطيئات المشية والديدان الخيطية وما إلى ذلك”.

وفي السابق حدد العلماء أن الميكروبات الوحيدة الخلية لديها القدرة أيضا على أمور مماثلة. وفي ما يتعلق بالكائنات المتعددة الخلايا، كان هناك تقرير عن عودة دودة نيماتودا عمرها 30 ألف عام إلى الحياة إضافة إلى طحالب وبعض النباتات بقيت لآلاف عدة من السنوات محاصرة في الجليد.

24