عيون أهالي بلدة أميركية على عشاق "نومادلاند"

يستعد أهالي بلدة كورتسايت حيث تم بشكل جزئي تصوير مقاطع من “نومادلاند” الحائز على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم هذا العام، لاستقبال عشاق هذا العمل، ويعملون على توفير سلع مستلهمة من الفيلم لاستقطاب زوارهم الجدد.
أريزونا (الولايات المتحدة) - تم تصوير فيلم “نومادلاند” (أرض الرحل) الحاصل على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم هذا العام، جزئيا في بلدة كورتسايت الغربية، ولكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان ذلك سيجلب المزيد من السياح إلى هذه المنطقة الجنوبية الغربية بالولايات المتحدة.
ويستعد صاحب المركز التجاري في البلدة لاستقبال عشاق الفيلم الذي حقق فوزا استثنائيا في حفل توزيع جوائز الأوسكار هذا العام، وقال لصحيفة “أريزونا ريبابليك” اليومية إنه يخطط لأن يكون جاهزا لبيع القمصان والهدايا الترويجية ذات الصلة بـ”نومادلاند” لأي من الفضوليين الجدد الذين قرروا التوقف في رحلة لبلدة أريزونا بالقرب من حدود كاليفورنيا، مضيفا “هذا الفيلم نجح حقا”.
وفازت الأميركية فرانسس ماكدورماند بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم، ولعبت دور الأرملة “فيرن” التي تعجز عن تجاوز مأساة وفاة زوجها وخسارة مسكنها في مدينة إمباير الصغيرة في نيفادا، قررت الانتقال إلى كورتسايت، لذلك حولت شاحنتها إلى منزل لها وبدأت حياتها البدوية في هذه البلدة.
وهذه قصة واقعية للغاية تروي مأساة الآلاف من الأميركيين الآخرين الذين يعيشون على هامش المجتمع والاقتصاد بعد أزمة ما يعرف بـ”الرهن العقاري” في 2008 التي أرغمتهم على حياة ترحال وأعمال صغيرة للصمود.
وبحسب صحيفة “أريزونا ريبابليك”، يبدو أن تصوير الفيلم أواخر عام 2018 لم يجذب اهتماما كبيرا من السكان أو يعطل الأنشطة اليومية، إذ معظم مشاهد ماكدورماند تم تصويرها حيث مخيم الرحل في الصحراء جنوب الطريق السريع 10.
ويقع مركز المدينة شمال الطريق السريع، وفي أحد المشاهد، رقصت ماكدورماند مع النجم المشارك ديفيد ستراثيرن داخل نادي اليخوت بكورتسايت، وهو مطعم وحانة في الشارع الرئيسي يقدم موسيقى حية.
ووفقا لصفحة نادي اليخوت بكورتسايت على فيسبوك سيتعين على الراغبين في زيارته الانتظار حتى أكتوبر المقبل على الأقل، إذ تم إغلاق الحانة منذ فبراير الماضي بسبب مشكلات التوظيف.
وقالت ميمي سيليك، مالكة نادي اليخوت منذ عام 2015، إن البار سيعاد افتتاحه في أكتوبر، وسيعرض سلعا ومتعلقات خاصة بفيلم “نومادلاند” للبيع.
وتتوقع سيليك أن تزيد فرص بيع العضوية في النادي بسعر 49.99 دولارا لكل منها.
وسيعود دونالد ميلر، الذي أدى أغنية “كورتسايت فندر بلوز” في الفيلم، إلى النادي.
وأفادت سيليك “تلقيت بفضل الضجة الكبيرة التي أحدثها الفيلم الكثير من الرسائل، أعتقد أن ‘نومادلاند’ سيكون أمرا إيجابيا للجميع في هذه المدينة”.
وشاركت ماكدورماند أيضا في عرض بول وينر، الذي عزف أغنية “بوغي ووجي” الحزينة على البيانو تكريما لأصدقائه القتلى في الفيلم.

ويوجد هذا البيانو في قاعة موسيقى صغيرة مجاورة لمكتبة ريدرز أوازيس، على طول الشارع الرئيسي.
وقالت جوان زوجة بول، إن الباحث عن موقع للفيلم، سمع وينر وهو يعزف وأرسل مقطع فيديو إلى المخرجة كلوي تشاو، وهي أول امرأة غير بيضاء تحصل على جائزة أفضل مخرج في حفل الأوسكار، فقررت إدراجه في الفيلم.
ويقدم وينر في مشهد البيانو نخبا موسيقيا وهو يغني، “للأصدقاء الذين اضطروا إلى المغادرة.. الأصدقاء في قلوبنا، ساعدوني على الابتسام وطرد الدموع”.
ولفتت جوان إلى أن بول توفي في نوفمبر الماضي عن سن ناهزت 75 بعد إصابته بمرض قبل تصوير الفيلم بفترة قصيرة.
ولم يتمكن بول وينر من مشاهدة نفسه في الفيلم، لكنه اعتقد أنه سيكون في النسخة النهائية للفيلم بعد أن حصل على شيك بمبلغ 1000 دولار، بحسب جوان.
وأضافت أنها “تلقت أيضا شيكا مقدما بقيمة 1000 دولار أخرى حيث تم وضع أغنية وينر ‘نكست تو ذا تراك بلوز’، في الموسيقى التصويرية للفيلم”.
وتأمل جوان في حدوث طفرة في مجال الأعمال التجارية بفضل “نومادلاند”، متابعة أنه مع تسبب جائحة فايروس كورونا في إبعاد السياح هذا الشتاء، وخاصة الكنديين، فقد انخفض نشاطها التجاري بنسبة 80 في المئة مقارنة بالعام الماضي.
ونجح “نومادلاند” الذي يشكّل تحية إلى “الهيبيز” المعاصرين وهم “سكان المقطورات” الذين يجوبون الولايات المتحدة في مركباتهم القديمة، في الفوز بعدة جوائز من بينها جوائز “غولدن غلوب” وفي منافسة “بافتا”.