تمارين "الفواصل الزمنية" أكثر فعالية لإنقاص الوزن

برلين - يعتقد البعض أن عملية إنقاص الوزن يمكن أن تبدأ مباشرة بعد ممارسة الرياضة مباشرة أو باتباع الحميات السريعة والقاسية، لكن هذا الاعتقاد خاطئ، نظرا لأنه لا توجد نقطة تبدأ عندها دهون الجسم في الاحتراق والذوبان.

وبالرغم من أن البعض قد يتمكنون في فترات وجيزة من خسارة بعض الكيلوغرامات في الأسابيع الأولى، فإنها لن تدوم طويلًا، وهذا لا يعني أنهم خسروا الدهون المخزنة في الجسم، بل على الأغلب تكون هذه الكيلوغرامات مكونة من الماء، والغلايكوجين glycogen والبروتين.

وبعد أسبوع من المواظبة على الحمية السريعة، يرجعون إلى العادات الغذائية القديمة، فتعوّض أجسامهم الكيلوغرامات التي خسروها من خلال تخزينهم للعناصر المهمة التي فقدتها أجسامهم خلال فترة الحمية القاسية.

وتحدث عملية خسارة الوزن عندما يستهلك الجسم سعرات حرارية أكثر مما يتم تناوله في الأغذية. ويعني ذلك تقليل كمية الطعام وزيادة ممارسة التمارين الرياضية التي تساهم بشكل فعال في تخفيف الوزن من الدهون المتراكمة.

لكن يجب أيضا الإدراك بأن إنقاص الدهون من الجسم لا يمكن أن يبدأ بعد مرور 20 أو 30 دقيقة من بدء ممارسة التمرين الرياضي. وفق ما ترى الاختصاصية الطبية كارولينه فيرك مايستر مديرة مركز الطب الرياضي في جامعة هامبورغ-إيبندورف الألمانية، فالجسم يستمد طاقته بشكل أساسي من المواد الغذائية الكربوهيدراتية في حالة الإجهاد الجسماني القصير والمُركَّز، في حين أنه يستمد طاقته في حالة النشاطات الرياضية الطويلة وغير الشديدة من احتياطيات الدهون والبروتين في الجسم.

وأوضحت مايستر قائلة “عمليات توليد الطاقة في الجسم تكون متوازية”، ومع ذلك فإن طرق اكتساب الجسم للطاقة يعتمد على عاملين أساسيين: شدة ومدة التعرض للإجهاد الجسماني.

وأكدت أن أي شخص يريد إحراق الكثير من الدهون وإنقاص بعض الكيلوغرامات من وزنه ينبغي عليه أن يتحرك فترة طويلة، بحيث تكون شدة الجهد منخفضة.

وشددت مايستر على أن الطريقة المثلى لتخفيف الوزن هي زيادة الجهد من وقت إلى آخر خلال مرحلة التمرين المنخفض الشدة، بحيث تكون زيادة الجهد لوقت قصير فقط ولكن بشكل متكرر، ويسمى هذا النوع من التمارين بـ”تمارين الفواصل الزمنية”.

وقال البروفسور أنغو فوربوزه من المعهد الألماني للطب الرياضي في برلين إن الكرش منطقة خطرة على صحة الجسم، خاصة على الكبد والأمعاء والمعدة. كما أن لها تأثيرا على عمل الهورمونات.

وحين يكتسب الجسم طاقته يتم في البداية تخزين الطاقة بشكل مباشر في مركَّب موجود في خلايا الجسم يسمى بـ”أدينوزين ثلاثي الفوسفات”، وعند تعرض الجسم إلى إجهاد جسماني قصير ومُركَّز فإنه يستمد معظم طاقته من الكربوهيدرات، وفي هذه الحالة يتم حرق الدهون ولكن بكميات صغيرة. وحينما يمارس الجسم نشاطات رياضية أكثر طولًا وأقل شدةً، فإن الجسم في هذه الحالة يستمد طاقته من احتياطيات الدهون والبروتين في الجسم.

لكن يجب أيضا الأخذ في عين الاعتبار أن زمن حرق الدهون وطرق حرقها تختلف من شخص إلى آخر، وبحسب كتلة عضلاته والنظام الغذائي الذي يتبعه ومستوى الإجهاد النفسي والجسدي الذي يتعرض له يوميا.