الموصل تجمع سكانها على موائد الإفطار وسط الدمار

أهالي الموصل يجتمعون في الجزء القديم من المدينة الذي دمرته الحرب حول مائدة واحدة على ضفة نهر دجلة.
السبت 2021/04/17
محاولات مستمرة لاستعادة الطقوس الرمضانية القديمة

جمعت موائد إفطار جماعية أقيمت على ضفة نهر دجلة بمناسبة حلول رمضان سكان مدينة الموصل العراقية، وأحيا الأهالي من وسط تلال من الحطام والمنازل المدمرة أحد طقوس الشهر الفضيل رغم المخاوف من الإصابة بعدوى كورونا.

نينوى (العراق) – أعاد إفطار جماعي في رمضان لمّ شمل سكان مدينة عربايا وتعني بيت العرب، وهو أحد الأسماء التي تشتهر بها الموصل، وسط تلال الحطام وبين أطلال المنازل.

واجتمع الأهالي في الجزء القديم من المدينة الذي دمرته الحرب حول مائدة واحدة في الهواء الطلق على ضفة نهر دجلة في مشهد كان بحكم المستحيل في السابق.

وكان الموصليون قبل استعادة كبرى مدن محافظة نينوى (شمال العراق) من تنظيم داعش الذي اجتاحها في العام 2014، محرمين من الأجواء الرمضانية بما في ذلك رفع الأذان للإشارة إلى الامتناع عن المأكل والمشرب قبل بزوغ الفجر.

كما منعوا من الاستمتاع بالكثير من العادات والتقاليد في شهر رمضان، بالإضافة إلى تحريم مهنة المسحراتي.

وتشارك العراقيون مد الطاولات بالقرب من أبنية دمرها التنظيم المتشدد ووسط أكوام من التراب في المدينة التي كانت تعرف بـ”الخضراء” لاخضرار سطح تربتها وجماله.

وفرشت الطاولات بأغطية بلاستيكية بيضاء ووضعت عليها صحون مليئة بوجبة الأرز والدجاج وكؤوس اللبن وحبوب التمر وأكواب العصير وزينت بفواكه مشكلة من الموز والتفاح والبرتقال.

ويذكر أنه تنشط منظمات إنسانية وخيرية لتوزيع المساعدات على الأهالي مع حلول شهر رمضان، لكن الأكثر شيوعا، تنظيم خيرين لموائد إفطار جماعية في المنطقة القديمة المنكوبة، وهو تقليد كان سائدا في المدينة منذ سنوات.

Thumbnail

وتوافد الأهالي من الرجال والأطفال قبل موعد أذان المغرب إلى المكان الذي أعد للإفطار الجماعي وجلسوا إلى الطاولات، متحدين مشاهد الدمار المحيطة بهم من جهة والمخاوف من الإصابة بعدوى فايروس كورونا من جهة أخرى.

واقتصرت موائد الإفطار على الرجال دون النساء، ولم تشارك في الإفطار سوى بضع فتيات صغيرات. وفرضت السلطات العراقية حظر تجول ليليا خلال شهر رمضان باستثناء الجمعة والسبت اللذين تفرض فيهما حظر تجول كاملا.

وسجلت السلطات الصحية العراقية 7810 إصابات جديدة بفايروس كورونا الخميس مع استمرار تفشي الوباء في البلاد.

وقد أثر ذلك على التقاليد الرمضانية الشعبية المتمثلة في تناول الطعام في الخارج وزيارة الأقارب بعد الإفطار سواء في العراق أو بمختلف أنحاء العالم، كما منعت إقامة موائد إفطار جماعية والتي كانت بعض المدن تتنافس على مد أكبر مائدة إفطار مطلع الشهر المبارك كما هو الحال في مدينة مكة المكرمة.

ودفع حلول الشهر الفضيل هذه السنة في ظل استمرار انتشار الوباء بالكثيرين إلى الاكتفاء بالمعايدات الافتراضية، مستبدلين اللقاءات المباشرة والتقبيل والمصافحات بعبارات التهنئة والدردشات القصيرة عبر المواقع الاجتماعية.

وحجزت قيود الجائحة الناس في منازلهم، حيث تم تعليق موائد الإفطار والسحور في عدة دول في إطار الإجراءات الاحترازية والوقائية لمنع تفشي كورونا في صفوف الصائمين.

إلا أن المخاوف من كورونا لم تثن الموصلين كبارا وصغارا عن المشاركة في احتفال استضافته منظمة ثقافية محلية في الليلة الأولى من شهر رمضان بالمدينة القديمة بالموصل، حيث زينت الشوارع وعزفت الموسيقى ووزعت الألعاب على الأطفال.

ويشار إلى أن سكان الموصل لا يزالون يحاولون استعادة طقوسهم الرمضانية وحياتهم السابقة، بعد تحررهم من سطوة تنظيم داعش، حيث يعملون على إحياء تقاليدهم وعاداتهم ومن بينها تزيين البيوت بالمصابيح والأنوار احتفالا بحلول شهر رمضان.

Thumbnail
24